جين عفرين : حوران : داعل : عاجل : انتشار كثيف جداً لقوات الأمن التي وصلت مدينة داعل في المقبرة التي يتم فيها اليوم تشييع الشهيد البطل محمد الجاموس و الشهيد البطل مالك أبوزيد رغم أن الأمن و الجيش يمنعون تواجد أكثر من عشرين شخص في كل تشييع ... إلى جنان الخلد يا أحباب ... إلى جنان الخلد يا أصحاب ... إلى جنان الخلد يا قرايب ...




 

العثور على جثث ثلاث فتيات داخل حقائب جلدية بدرعا

عثرت الجهات الأمنية في محافظة درعا عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم أمس الأول الاثنين عند المدخل الشمالي لمدينة درعا على ثلاث حقائب جلدية.

يوجد بداخل كل حقيبة منها جثة لفتاة مجهولة الهوية من المرجح أنهن من خارج محافظة درعا، وعلمت تشرين أن العثور على الحقائب والجثث تم في البداية من قبل طفل عمره عشرة أعوام عندما لاحظ وجود ثلاث حقائب جلدية جديدة في أحد المنازل بالقرب من منزله عند المدخل الشمالي لمدينة درعا بالقرب من دوار البانوراما، وقد ارتاب الطفل من وجود الحقائب المليئة في منزل ما يزال قيد الإنشاء فقام بإبلاغ الجهات الأمنية التي حضرت مباشرة وفتحت الحقائب لتجد بداخل كل منها جثة لفتاة، كما علمت تشرين أن الكشف الطبي على الجثث الثلاث بين أن الفتيات قتلن بطعنات سكين في مناطق قاتلة من الجسم قبل حوالي اثنتي عشرة ساعة من العثور على جثثهن وأن الفتيات كن قد تعرضن للاغتصاب قبل طعنهن وقتلهن، كما علمت تشرين أن أعمار الفتيات المطعونات غير متقاربة حيث يرجح أن يكون عمر الفتاة الأولى بين السادسة والعشرين والثامنة والعشرين وعمر الثانية يتراوح بين الحادية والعشرين والثانية والعشرين وعمر الفتاة الثالثة يتراوح بين السابعة عشرة والثامنة عشرة وأنه من الممكن أنهن قتلن في وقت واحد وبطريقة واحدة.


حزب الحياة الحرة / بيجاك / الموالي لـ PKK يطالب حكومة كردستان رفع الحظر عن ( قنديل)


طالب حزب الحياة الحرة الكردستاني – بيجاك المناهض لأيران والمرتبط بحزب العمال الكردستاني ، السلطات في اقليم كردستان برفع الحظر الذي تفرضه على سلاسل جبال قنديل وفتح الطرقات المؤدية اليها بغية السماح بوصول الامدادات والمؤن الغذائية الى المنطقة ، واتاحة المجال للصحفيين بالوصول الى جبال قنديل لنقل حقيقة الوضع القائم هناك جاء ذلك في بيان رسمي اصدرته القيادة الميدانية لحزب بيجاك ووزعته في الاقليم وقال البيان ان الحزب يعتبر نفسه طرفا اساسيا في عملية الصراع مع تركيا وانه عاقد العزم على مواصلة سياسة ما اسماه بالسياسة القومية – الديمقراطية ، وان الحزب يدعو حكومة اقليم كردستان الى الكف عن ممارسة سياساتها غير الديمقرطية وغير القومية الراهنة والتي لاتخدم سوى اعداء الشعب الكردي وان تعيد النظر في تلك السياسات كي لايتكرر الماضي التاريخي الاليم بالنسبة للشعب الكردي على حد قول الب يا


معلومات جديدة تؤكد عملاً عسكرياً أمريكياً ضد سوريا


تتوجه الوفود العربية إلى مدينة أنابوليس في ولاية ميرلاند الأمريكية من أجل "إحلال السلام في الشرق الأوسط" (كما تزعم إدارة بوش)، ومن سخرية القدر أن جامعة ميرلاند تنخرط ليس في جهود إحلال السلام وإنما في جهود إحلال الحرب في الشرق الأوسط.
* أصل الـ"قصة":
كتب إيريك ألترمان الناشط الأمريكي في حملة مناهضة الحرب الأمريكية ضد العراق، على موقع «ميديا ماترز» الإلكتروني الأمريكي متسائلاً: "هل ستقوم أمريكا باحتلال إيران وسوريا أيضاً؟"، وأشار ألترمان إلى أنه استلم رسالة من أحد أعضاء الكلية التابعين لأقسام جامعة ميرلاند الموجودة في أوروبا، وهي الأقسام والفروع التي قامت الجامعة بفتحها للطلاب الأمريكيين الذين يقضون الخدمة العسكرية خارج الولايات المتحدة.
نص الرسالة:
"السبب الذي دفعني للكتابة اليوم هو إعلامكم بأن شيئاً ما يجري بشكل غير عادي. ففي نهاية الأسبوع الماضي، كان اجتماع الكلية الموسع الشامل لمنطقة أوروبا منعقداً في مكاتبنا الرئيسية في هايدلبرج بألمانيا. وفي الاجتماع تم إخبارنا بأن تعاقدات التعليم العسكري الخاصة بجامعة ميرلاند سوف يتم تمديدها في أقرب فرصة لتشمل العراق، تركمانستان، أوزبكستان، جيبوتي، وبعض الأماكن والمواقع الأخرى الواقعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد حدث هذا بلا مفاجأة. وما كان مروعاً وغير مألوفاً أن الجيش الأمريكي قد طلب منا أن نستعد لـ"عرض" يتعلق ببرامج تدريبية في سوريا وإيران (والغريب أيضاً: في فرنسا، حيث لا وجود عسكري أمريكي فيها منذ خرجت قوات الناتو عام 1967م. من المحتمل أن يكون ذلك دعماً لدور ووظيفة الحكومة الفرنسية الحالية) وسوف تتعلق عروض عملنا بتعاقدات التعليم بخصوص هذه المناطق بدءاً من نهاية تشرين الثاني. يمثل هذا تطوراً مشؤوماً، فبرامج جامعة ميرلاند الخارجية تتوزع تبعاً لتوزع وانتشار الجيش الأمريكي في العالم. وبالتالي، فإن الأوضاع الطارئة المتعلقة بإمكانية احتلال عدة بلدان شرق أوسطية أخرى –سوريا وإيران- لم تعد أمراً خاضعاً لمنطق "التوقع" وإنما قد تم البدء فعلاً بخطوات عملية في هذا الاتجاه".
وطلب صاحب الرسالة –الأستاذ بجامعة ميرلاند، القسم العسكري- من أصحاب الشأن في مجالات الصحافة والإعلام الاهتمام بمضمون رسالته.
* أبرز ردود الأفعال حول الرسالة:
تناقلت العديد من الصحف الأمريكية المناهضة للحرب الرسالة، ومن أبرز التعليقات ما ورد في مقال الكاتب الأمريكي جاستن رايموند، رئيس تحرير صحيفة «آنتي وار» الإلكترونية الأمريكية، تحت عنوان "حروب نتحسب لها: عام 2008م سوف يجلب لنا محصولاً وافراً من الأزمات".
يقول جاستن رايموند: "ونحن نقترب من السنة الجديدة، فإن محصولاً طازجاً جديداً من الأزمات الخارجية يهدد بالانتعاش الوافر، مثل نبات الفطر بعد المطر، وبالنسبة لتطلعات السلام على الأرض فإنها تبدو أكثر تفاؤلاً مما مضى".
وفي الفقرة الخاصة بسوريا، أشار رايموند إلى النقاط الآتية:
• تمثل سوريا منطقة الاستهداف الإسرائيلي الأساسية.
• لا يتملك الإسرائيليون القدرة على استهداف سوريا، ولذلك يريدون دفع الإدارة الأمريكية لتقوم بذلك نيابة عنهم.
• توجهات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية المعادية لسوريا هي توجهات يقف وراءها اليهود الأمريكيون وصقور اليمين المسيحي – الصهيوني، وجميعهم يقف وراءهم اللوبي الإسرائيلي الذي تقف وراءه إسرائيل.
عموماً، المسارات المزدوجة في السياسة الخارجية الأمريكية لم تعد سراً، خاصة وأن المصداقية القائمة على أساس اعتبارات نسق القيم الأخلاقية السياسية هي أمر لا وجود له في السياسة الخارجية الأمريكية، وبالتالي فإن "متغير المصلحة" ليس هو المتغير الوحيد الذي يقوم بتوجيه عملية صنع واتخاذ وتنفيذ قرار السياسة الخارجية الأمريكية، وبعد صعود جماعة المحافظين الجدد، باعتبارها تمثل الواجهة المعلنة لجماعة أخرى هي اليهود الأمريكيين، أصبح متغير المصلحة يتسم بالطابع الثنائي المزدوج، وتحول إلى متغير "المصلحة والقوة" والذي تبين أنه متغير يعكس (بخلاف ما هو واضح من التسمية) ليس استخدام القوة في تحقيق المصلحة، وإنما استخدام المصلحة من أجل المصلحة، واستخدام القوة من أجل القوة. بكلمات أخرى، المصلحة الأولى بمعنى "الفائدة"، أما المصلحة الثانية فهي بمعنى "المزايا". والقوة الأولى بمعنى القوة العسكرية، والقوة الثانية تعني الهيمنة والنفوذ.
وعلى خلفية هذا التفسير يبدو واضحاً أن نموذج السياسة الخارجية الأمريكية المثالية، سوف يظل هو النموذج الأساس الذي سوف يركز القائمون على القرار السياسي الخارجي للولايات المتحدة عليه باستمرار (إزاء سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) والتسويق له، فالمسؤولون الأمريكيون الذين يطالبون سوريا بتقديم المساعدات للولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في لبنان والعراق، هم نفس المسؤولين الذين يقومون بإعداد وتمهيد المسرح لاستهداف سوريا، متى ما نجحت أمريكا في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق


أردوغان: بوش طلب مني مقاطعة إيران ورفضت


أعلنت طهران امس، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت لها في رسالتين، ان ملفات نووية عالقة «أُغلقت بالكامل»، مشيرة الى انها تعمل على «مقترحات جديدة» ستطرحها على الجانب الاوروبي، وذلك في وقت ذكرت أنقرة انها رفضت طلبا أميركيا مباشرا لقطع العلاقات مع ايران.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، ان طهران تلقت وثيقتين رسميتين من الوكالة الذرية أكدتا ان «مسألة البلوتونيوم، ومسألة التلوث بالمواد المشعة في كرج، وأجهزة الطرد المركزي بي 1 وبي ,2 واليورانيوم المعدني، قد تم الانتهاء منها». وذكر ان «مصدر التلوث بالمواد المشعة، البلوتونيوم ,210 ومنجم غاتشين، تشكل 3 قضايا سيتم التباحث حولها ومتابعتها بدءا من 11 كانون الاول المقبل بين ايران والوكالة الذرية».
وأعرب حسيني عن ثقته بأن يقوم المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، بالدفاع عن «مسار التعاون بين ايران والوكالة الذرية خلال تقريره الذي سيقدمه الى الدول الغربية وألا يسمح لبعض الدول بالتخلي بهذا المسار». وأشار الى ان الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي، سيقدم «مقترحات جديدة» خلال المحادثات المقررة مع سولانا في 30 الشهر الحالي، والتي ستحدد وجهة التقرير الاوروبي.
وفيما اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن التقرير الاخير للوكالة الذرية «انتصار كبير لإيران»، اعلن رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغازاده، ان ايران نجحت في انتاج وقود نووي لتشغيل مفاعلها الذي يعمل بالمياه الثقيلة في اراك.
في أنقرة، ذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه رفض طلبا للرئيس الأميركي جورج بوش بقطع العلاقات مع ايران. وقال انه أكد لبوش خلال لقائهما الاخير، ان «تركيا لا يمكنها أن تقطع علاقاتها مع دولة جارة تربطها بها علاقات قوية في مختلف المجالات، وأهمها المجالات التجارية». وأضاف انه قال للرئيس الأميركي ان تركيا «لا يمكنها بأي حال أن تكون طرفا في الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة ضد إيران».
وفي السياق، ذكرت تقديرات وزارة المالية الألمانية التي نشرتها مجلة «در شبيغل» ان تبني عقوبات مشددة على ايران سيكبد الميزانية الألمانية ملياري يورو، خصوصا انه «اذا وضع بنك ملي الإيراني الذي يتولى معظم التعاملات الألمانية مع إيران على قائمة الحظر الخاصة بالاتحاد الأوروبي».
عسكريا، أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الادميرال حبيب الله سياري ان «إغلاق مضيق هرمز ليس مدرجا على جدول أعمالنا»، لافتا الى ان «القوة البحرية لديها القدرة على مراقبة تحركات العدو في مياه بحر عمان والخليج عن كثب». واعتبر ان تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج يندرج في اطار «عملية سيكولوجية ودعائية»، مشيرا الى ان ايران تعتزم تنظيم مناورات في هذه المنطقة في شباط المقبل.
من جهة اخرى، قام وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، بجولة خليجية قادته الى الكويت وعُمان. ونقل المسؤول الايراني الى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رسالة من الرئيس الايراني. وتطرق خلال لقائه به الى المستجدات الاخيرة على الساحة اللبنانية، قائلا ان «مساعي ايران لتحقيق الإجماع اللبناني عن طريق الحوار اللبناني كانت قائمة دائما على نصيحة اللبنانيين على التوصل الى التوافق والإجماع على أساس دستور البلاد».
كما أعرب متكي عن الأمل في ان تجد بلاده من الآن وحتى نهاية هذا العام مخرجا لخلافها المستمر مع الكويت منذ عقود بشأن ترسيم حدودهما البحرية المشتركة.
من جهته، قال أمير الكويت ان «بعض القوى الاجنبية تحاول اثارة الشكوك حول البرنامج النووي السلمي الايراني، لذا فإن تبادل وجهات النظر بين المسؤولين في ايران ودول الجوار وإعطاء ايران التطمينات سيكونان أمر ايجابيا وبناء للغاية». وحول التطورات اللبنانية، اعتبر الشيخ صباح ان «دور ونفوذ ايران لدى أصدقائها في لبنان يحظى بالأهمية»، معربا عن أمله ان «تتوصل الاطراف اللبنانية الى التوافق وألا يشهد لبنان فراغا قانونيا».
وكان متكي ناقش القضية اللبنانية ايضا خلال لقائه أمس الأول في عمان مع السلطان قابوس، حيث أكد ان «هذه الازمة قابلة للحل بناء على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري»، مشددا ان «كل ما بإمكانه ان يساعد على توافق اللبنانيين فهو مفيد ويبعث على الأمل». وسلم متكي السلطان قابوس رسالة من نجاد، معتبرا ان «هناك خطوة ايجابية لبدء مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي الاقليمي في منطقة الخليج»، فيما اعرب السلطان قابوس عن ارتياحه «لمسيرة التعاون الناجحة بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذري
ة».


تحطم طائرة عسكرية ايرانية ومصرع قائديها


تحطمت ظهر اليوم الاثنين طائرة عسكرية من طراز اف - 4 تابعة للقوة الجوية الايرانية في منطقة جابهار الساحلية على خليج عمان بسبب خلل فني. واعلنت العلاقات العامة للجيش الايراني في بيان عن مصرع قائد الطائرة ومساعده في الحادث.

واضاف البيان: ان الطائرة وهي من طراز فانتوم" تحطمت ظهر اليوم اثناء مناوره جرت في المياه القريبة من مدينه كنارك الساحلية بمنطقة جابهار.


الأهداف الإستراتيجية للحركات الكردية الانفصالية



برغم هدوء التصريحات والتحركات السياسية، فإن حالة الاصطفاف والتعبئة العسكرية الفاعلة على خطوط المواجهة التركية – الكردية ما تزال مستمرة. * المشهد الحالي في خارطة الصراع التركي – الكردي: عسكرياً: • على الجانب التركي: ما تزال القوات التركية تقوم بالحشد والتعبئة الفاعلة ورفع الجاهزية للقيام بتنفيذ الاقتحام العسكري، أما الحكومة التركية والبرلمان التركي فهما لا يزالان على موقفهما السابق القاضي بضرورة تنفيذ العملية العسكرية ضد الحركات الانفصالية الكردية المتمركزة في شمال العراق. • على الجانب الكردي: هدأت تصريحات الزعماء الأكراد المعادية لتركيا مع التشديد على عدم تسليم أي مطلوب كردي للحكومة التركية وعلى التصدي لأعباء المواجهة العسكرية في حال حدوث الاقتحام التركي لشمال العراق. • الأطراف الثالثة: بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تقدم الأسلحة والمعلومات الاستخبارية لكلا الطرفين الكردي والتركي، وتطالب الأكراد بعدم السماح لحزب العمال الكردستاني بمهاجمة تركيا وفي نفس الوقت تطالب الأتراك بعدم القيام بأي اقتحام عسكري لشمال العراق والاعتماد على الدور الأمريكي في القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني. • إيران وسوريا تؤيدان الحلول السلمية، وفي نفس الوقت ترفضان التدخل في الشؤون الداخلية التركية. * كردستان: خارطة طريق "الشبح الإسرائيلي": من المعلوم أن المناطق الكردية تتكون من دائرة تتقاطع فيها أراضي أربعة دول: العراق، تركيا، سوريا، وإيران. وقد ظلت إسرائيل تعمل لفترة طويلة في استثمار الخلافات الإثنوثقافية الكردية – العربية لتحويلها إلى صراعات إثنوسياسية، وقد نجحت إسرائيل إلى حد كبير في تحقيق هذا المخطط من خلال تحويل الخلاف الكردي – العربي داخل العراق من الحالة الإثنوثقافية المنخفضة الشدة إلى الحالة الإثنوسياسية المرتفعة الشدة. كذلك نجحت إسرائيل في توريط أمريكا معها في الصراعات الجارية حالياً في المناطق الكردية على النحو الذي أصبحت فيه أمريكا تتحرك علناً نيابة عن إسرائيل التي ما زالت تركز على التحركات السرية غير المعلنة في الأراضي الكردية. * مخطط إسرائيل – البرزاني: مع تغير التوازنات الجيوستراتيجية، يدرك البرزاني وبقية الزعماء الأكراد أهمية الدعم الإسرائيلي لأنه يعني ضمانة وفعالية في الحصول على الدعم الأمريكي. وتجدر الإشارة إلى التحالف بين اللوبي الإسرائيلي واللوبي الكردي وتنسيق الجهود، التي تمخض عنها دفع مجلس النواب الأمريكي لتبني قرار "المذبحة الأرمنية"، هي جهود لها أكثر من دلالة ومعنى. بكلمات أخرى، يحاول اللوبي الكردي التحالف مع اللوبي الإسرائيلي لفرض النفوذ على أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، تمهيداً لإصدار المزيد من القوانين والتشريعات التي تمهد بدورها للاعتراف الدولي بالوضع الانفصالي شبه المستقل لإقليم كردستان العراقي، وللضغط أيضاً على الدول الأخرى في المنطقة لدفعها إلى الاعتراف بـ"المشروع الكردي الإثنوسياسي الانفصالي الذي حل محل المشروع الكردي الإثنوثقافي السابق". وكذلك يركز اللوبي الكردي على التحالف مع المرشحين الديمقراطيين وذلك على أساس اعتبارات أن: • إذا فاز الجمهوريون بالرئاسة الأمريكية فإن التحالف الكردي – الإسرائيلي – الأمريكي سوف يكون بخير. • إذا فاز الديمقراطيون بالرئاسة الأمريكية فإن التحالف الكردي – الإسرائيلي – الأمريكي سوف يكون مهدداً. وللقضاء على مخاطر التهديد في الساحة الأمريكية سعى اللوبي الكردي إلى: • إغراء المزيد من الشركات النفطية الأمريكية بالحضور إلى إقليم كردستان والحصول على عقود وامتيازات الاستثمارات النفطية بالتركيز على الشركات التي يملكها كبار الجمهوريين والديمقراطيين. • بناء الروابط مع المرشحين الديمقراطيين البارزين، وحالياً يقوم اللوبي الكردي بدفع المزيد من الأموال لتمويل حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أما الأهداف الاستراتيجية للحركات الانفصالية الكردية فهي: • تأجيل الصراع العسكري مع تركيا خلال العام 2008م. • انتهاز فرصة وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى الرئاسة، من أجل تنفيذ ما يلي: * تنفيذ نقل قاعدة انجرليك من جنوب تركيا إلى منطقة كردستان العراقية. * إعطاء المزيد من التسهيلات العسكرية والنفطية للإسرائيليين والأمريكيين. * التوسع في منح العقود والتسهيلات النفطية للشركات الأمريكية، وبالذات في منطقة كركوك المتنازع عليها على النحو الذي يؤدي إلى دفع الشركات الأمريكية النفطية إلى الضغط على الحكومة الأمريكية من أجل دعم مشروع ضم كركوك إلى كردستان. تحويل قاعدة انجرليك من جنوب تركيا إلى كردستان سوف يؤدي تلقائياً إلى دفع حلف الناتو إلى بناء الروابط مع الأكراد وإلى جعل أمريكا تتواجد بشكل نهائي في المنطقة. وكل ما يحاول الأكراد تفاديه في الوقت الحالي، هو خطر شبح الاقتحام العسكري التركي الذي سوف يؤدي إلى تقويض كامل المشروع.


سوريا لم تحسم قرار المشاركة ..حماس تنتقد وإسرائيل تشيد



القاهرة، دمشق - وكالات

قررت 16 دولة عربية مدعوة إلى مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام في الشرق الأوسط الجمعة 23-11-2007، حضور هذا المؤتمر الثلاثاء المقبل لإثبات رغبة العرب "الجدية" في السلام واختبار نوايا إسرائيل، لكن سوريا لم تحسم موقفها من المشاركة بعد، رغم إدراج الجولان على جدول أعمال المؤتمر.

وأكد وزراء خارجية وممثلي الدول الـ 16 في بيان أصدروه إثر اجتماعات الخميس والجمعة في مقر الجامعة العربية في القاهرة أنهم "قرروا قبول الدعوة لحضور مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط على مستوى وزاري للبحث في عملية السلام، وذلك في إطار المرجعيات المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية".

وأعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه سيحضر شخصيا اجتماع أنابوليس، وكذلك موسى.

وقال الوزير السعودي "لا أخفى سرا أنني كنت مترددا حتى اليوم، ولولا الإجماع العربي خلال اجتماعات اللجنة اليوم لما قررت المملكة العربية السعودية الذهاب إلى أنابوليس".

وتابع "نحن ذاهبون بجدية ونأمل أن نقابل بنفس الجدية والمصداقية، لن نذهب لنصافح أو نبرز عواطف لا نشعر بها، ولكن نحن هناك فقط للوصول إلى سلام يحفظ الحقوق العربية ويحفظ لفلسطين وسوريا ولبنان أراضيهم".

ونفى الفيصل أن يكون حضور بلاده لمؤتمر أنابوليس تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل، مؤكدا أن "التطبيع مع إسرائيل تحكمه المبادرة العربية ويتبع السلام الشامل بعد الانسحاب الكامل من الأراضي العربية".

وأكد موسى "سنذهب إلى المؤتمر بموقف عربي موحد لإثبات جدية الجانب العربي في التوصل إلى سلام شامل وعادل على كافة المسارات".

وأكد الأمين العام أن العرب سيشاركون في المؤتمر للتفاوض وليس من أجل التطبيع مع إسرائيل.

وأوضح الفيصل أن قرار المشاركة العربية اتخذ لاختبار نوايا إسرائيل، وقال "سنحضر لنقطع الشك باليقين، فإن كانت هناك جدية من جانب إسرائيل سوف تكون هناك جدية من الجانب العربي، وإن لم يكن فليس هناك سيوفا مصلتة على رؤوسنا لنقبل ما لا نريده".

وشدد الفيصل على أن العرب "سيذهبون إلى أنابوليس ككتلة واحدة بموقف عربي موحد، ولن يكون هناك انقسام في الموقف العربي".

وشارك في اجتماع الجامعة العربية وزراء خارجية وممثلي الدول الـ16 التي وجهت إليها الولايات المتحدة دعوات رسمية وهي الأردن والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان وسوريا وسلطنة عمان وفلسطين وقطر ولبنان ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن.

ودعت واشنطن قرابة أربعين دولة إلى هذا الاجتماع، الذي يستهدف أساسا إطلاق مفاوضات فلسطينية- إسرائيلية حول تسوية نهائية تكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي شارك في جزء من الاجتماعات الجمعة فشل المفاوضين الفلسطينيين في التوصل إلى وثيقة مشتركة كان يفترض أن تعرض على اجتماع أنابوليس.

وقال عباس في كلمة أمام الوزراء العرب "كنا نريد من مفاوضاتنا مع إسرائيل أن نتوصل إلى وثيقة مشتركة، لكن مع الأسف لم نتمكن من صياغتها وإجمالها؛ لأن كل طرف له وجهة نظر ويريد تثبيت موقفه، وبصراحة إسرائيل كانت تريد تحقيق مكاسب، وقد رفضنا ذلك".

وكانت رايس أعلنت الأربعاء أن الفلسطينيين والإسرائيليين تراجعوا عن عرض وثيقة مشتركة على الاجتماع.

وقالت إن الفلسطينيين والإسرائيليين "قرروا الانتقال مباشرة إلى المفاوضات بدلا من محاولة التوصل إلى وثيقة انتقالية، كنوع من إعلان المبادئ، الذي يمكن أن يضعف موقف المتفاوضين".

لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حذر من أنه لا ينبغي "رفع سقف التوقعات من هذا الاجتماع".

وقال "المرحلة المقبلة صعبة ومعقدة، وبصراحة صوت الجرافات الإسرائيلية ما زال أعلى من صوت البيانات السياسية" في إشارة إلى استمرار الاستيطان الإسرائيلي.

أمريكا توافق على إدراج الجولان في مؤتمر أنابوليس

وفي تطور متصل، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الولايات المتحدة وافقت على إدراج مرتفعات الجولان المحتلة على جدول أعمال مؤتمر أنابوليس للسلام، لكن سوريا ستقرر ما إذا كانت ستحضر عندما تتلقى جدول أعمال الاجتماع.

وفي وقت سابق، قال المعلم للصحفيين "إن وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة لبحث مشاركة بلادهم في الاجتماع، بعثوا رسالة عاجلة إلى الإدارة الأمريكية، تتضمن طلبا بإدراج قضية هضبة الجولان السورية المحتلة صراحة على جدول أعمال المؤتمر وبيانه الختامي، حتى تتمكن سوريا من المشاركة فيه".

وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الأربعاء عن وضع بند حول "السلام الشامل" في الشرق الأوسط على جدول أعمال الاجتماع، ولكنها لم تشر صراحة إلى الجولان، مشيرة إلى أن الاجتماع لن يقتصر على الملف الفلسطيني الإسرائيلي.

وقالت الحكومة السورية مرارا أنها لن تحضر مؤتمر أنابوليس إلا إذا كانت مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 مدرجة على جدول الأعمال.

حماس تنتقد مشاركة العرب بأنابوليس.. وإسرائيل تشيد

دعت حركة حماس، الجمعة الدول العربية التي أعلنت مشاركتها على المستوى الوزاري في اجتماع أنابوليس إلى عدم تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وعدم تقديم أي "تنازل". وقال أيمن طه المتحدث باسم حماس أن حركته كانت تأمل "ألا تشارك الدول العربية لأن مشاركتها ستقدم هدية مجانية من خلال التطبيع، وستعطي مزيدا من الأهمية للعدو". وأضاف "دعوتنا موجهة إلى الدول العربية ألا يمدوا أيديهم للتطبيع مع العدو وأن يبقى الصراع قائما إلى حين انتهاء الاحتلال"، وأن حماس تدعو الدول العربية أيضا إلى "عدم التنازل عن أي من الثوابت الفلسطينية ورفع الحصار المفروض عن الشعب الفلسطيني". وأوضحت حماس أن قرار الدول العربية المشاركة في الاجتماع "لا ينتقص من مساندة الدول العربية لحركة حماس، ولا يقلل من وقوف العرب إلى جانب الحقوق الفلسطينية". وفي المقابل، أشادت إسرائيل بإعلان الدول العربية المشاركة على مستوى وزراء الخارجية في أنابوليس ووصفت القرار بأنه " إيجابي" و "هام". وقال مارك ريغيف المتحدث باسم الخارجية "نحن نعتبر أن مشاركة عربية واسعة في اجتماع أنابوليس تشكل أمرا هاما يمكن أن يكون ضمانة لنجاح هذه المبادرة". وأضاف "إن أي تحرك للعالم العربي لدعم مسيرة المصالحة الإسرائيلية الفلسطينية هو تحرك إيجابي. ونحن نأمل أن نرى انخراطا عربيا هاما في هذه المسيرة، ومن الواضح أن السلام يتطلب مبادرات هامة، سواء من جانب إسرائيل أو من العالم العربي". من جانبها قالت ميري إيسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت "نحن سعداء بهذه المشاركة العربية الواسعة، التي تترجم دعما من دول الشرق الأوسط لمسيرة السلام الإسرائيلية الفلسطيني ة".


جيجك: تركيا خسرت 300 مليار دولار جراء محاربتها لحزب العمال


أعلن نائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجك أن خسائر تركيا نتيجة محاربتها لحزب العمال الكوردستاني تعادل ما يقارب 300 مليار دولار. ونقلت صحيفة "ميلليت" عن نائب رئيس الوزراء قوله إن "مجمل الأضرار التي كبدها حزب العمال الكردستاني تركيا منذ عام 1984 تعادل ما يقارب 300 مليار دولار، ولو استثمر بلدنا هذه الأموال في غايات أخرى لاحتل اليوم الموقع السابع في قائمة دول العالم العظمى".

وقال جيجك إن حزب العمال الكوردستاني الذي تعتبره تركيا خارجا على القانون واعتبرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية لا يستطيع الصمود بدون دعم خارجي من جانب الإرهاب العالمي. كما أشار نائب رئيس الوزراء إلى أن توغل الجيش التركي المحتمل في اقليم كوردستان العراق يستهدف حزب العمال الكوردستاني فقط.


أجندة مؤتمر أنابوليس والجهات المدعوة للمشاركة فيه


بضعة أيام وينعقد مؤتمر أنابوليس الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، زاعماً بأن هذا المؤتمر سوف يقدم "مفتاح الحل" للصراع العربي – الإسرائيلي الذي شغل العالم على مدى 60 عاماً. حتى الآن، ما تزال الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية في حالة ارتباك كامل خشية عدم انعقاد المؤتمر، أو انعقاد المؤتمر وعدم تحقيقه النتائج "غير المعلنة" المطلوبة. * من هم أطراف المؤتمر؟ نشر موقع «إس إف غيت كوم» الإلكتروني الأمريكي أسماء الأطراف المشاركة في المؤتمر (حتى الآن) والتي تم توزيع الدعوات الأمريكية لها من أجل الحضور إلى أنابوليس: • الولايات المتحدة الأمريكية (البلد المضيف) وسوف يتم تمثيلها بواسطة الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. • إسرائيل (أحد أطراف الصراع) وسوف يتم تمثيلها بواسطة رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. • الفلسطينيون (أحد أطراف الصراع) وسوف يتم تمثيلهم بواسطة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وبعض كبار المسؤولين التابعين له. • أعضاء اللجنة الدبلوماسية الرباعية الدولية، من دون الولايات المتحدة، أي روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. • الأمم المتحدة: وسوف يمثلها الأمين العام بان كي مون. • رئيس الاتحاد الأوروبي: وسوف يمثله وزير الخارجية البرتغالي لويس أمادو. • مفوضية الاتحاد الأوروبي: وسوف تمثلها بينيتا فيديرو والدنر مفوضة الشؤون الخارجية. • المفوضية العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسوف يمثلها خافيير سولانا. • روسيا: ويتوقع أن يمثلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. • المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط طوني لير رئيس الوزراء البريطاني السابق. • أعضاء لجنة الجامعة العربية المسؤولين عن متابعة تنفيذ المبادرة السعودية من أجل اتفاقية السلام العربية – الإسرائيلية الشاملة. • الجامعة العربية، وسيتم تمثيلها بواسطة أمينها العام عمرو موسى. • الدول العربية الآتية: الجزائر، البحرين، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، قطر، السعودية، السودان، سوريا، تونس، واليمن. • الدول العربية الأخرى:العراق، موريتانيا، عمان، الإمارات العربية المتحدة. • الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي: بريطانيا، والصين، وفرنسا (أمريكا هي البلد المضيف وروسيا وجهت لها دعوة منفصلة). • دول مجوعة الثانية: كندا، ألمانيا، إيطاليا، واليابان. (روسيا وأمريكا وبريطانيا وروسيا شملتهم الدعوات السابقة أعلاه). • أعضاء منظمة العالم الإسلامي غير المشمولين بالدعوة السابقة: إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، السنغال، تركيا. • بلدان أخرى: البرازيل، اليونان، الهند، النرويج، بولندا، سلوفينيا، جنوب إفريقيا، إسبانيا، السويد. • المؤسسات الاقتصادية الدولية، وهي ستحضر كمراقب: * صندوق النقد الدولي. * البنك الدولي. * ما هي أجندة مؤتمر أنابوليس؟ برغم تكتم الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، فإنه لم يكن صعباً علينا في موقع «الجمل» الحصول على المعلومات، وذلك لأن أجندة كل ما يتعلق بقضايا الصراع العربي – الإسرائيلي وقضايا الشرق الأوسط الأخرى يتم وضعها بواسطة عناصر اللوبي الإسرائيلي بالتنسيق بين خبراء مراكز الدراسات من اليهود الأمريكيين المتغلغلين داخل أروقة الإدارة الأمريكية وعلى وجه الخصوص في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) ومجلس الأمن القومي الأمريكي. قصة أجندة مؤتمر أنابوليس بدت واضحة منذ لحظة قيام خبير اللوبي الإسرائيلي اليهودي الأمريكي روبرت ساتلوف (الذي يتولى منصب المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) بنشر مقال على موقع المعهد بتاريخ 20 تموز 2007م حمل عنوان "القراءة بين سطور خطاب 16 تموز الذي ألقاه الرئيس بوش". عموماً، سوف تركز أجندة الاجتماع على المبادئ الآتية: • الانتقال من "خارطة الطريق" إلى "أفق الحل". • دور الأطراف العربية في "مساعدة إسرائيل" من أجل تحقيق السلام. التمعن والتدقيق الفاحص في هذه المبادئ يجعلنا نستنتج الأهداف الحقيقية للمؤتمر وهي: • التمهيد للتخلي عن "خارطة الطريق"، واستبدالها بـ"أفق الحل". بكلمات أخرى، فإن إسرائيل ستكون بذلك قد تخلصت من التزامات برنامج خارطة الطريق بتغييرها من التزامات "عملية" إلى التزامات صورية مفهومية، تتمثل بالتزام بفكرة ومفهوم "أفق الحل". • إرغام الأطراف العربية على الالتزام بـ"أمن إسرائيل" وبكلمات أخرى سوف يسعى المؤتمر إلى الربط بين مفهوم "أفق الحل" ومفهوم "أمن إسرائيل"، بحيث يتوجب على العرب العمل من أجل أمن إسرائيل بحيث أن إسرائيل حين تقتنع بأن أمنها تحقق فإنها يمكن أن تتقدم باتجاه "أفق الحل". • فكرة ومفهوم "أفق الحل" التي سيطرحها المؤتمر هي فكرة تهدف إلى جعل الحقوق العربية المشروعة مثل "خط الأفق"، ولما كان خط الأفق من المستحيل عملياً على أي شخص أن يصل إليه، لأنه يتقدم باستمرار كلما تقدمنا نحوه، فإن سيناريو الحقوق العربية وفق منظور "أفق الحل" سوف يصبح على النحو الأتي: أن يعمل العرب من أجل أمن إسرائيل، والتي عندما تقتنع بحدوث ذلك، فإنها تتقدم معهم خطوة باتجاه أفق الحل. عموماً، أهداف مؤتمر أنابوليس تسعى لتحقيق التطابق التام بين المسارين الإسرائيليين الذين أشارت إليهما دراسة المحافظين الجدد حول مستقبل إستراتيجية إسرائيل وهي الدراسة التي وضعها ريتشارد بيرل، وديفيد فورمزر، وبودوريتز، وغيرهم: • مسار الحروب من أجل تأمين الحدود الشمالية (الحرب ضد لبنان، الحرب ضد سوريا، إضافة إلى الحرب الأمريكية ضد العراق)., • مسار التخلص من الالتزامات السياسية: ومن أبرزها التخلص من اتفاقية أوسلو وخارطة الطريق، وخطة فك الارتباط، وإعلان حدود إسرائيل إضافة إلى العمل من أجل التخلص لاحقاً من اتفاقية كامب ديفيد مع مصر واتفاقية وادي عربة مع الأردن. مؤتمر أنابوليس سوف يركز على عدم دفع إسرائيل للقيام بتنفيذ إي التزام على الأرض، ولا بفرض التزامات جديدة على إسرائيل، أما ما يهدف إليه المؤتمر فهو: فرض الالتزامات العملية بأمن إسرائيل (أي مكافحة الإرهاب الفلسطيني وحزب الله ومعاداة إيران) من جهة، ومن الجهة الأخرى إعطاء إسرائيل نحق تقييم جدوى ومدى مصداقية العرب في تنفيذ واجباتهم، وتقييم إمكانية مكافأتهم بالتقدم معهم خطوة باتجاه "خط الأفق" الخاص بحل الصراع!


رواية جديدة لجون بولتون عن الغارة الإسرائيلية على سوريا


ما تزال حالة الهستيريا وعدم التوازن المعرفي مسيطرة على ذهنية جون بولتون، صديق إسرائيل الوفي، والذي قال عنه اليهودي الأمريكي وزعيم جماعة المحافظين الجدد ريتشارد بير بان: "جون بولتون هو الرجل الذي أتمنى الوقوف إلى جانبه عندما تقوم مملكة الرب اليهودي (هرمجدون) في أورشليم..". * الخبير "الكبير" جون بولتون يتحدث مرة أخرى عن سوريا: نقلت صحيفة «أورشليم بوست» تصريحات جون بولتون الجديدة التي قال فيها: • إن ما قامت الغارة الإسرائيلية باستهدافه في سوريا هو منشأة نووية. • إن كوريا الشمالية هي التي قدمت المساعدة والمعونة الكافية واللازمة لإقامة المنشأة النووية السورية. • إن إيران هي التي قامت بتحمل نفقات تمويل المنشأة النووية السورية. • إن تعاون الدول الثلاث سوريا، إيران، وكوريا الشمالية، يؤكد إلى أنها تعمل ضمن "محور الشر". كذلك وجه بولتون الانتقادات ليس لسوريا وإيران وكوريا الشمالية فحسب، بل وأيضاً للولايات المتحدة الأمريكية نفسها عندما اتهم الإدارة الأمريكية بالصمت والتكتم إزاء الغارة الإسرائيلية ضد سوريا، واستنتج بولتون قائلاً بأن هدف الإدارة الأمريكية من وراء هذا الصمت، هو المضي قدماً في مخطط إزالة اسم كوريا الشمالية من قائمة الإرهاب الأمريكية. * جون بولتون والتعليلات الجديدة إزاء سوريا: قال جون بولتون بأن ما لفت انتباهه وأثار اهتمامه إزاء صمت الإدارة الأمريكية، يتمثل في أن الدافع الأساسي وراء هذا الصمت ليس الاعتبارات الأمنية وإنما الاعتبارات السياسية. وأشار بولتون في حديثه قائلاً "توجد اهتمامات أمنية مشروعة، ولكن لا يوجد سبب يبرر عدم التوضيح والكشف عن ماهية المنشأة النووية السورية التي تمت مهاجمتها"، وأضاف بولتون قائلاً "إذا لم يكن هناك تورط كوري شمالي، فقد كان الأمر سيشكل مناسبة للإدارة الأمريكية لكي تتحدث علناً وتستفيد من مزايا حديثها، وإذا لم يكن الأمر يتعلق بمنشأة نووية، فإن على الإدارة الأمريكية أن توضح لنا ذلك..". تحدث بولتون "متحيزاً" لصالح إسرائيل و"ضد" الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة، عندما قال أن توجيه الانتقادات لإسرائيل بسبب تعاملها وتجاوبها غير المتناسب إزاء الغارة –عن طريق الصمت عليها- فإن ذلك في حقيقة الأمر يمثل انتقاداً لأمريكا، وبالتالي فإن الأمريكيين الذين ينتقدون صمت إسرائيل على الغارة إنما هم ينتقدون أمريكا نفسها في المقام الأول ثم إسرائيل في المقام الثاني.. * جون بولتون وإشكالية "الحساسية" إزاء سوريا: يعتبر جون بولتون من الشخصيات التي اشتهرت بالطابع الدرامي النمطي من بين جميع المسؤولين الأمريكيين الذين يدينون بالولاء الأعمى لإسرائيل. بكلمات أخرى، جون بولتون لم يفقد "بصره" بالنظر إلى جرائم إسرائيل، وإنما فقد "بصيرته" في معرفة مدى إدراك العالم أجمع لعدم مصداقية ما يقول ويصرح به، وهو الأمر الذي جعل الكونغرس يجد الكثير من الحرج والخجل في الموافقة على تعيين جورج بوش له سفيراً أمريكياً في الأمم المتحدة. اشتهر جون بولتون بأن عداءه لسوريا يفوق عداء إسرائيل لها، وتبدأ قصته الجديدة مع سوريا، عندما كتب مقالاً في صحيفة وول ستريت جورنال قبل حدوث الغارة الإسرائيلية ضد المفاعل النووي السوري "المفترض"، وتحدث فيه عن وجود تعاون سوري – إيراني – كوري شمالي في المجال النووي، واتهم سوريا بأنها تقوم بالمضي قدماً في تطبيق برنامجها النووي الخاص. حملة بولتون التي بدأها في صحيفة وول ستريت جورنال ترتب عليها حملة بواسطة اللوبي الإسرائيلي قطعت أشواطها: المرحلة الأولى، والثانية والثالثة والرابعة.. وحالياً، فإن حديث بولتون الجديد لا يمكن النظر إليه على عواهنه، وتركه يمر دون تدقيق. بكلمات أخرى، ما الذي يقصد ويرمي إليه حديث بولتون الجديد؟ ولكي نحاول أن نفهم بعضاً من ذلك، إن لم يكن كل ذلك، فإنه يتوجب علينا طرح بعض الأسئلة: • لماذا أدلى جون بولتون بهذه التصريحات في هذا الوقت بالذات؟ • لماذا تناول حديث بولتون الإدارة الأمريكية بالنقد هذه المرة؟ • لماذا أصر بولتون على مطالبة الإدارة الأمريكية بالقيام بنفي الطابع "النووي" عن المنشأة السورية التي استهدفتها إسرائيل، إن لم تكن فعلاً هذه المنشأة –بنظر الأمريكيين- هي منشأة نووية؟ • لماذا ربط بولتون بين الدول الثلاثة سوريا – إيران – كوريا الشمالية، مرة أخرى بفكرة "دول محور الشر" القديمة التي بدأت إبان فترة الرئيس السابق رونالد ريغان. عموماً، إن مقاصد ونوايا، أو بالأحرى، المعاني الخفية التي يمكن التقاطها من عبارات جون بولتون التي تتميز في ظاهرها بالفظاظة والجلافة، وهي مقاصد ونوايا تحمل أكثر من معنى ومن دلالة، وذلك لأنها ترافقت مع تحركات اللوبي الإسرائيلي ضد الأمم المتحدة، واقتراب موعد انعقاد مؤتمر أنابوليس، وتزايد الضغوط والتهديدات ضد إيران، إضافة إلى الخلافات داخل الإدارة الأمريكية حول مدى مصداقية المعلومات الاستخبارية التي قدمتها إسرائيل لأمريكا. وعلى ما يبدو فإن تصريحات جون بولتون هي مؤشر لبداية حملة إعلامية ضد بعض عناصر الإدارة الأمريكية الذين وإن كانوا مؤيدين لإسرائيل ومعادين لسوريا وإيران، فإنهم يرفضون اعتماد الوسائل العسكرية في التعامل مع إيران وغيرها، ويطالبون باستخدام الوسائل الدبلوماسية وتكثيف الضغوط والعقوبات الاقتصادية والسياسية بدلاً من العمل العسكر


اعتماد اللغة الكوردية في بيانات جوازات السفر الجديدة G


أعلن العقيد الركن صالح عثمان خضر مدير جوازات محافظة السليمانية أن جوازات السفر الجديدة من فئة (G) ستتضمن اللغة الكوردية في بياناتها الى جانب اللغة العربية والانكليزية.

وأشار مدير جوازات السليمانية أن وفداً من الحكومة العراقية الفدرالية سيتوجه الى ألمانيا بغرض طبع النسخ الجديدة من هذه الجوازات، وبكميات كافية تلبي كافة الطلبات على هذه الجوازات الجديدة، لافتاً الى أنه سيكون ضمن أعضاء الوفد الزائر لألمانيا كممثل لحكومة إقليم كوردستان، وأن ذلك سيتم انجازه في الشهر المقبل.


أبرزمؤشرات الأزمةالمتوقعةفي شمال العراق وردود الأفعال الكرديةالجديد


أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان أن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت عملياً في تقديم المعلومات الاستخبارية الميدانية الجارية في إقليم كردستان العراقي إلى السلطات التركية. * طبيعة المعلومات الاستخبارية: تقول صحيفة زمان التركية الصادرة اليوم، بأن القوات الأمريكية تقوم بتقديم هذه المعلومات إلى تركيا، وذلك بحسب التزام الرئيس بوش لرئيس الوزراء التركي أردوغان بعد اجتماعهما يوم 5 تشرين الثاني الماضي. تتعلق هذه المعلومات بجملة أشياء، وبتركيز أكبر حول حزب العمال الكردستاني، وأشارت الصحيفة إلى أن التزام الرئيس بوش بتقديم المعلومات الاستخبارية الميدانية الجارية واستمرارية تدفقها، يتم حالياً بواسطة آلية الاتصال التي تم إنشاؤها بحيث تربط بشكل مستمر ومباشر بين ثلاثة أطراف هي: • هيئة الأركان التركية. • الجيش الأمريكي. • القوات الأمريكية الموجودة في العراق. وتقول الصحيفة أن السلطات التركية رحبت بهذا التعاون ضد حزب العمال الكردستاني، ولكن بعض المراقبين أكدوا بشدة على أن مصير العلاقات التركية – الأمريكية سوف يتوقف على قناعة الأتراك بمدى مصداقية المعلومات الاستخبارية الميدانية التي تقوم حالياً أمريكا بتزويدهم بها، وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن الأتراك لم يعودوا يقبلون المعلومات الأمريكية الخاصة بالأكراد كما كان من قبل، بل أصبحت المخابرات العسكرية وغيرها من أجهزة الأمن التركية تقوم بمقارنة المعلومات الأمريكية مع المعلومات الخاصة بها، أو بالجمع الاستخباري للمزيد من المعلومات التي تؤكد مدى صحة مصداقية المعلومات الأمريكية. * أبرز مؤشرات الأزمة المتوقعة في شمال العراق: بعد اجتماع أردوغان – بوش يوم 5 تشرين الثاني الماضي، بدأت تظهر بعض ردود الأفعال غير المتوقعة في الساحة الكردية، وتشير وكالة الأسوشيتيد برس، التي أوردها مراسل الوكالة بول شيم، إلى الآتي: • قيام أعداد كبيرة من عناصر البشمركة بالانتشار في مناطق شمال العراق المحاذية للحدود التركية – العراقية. • تزايد المخاوف في القرى والمدن التركية. • ارتباك حركة المعاملات التجارية بين تركيا وشمال العراق، وتقول المعلومات بأن إقليم كردستان العراقي يحصل على سلع من تركيا تبلغ قيمتها الإجمالية سنوياً في حدود 3 مليار دولار، وفي حالة انقطاع تدفقات السلع التركية، فإن شمال العراق سيتعرض لأزمة اقتصادية حادة، بسبب عدم توافر البديل الحالي في الوقت المناسب، وعدم قدرة سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق على تغطية الانكشاف السلعي الكبير الذي بات يهدد أسواق كردستان العراقية. * ردود الأفعال الكردية الجديدة: يسيطر على إقليم كردستان العراقي من الناحية الرسمية المعلنة فصيلان كرديان عراقيان هما: • الحزب الديمقراطي الكردستاني: ويتمركز في المناطق المنخفضة الموجودة في الجزء الغربي من الإقليم (منطقة أربيل والدهوك) والمتاخمة لسوريا وتركيا، ويقوده مسعود البرزاني الذي يتولى رئاسة حكومة كردستان الإقليمية حالياً ويعاونه نيخرفان البرزاني، ويمثل الحزب في الحكومة العراقية هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي. على المستوى الشعبي يتمتع الحزب بتأييد زعماء العشائر الكردية والقطاع التقليدي الريفي من أكراد العراقي. • الاتحاد الوطني الكردستاني: ويتمركز في المناطق الجبلية المرتفعة (منطقة السليمانية) الموجودة في الجزء الشرقي من الإقليم والمتاخمة لإيران وتركيا. ويقوده جلال طالباني الذي يتولى حالياً منصب الرئيس العراقي. ويتمتع الاتحاد الوطني الكردستاني بتأييد معظم عناصر النخب الكردية المثقفة التي نالت حظاً وافراً من التعليم. أما من الناحية الفعلية غير المعلنة فإن السيطرة على الإقليم موزعة بين مجموعة من الفصائل الكردية المسلحة، وهي بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني (العراقيين)، تضم حزب العمال الكردستاني (التركي) وحزب الحياة الحرة الكردي (الإيراني) إضافة إلى بعض المجموعات الكردية المسلحة الأخرى. وتشير المعلومات إلى أن جميع هذه الفصائل الكردية (العراقية وغير العراقية) تمثل في النهاية كياناً واحداً هو قوام البشمركة الكردية. وتقول المعلومات بأن مسعود البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، استطاع أن يفرض سيطرته على هذه القوات عن طريق "وزارة شؤون البشمركة" التي استحدثها ضمن حقائب مجلس وزراء حكومة كردستان الإقليمية، وهي بالأساس ومن الناحية الفعلية والعملية "وزارة دفاع كردستان" ووزير شؤون البشمركة هو بمثابة وزير الدفاع الكردي.. تأسيسياً على ذلك، فإن هذه الوزارة تفرض سيطرتها على قوات البشمركة مثلما تفرض إي وزارة دفاع في العالم سيطرتها على الجيش أو القوات المسلحة التابعة لها من ناحية وحدة مصادر الإمداد، والتدريب، والخطط، والعمليات، والاستخبارات، والإدارة، والشرطة العسكرية، والتسليح، والمذهبية... الخ على خلفية التهديد بخطر المواجهة المسلحة مع القوات التركية، والضغوط الأخرى التي يتوقع حدوثها، بدأت تبرز بعض الاتجاهات الجديدة في الرأي العام الكردي بإقليم كردستان العراقي. ويقول مراسل وكالة الأسوشيتيد برس بظهور العديد من الآراء الكردية المعارضة لتوجهات البرزاني وحكومته إزاء حزب العمال الكردستاني ومن أبرز هذه الأصوات: • هبوط النزعة "القومية الاجتماعية" الكردية، بحيث أصبح بعض الأكراد العراقيين يرون عدم وجود أي ضرورة للنزاعات والتوجهات الانفصالية، ويطالبون بإلغاء العلم الكردستاني، وإلغاء مظاهر الاستقلالية السياسية والسيادية لإقليم كردستان العراقي. • بروز ظاهرة التعايش الكردي – العربي في إقليم كردستان، وبرغم أن حكومة البرزاني ومليشيات البشمركة الكردية، وسلطات قوات الاحتلال الأمريكي تحاول الحد من هذه الظاهرة، إلا أن العلاقات المجتمعية البينية بين أكراد وسنة وشيعة العراق، فقد وصلت إلى درجة كبيرة من التداخل الذي يصعب على مسعود البرزاني وقوات الاحتلال الأمريكي اقتلاعه أو السيطرة عليه. • بروز قناعات بعض الأكراد السلبية إزاء وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، واللافت للنظر، أن من بين هؤلاء بعض المسؤولين الأكراد في الإقليم، ومنهم طاهر فتح الرحمن محافظ الدهوك، الذي صرح لمراسل وكالة الأسوشيتيد برس قائلاً "لكي نتحدث بنزاهة ووضوح، فإن حزب العمال الكردستاني هو منظمة تسبب الإزعاج والمضايقة لنا". • فالكارتي كاكاي، وزير الثقافة الإقليمي في حكومة كردستان الإقليمية، عبر لمراسل وكالة الأسوشيتيد برس عن شعوره بالإحباط نتيجة قيام حزب العمال الكردستاني باستخدام العمليات العسكرية المسلحة بدلاً عن الأساليب السياسية في خلافاته مع تركيا، وأضاف قائلاً "لقد أخبرناهم رسمياً بضرورة أن يلقي حزب العمال الأسلحة وأن يلجأ إلى الوسائل الأخرى.." ولكن المشكلة تتمثل في المتشددين الموجودين في صفوف حزب العمال الكردستاني. عموماً، تقول آخر التقارير بأن ضغوط الولايات المتحدة على الزعماء الأكراد العراقيين، قد أدت إلى قيام هؤلاء الزعماء بحث ومطالبة حزب العمال الكردستاني لإيقاف عملياته الجارية ضد القوات التركية أو مغادرة شمال العراق. وإذا لم يفعل هذا أو ذاك، واستناداً إلى تصريح الزعيم الكردي جلال طالباني، فإن حزب العمال سيجد نفسه في مواجهة أكراد العراق. أما بالنسبة للزعيم الكردي الآخر مسعود البرزاني فعلى ما يبدو أنه يقف على النقيض من جلال طالباني على النحو الذي يشير إلى حدوث خلافات بين الزعيمين حول ملف حزب العمال.. وحتى الآن بسبب تشدد الحزب وتواطؤ مسعود البرزاني فإن سخونة الاقتحام العسكري التركي للإقليم قد تتزامن مع خلاف كردي – كردي يؤدي إلى زيادة الأوضاع سخونة على سخون


كرد تركيا والعمل المسلح


تشكل منطقة كردستان ربع مساحة تركيا ويشكل الكرد خمس سكانها، وتشكل مساحتهم أكبر فضاء كردي بالمقارنة مع

فضاءاتهم في الدول الأخرى (العراق وإيران وسوريا) كما يشكلون أكبر أقلية عرقية بتركيا. وقد عرف وضع كردستان

تركيا العسكري تطورات وتقلبات عديدة من ظهور الجمهورية في عشرينيات القرن الماضي مرورا بعهد الانقلابات في

السبعينيات وانتهاء بالعهد التعددي الراهن
.

"
بموجب اتفاقية لوزان المكرسة لانتصارات أتاتورك العسكرية تراجعت تركيا عن منح الأكراد حكما ذاتيا
"

ظل التفاهم والأمل يطبع علاقة الرئيس مصطفى كمال بالكرد حتى سنة 1923 حيث شاركوا إلى

جانبه في حملاته ضد اليونان، كما وعدهم وعودا سياسية تتجسد في تطبيق بنود معاهدة سيف

ر التي تعِدُ -وفق شروط معينة- بكردستان مستقلة، وفي أقل الأحوال حكما ذاتيا

.
غير أن انتصارات مصطفى كمال العسكرية على اليونان والأرمن وغيرهم دفعته إلى إلغاء اتفاقية

سيفر وتوقيع اتفاقية لوزان المكرسة للانتصار التركي والموقعة يوم 23 يوليو/تموز 1923، والتي ينص أحد بنودها

على تراجع تركيا عن منح الكرد حكما ذاتيا
.
ومع نهاية 1923 بدأ التمرد الكردي المسلح، فما إن تسمى الرئيس مصطفى كمال بلقبه "أتاتورك" الذي يعني "أبو

الأتراك" حتى بدأ في تطبيق سياسة التتريك وما انجر عنها من إدماج الكرد أو "أتراك الجبل" كما يشيع في الأدبيات التركية
.
وشكل زعماء القبائل الكردية قادةَ الثورة ضد الجيش التركي، وقد حركت ثورتَهم سياسة أتاتورك الداعية إلى إبعاد

الدين الإسلامي وإعلاء شأن القومية الطورانية، ومن سنة 1925 إلى 1938 عرف منطقة كردستان تركيا ثلاث

ثورات كبيرة:
  • ثورة الشيخ سعيد ميراني فبراير/شباط–مارس/ آذار

  • 1925.
  • ثورة جبل عرارات

  • 1930.
  • ثورة درسيم (1936–1938).
وقد واجهت تركيا الكمالية هذه الثورات بقمع ساحق، وسار حكام تركيا بعد ذلك على نهج أتاتورك في تعامله مع الكرد.

ففي مارس/ آذار 1971 قضى التدخل العسكري التركي على المجموعات الثقافية والسياسية التي أخذت تتكاثر في

الأقاليم الكردية.

"
يُتهم الجيش التركي بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأسر إلى داخل تركيا كما يُتهم المتمردون الأكراد بقتل ما يناهز الـ 40 ألف شخص
"
أعلن عن إنشاء حزب العمال الكردستاني

(PKK) يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 واختير عبد الله أوجلان رئيسا له. ويعرف عن الحزب توجهه الماركسي اللينيني؛ ومن أهدافه الجوهرية إنشاء دولة كردستان الكبرى

المستقلة.
وقد تحول الحزب بسرعة من مجموعة قليلة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة

السياسية الكردية، إلى أهم تنظيم سياسي يقود عملا مسلحا يحظى بتعاطف الكثير من كرد تركي

ا وخصوصا العمال والمثقفين والفلاحين.
ومنذ سنة 1984 بدأ الحزب نشاطه العسكري داخل كردستان، وقد أعانت تضاريس المنطقة

الوعرة متمردي الحزب في حربهم ضد الجيش التركي. وقد اتخذوا من كردستان العراق منطقة تحمي قواعدهم الخلفية

، كما أقاموا تحالفا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بزعامة البارزاني

.
وكانت الحكومة التركية قد أعلنت عن تطبيق قانون الطوارئ في الأقاليم الكردية سنة 1979 وقررت التدخل العسكري

المباشر في المنطقة منذ سبتمبر/أيلول

1980.
وقد تجاوز عدد عناصر جيش حزب العمال في التسعينيات 10 آلاف مقاتل. ورغم التوجه اليساري للحزب فإنه لم

يحصل على تمويل من المنظومة الاشتراكية بل اعتمد في تمويل عملياته وإعداد مقاتيله على مصادره الخاصة، وتتهمه

الأوساط التركية بأن تمويله مشبوه وغير شرعي

.
وكان عقدا ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أكثر فترات الصراع بين الأكراد والجيش التركي دموية، فقد قام الجيش

التركي بتعقب المسلحين واتهم بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأسر إلى داخل تركيا. كما تذهب بعض

الإحصاءات إلى أن مجموع من قتلهم المسلحون الكرد يبلغ 40 ألف شخص

.
ولم تقتصر عمليات مسلحي حزب العمال العسكرية على الجيش التركي بل شملت المدنيين أتراكا وكردا وخصوصا

المتعاونين مع الحكومة


التركية، كما شملت بعض السائحين الأجانب. وقد وجهوا ضرباتهم لبعض المصالح التركية في البلدان الغربية

.

"
منذ اعتقال عبد الله أوجلان تراجع سقف المطالب من الاستقلال التام عن تركيا إلى المطالبة بتوسيع نطاق الحقوق الثقافية للأكراد
"
تم اعتقال زعيم حزب العمال عبد الله أوجلان بنيروبي يوم 15 فبراير/شباط 1999 بعد 15 سن

ة من العمل العسكري المسلح، وحكم عليه بالإعدام في يونيو/حزيران من نفس السنة. وقد خفف

الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد بجزيرة صغيرة في بحر مرمرة

.
ومنذ اعتقال ومحاكمة أوجلان أخذت القضية الكردية بما فيها العمل العسكري منعطفا جديدا وإن لم يستمر، من أبرز معالمه:
  • الإعلان الكردي عن وقف إطلاق النارمن جانب واحد في سبتمبر/ أيلول 1999، وهو الإعلان الذي لم يصمد

  • بعد ذلك.
  • حل حزب العمال الكردستاني

  • (PKK) وإنشاء حزب مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني (كاديك) في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، تفاديا لإدراجه على قوائم الجماعات الإرهابية، ليغير اسمه مرة ثانية فيصير المؤتمر الشعبي الكردستاني

  • (KONGRA GEL).

وقد أدرج حزب كاديك أو كونغرا جيل (الصيغة الجديدة لحزب العمال الكردستاني) ضمن قائمة المنظمات الموضوعة أوروبيا وأميركيا على لائحة التنظيمات الإرهابية

.

وكان عثمان أوجلان الأخ الأصغر لعبد الله أوجلان قاد الحزب، ثم انشق عنه مشكلا حزب الوطنيين الديمقراطيين الكرد ذا التوجه القومي والمتبني النهج السلمي لحل القضية الكردية.

ومنذ يونيو/حزيران 2004 عاد الوضع العسكري في منطقة كردستان تركيا للتأزم بعد خمسة أعوام من الهدوء،

فاستأنف المسلحون الكرد الهجوم على الجيش التركي، وظهر تنظيم عسكري جديد أطلق عليه اسم


صقور الحرية بكردستان، تصفه تركيا بكونه استمرارا لحزب العمال الكردستاني.


لأهداف غير المعلنة لزيارة شيمون بيريز إلى تركيا


تناولت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة خبر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز إلى تركيا، وهي أول زيارة للرئيس الإسرائيلي بعد فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. * توقيت الزيارة: تأتي زيارة بيريز في وقت تتقاطع فيه العديد من الملفات الشرق أوسطية الساخنة، وبالذات الأوضاع التي أصبحت بالنسبة لإسرائيل وأمريكا أكثر تعقيداً بعد فوز حزب العدالة والتنمية وسيطرة الثنائي الإسلامي (غول - أردوغان) على مفاتيح عملية صنع واتخاذ القرار في تركيا، على النحو الذي ترتب عليه إغلاق الباب أمام تأثيرات أعضاء نادي «تل أبيب – أنقرة – واشنطن» الذي كان ممسكاً بزمام المبادرة والسيطرة في عملية صنع القرار السياسي التركي الشرق أوسطي.. * التوازنات القائمة في الساحة التركية: * البيئة السياسية الداخلية التركية: يتمتع حزب العدالة والتنمية بالأغلبية الكبيرة في أوساط الرأي العام التركي، كذلك استطاع الحزب أن يكسب المؤسسة العسكرية إلى جانبه حيث تتعرض حكومته إلى ضغط شعبي كبير إزاء ضرورة القيام بالعملية العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في الشمال العراقي. أما بالنسبة للعلاقات التركية – الأمريكية، فقد أصبحت الأوساط الشعبية التركية أكثر شكّاً في مصداقية وجدية واشنطن في دعم توجهات أنقرة العسكرية كما في دعمها بالنسبة لموضوع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وقد بات الرأي العام التركي أكثر اقتناعاً بأن استقلالية القرار السياسي التركي وتوجهات أنقرة المتشددة هي السبيل الوحيد لدفع الأطراف الأوروبية لإدراك مدى خطورة عدم انضمام تركيا إلى الإتحاد، بالتالي فإن الرهان الوحيد أمام الإتحاد الأوروبي هو ضم تركيا إلى عضويته أو خسارة مزايا ضمها إلى الأبد، وتحمل تبعات ذلك فيما يتعلق بمستقبل حلف الناتو والعلاقات الأوروبية مع آسيا الوسطى والشرقين الأدنى والأوسط، والدور التركي في منطقة البلقان، والحرب الباردة التي بدأت بين الغرب وروسيا. * البيئة السياسية التركية الخارجية: * على المستوى الإقليمي: تتضمن البيئة الإقليمية العديد من الملفات الساخنة، والتي ينظر إليها الأتراك باعتبارها تشكل تهديداً للأمن التركي، وتتضمن هذه الملفات: الأزمة الكردية، الأزمة العراقية، الأزمة الإيرانية، الأزمة القبرصية، الأزمة البلقانية، أزمة جزر بحر إيجة. * على المستوى الدولي: تتضمن البيئة الدولية أيضاً العديد من الملفات التي باتت تشكل خطراً بالنسبة لتركيا، وتتمثل في: أزمة العلاقات التركية – الأمريكية، أزمة الدور التركي في حلف الناتو. * أبرز الأسئلة حول زيارة شيمون بيريز إلى تركيا: بعد الطريقة التي تصرف فيها وزير الخارجية التركي علي باباجان في تل أبيب خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاءه مع بيريز والذي علقت جميع وسائل الإعلام عليه ووصفته بالمهين، بعد ذلك قامت إسرائيل أيضاً –ولأول مرة- وهي مرغمة بتقديم الاعتذار إلى السلطات التركية عن قيام الطائرات الإسرائيلية بانتهاك الأجواء التركية دون إذن مسبق من تركيا. كذلك فإن من الإهانات التي وجهتها تركيا إلى إسرائيل باستقبالها لقادة حماس الذين تعتبرهم إسرائيل وأمريكا إرهابيين، وإعلان السلطات التركية عن قرارها القاضي بعدم تقديم أي موافقة لإسرائيل باستخدام الأجواء أو الأراضي التركية في أي عملية عسكرية إسرائيلية ضد سوريا أو إيران أو بقية دول المنطقة. وبرغم ذلك، وصل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى العاصمة التركية أنقرة زائراً لمدة ثلاثة أيام، بعكس كل التوقعات داخل إسرائيل وخارجها. وعلى هذه الخلفية تبرز العديد من التساؤلات: ما هي طبيعة هذه الزيارة؟ وما هي أجندتها؟ وما هو الأفق الإسرائيلي الذي يتحرك ضمنه بيريز؟ وما هو الإدراك الإسرائيلي للقيادة التركية الجدية وهي قيادة لديها رؤية "إسلامية" تجاه إسرائيل..؟ * الأهداف المعلنة للزيارة: أوردت الصحافة الإسرائيلية بعض المعلومات حول أهداف بيريز من زيارته لتركيا: • صحيفة أورشليم بوست: أوردت أن "إسرائيل وتركيا سوف تعقدان محادثات رفيعة المستوى حول عملية البيع المحتملة لصواريخ «أرو» الإسرائيلية بالإضافة إلى قمر تجسس من طراز «أوفيك» إلى تركيا". كذلك أوردت الصحيفة بأن هناك اجتماعاً ثلاثياً سوف يعقد في أنقرة وسوف يضم: عبد الله غول، وشيمون بيريز، ومحمود عباس. • صحيفة هاآرتس: أوردت أن هناك لقاء ثلاثياً في أنقرة سوف يجمع غول وعباس وبيريز، كذلك أوردت الصحيفة بأن تركيا سوف تقوم بإنشاء منطقة صناعية في الأراضي الفلسطينية لدعم الفلسطينيين، وكان مقرراً أن يتم إنشاء هذا المشروع في منطقة معبر «إيريتز» في غزة، ولكن بعد استيلاء حركة حماس على غزة، فقد تقرر تحويل المشروع إلى الضفة الغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن بيريز سوف يلقي خطاباً في البرلمان التركي، ونوهت الصحيفة إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس إسرائيلي بمخاطبة البرلمان في بلد إسلامي تسيطر عليه أغلبية سياسية إسلامية. وأضافت الصحيفة بأن الرئيس الإسرائيلي سيلتقي رئيس الوزراء التركي أردوغان ووزير خارجيته علي باباجان. * المناورات في لقاء غول – بيريز: تحدث الرئيس الإسرائيلي في المؤتمر الصحفي المشترك، واصفاً تركيا باللاعب المهم في منطقة الشرق الأوسط، وأعلن ترحيبه بمشاركة تركيا في مؤتمر أنابوليس للسلام، ونقلت الصحف التركية عبارة بيريز التي شبه فيها تركيا بالنسر.. أما الرئيس التركي عبد الله غول فقد التقط الإشارة التي تتضمنها عملية تشبيه تركيا بالنسر، ورد على الرئيس الإسرائيلي بطريقة تحمل رداً أكثر وضوحاً عندما قام بشرح وتفسير النسر التركي، قائلاً بأن تركيا تشبه النسر فعلاً ولكنه نسر يستخدم إحدى جناحيه في الطيران من أجل التقدم بثبات، ويستخدم الآخر لتحقيق التوازن السياسي.. وعبارة التوازن السياسي هي بلا شك من العبارات التي تسبب الكثير من الانزعاج للإسرائيليين الذين يرفضون فكرة ومفهوم التوازن، وذلك لأنها تقوم على الموازنة بين الحقوق والواجبات، والتي هي بالضرورة موازنة تخل بالإدراك والأداء السلوكي الإسرائيلي في المنطقة. * الأهداف غير المعلنة للزيارة: من المؤكد تماماً أن التوجهات التركية الأخيرة ليست بأي حال من الأحوال في مصلحة الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكيين. ومن ثم يمكن القول بأن الزيارة تهدف على الصعيد غير المعلن إلى: • إعادة الحيوية للعلاقات الإسرائيلية – التركية التي ظلت قائمة لفترة طويلة. • دفع الأتراك للاهتمام بالمضي قدماً في مشروع تمديد أنابيب نفط عبر مياه البحر المتوسط من ميناء جيهان التركي إلى ميناء عسقلان الإسرائيلي. • تعزيز موقف اليهود الأتراك الذين يتغلغلون حالياً ي المؤسسة العسكرية وأجهزة الأمن التركية وغيرها من المرافق الفائقة الحساسية. • إثناء تركيا عن القيام بأي عمل عسكري في الوقت الحاضر ضد شمال العراق. • إعطاء دفعة للعلاقات الأمريكية – التركية المتدهورة. • نقل رسالة للأتراك مفادها أن علاقات وروابط إسرائيل مع تركيا لن تتأثر بالتوترات التي تحدث في علاقات محور واشنطن – أنقرة. • نقل رسالة للأتراك حول مدى أهمية الدور الإسرائيلي في دعم وتحقيق رغبة تركيا بالانضمام إلى الإتحاد الأوروبي، خاصة وأن علاقات إسرائيل – ساركوزي، وإسرائيل – أنجيلا ميركل في أفضل حالاتها. • قطع الطريق أمام محاولات تنامي وتزايد الروابط العربية – التركية. • إقناع تركيا بدعم التوجهات الإسرائيلية إزاء الملف النووي الإيراني، أو على الأقل الوقوف موقف الحياد. • إقناع تركيا بضرورة الحفاظ والالتزام بالاتفاقيات الأمنية والعسكرية التركية – الإسرائيلية. عموماً، أشار التقرير الإخباري لصحيفة زمان التركية اليوم، والتحليلات الأخرى الواردة في الصحف اليوم، إلى أنه برغم عبارات التحية والمجاملة بين الرئيسين التركي والإسرائيلي، فإن ثمة مواقف ثابتة مبدئية، ما تزال تدفع بقوة باتجاه اختلاف المواقف ووجهات النظر، ومنها مواقف حزب العدالة والتنمية الإسلامي إزاء الآتي: • عملية سلام الشرق الأوسط وضرورة منح الفلسطينيين حقوقهم. • ضرورة مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس. • القضاء على الحركات الانفصالية التركية. • عدم القيام بضرب إيران. وتقول المعلومات أيضاً بأن تركيا حالياً تقوم بالوساطة في عملية إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله وحركة حماس.. هذا، وبرغم التفاؤل، فإن دور تركيا بالوساطة في نزاعات الشرق الأوسط، سوف يكون محدوداً إزاء السقف الإسرائيلي الواطئ، الذي لن يسمح بأي حال من الأحوال بتوجهات القيادة التركية الجديدة إزاء قضايا وملفات الصراع العربي – الإسرائيلي وأزمات شمال العراق، وإيران.. وعلى ما يبدو فإن زيارة شيمون بيريز إلى تركيا قد تنجح في تأجيل تصاعد الخلافات التركية – الإسرائيلية، ولكنها بأي حال من الأحوال لن تمنع وقوعه


مقتل 4 جنود أتراك بمواجهة مع العمال الكردستاني على حدود العراق


ديار بكر (تركيا)- أربيل (العراق)، وكالات

قُتل 4 جنود أتراك في معارك مع انفصاليين أكراد، بمنطقة قريبة من حدود العراق، وفق ما أفاد مصدر أمني في ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا، الثلاثاء 13-11-2007. وفي أربيل، أعلن مصدر أمني كردي أن الطائرات التركية قصفت فجر الثلاثاء، قرى حدودية قرب مدينة زاخز، باقليم كردستان العراق، دون وقوع ضحايا.

واوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "القصف استهدف قرى تقع في منطقتي باطوفة ودركار التابعة لزاخو (470 كم شمال بغداد) دون ان يؤدي لوقوع ضحايا"، مؤكداً أن "المناطق التي استهدفت تمثل نقاط مرور لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي". وفي انقرة افادت قناتا "ان.تي.في" و"سي.ان.ان ترك" ان طائرات تركية مقاتلة قصفت، في وقت مبكر، موقعا داخل الحدود العراقية. وافادت القناتان ان الطائرات التركية استهدفت مركزا مهجورا في كردستان العراق منطقة فانسورا قرب مدينة زاخو الاقرب من الحدود, يستخدمه عناصر من حزب العمال الكردستاني الانفصالي. وكان الموقع قائما في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين حسب المصادر نفسها. وأكدت "سي.ان.ان ترك" انه تم تدمير المركز. وفي رد على اسئلة الصحافيين، قال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان انه "ليس على علم" بذلك القصف. وأعطى البرلمان التركي الشهر الماضي تخويلا للحكومة للقيام بعمليات توغل في شمال العراق ضد معاقل حزب العمال الكردستاني. وتؤكد انقرة ان نحو 3500 متمرد كردي انفصالي لجأوا الى شمال العراق .


المشهد التركي بعد اجتماع بوش - أردوغان


انفضّ لقاء بوش – أردوغان المرتقب في البيت الأبيض بالأمس، وكانت النتيجة بعض العناوين الباردة في الصحف الأمريكية، والتي عكست عدم وجود أي تطور جديد في الموقف الأمريكي الرسمي إزاء الأزمة التركية – الكردية، التي باتت تضع مستقبل العراق وشماله على مفترق طرق. * المشهد قبل لقاء بوش – أردوغان: كانت زيارة كوندوليزا رايس الأخيرة إلى تركيا بمثابة التحرك الذي هدف إلى تمهيد الأجواء للقاء بوش – أردوغان، وبكلمات أخرى فإن زيارة رايس كانت تهدف إلى إنجاز المهام الآتية: • مهام استطلاعية: تتمثل في محاولة التعرف على نوايا الزعماء الأتراك، ومدى الهامش المتاح للتفاوض معهم إزاء أزمة شمال العراق. • مهام إدراكية: وذلك عن طريق تسريب النوايا الأمريكية للزعماء الأتراك، على النحو الذي يدفع السلطات التركية نحو فهم حقيقة الموقف الأمريكي. • مهام تضليلية: وذلك عن طريق إطلاق التصريحات التي تندد، أمام الرأي العام التركي، بحزب العمال الكردستاني، والتأكيد على أن أمريكا ما تزال وفية ومخلصة في مواقفها إزاء تركيا. • مهام تنسيقية: وذلك عن طريق التفاهم مع الإسرائيليين حول الموقف الأمريكي – الإسرائيلي الموحد، الذي يجب أن يلتزم به الرئيس بوش عندما يلتقي أردوغان، وتجدر الإشارة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد زارت إسرائيل بدعوى متابعة جهود عقد مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط، ولكنها في تصريحاتها أمام الصحافة في إسرائيل، فقد لاحظ المراقبون إلى أن ملف الأزمة التركية – الكردي قد أخذ حيزاً كبيراً فيه، الأمر الذي يبين أن لقاءاتها مع الإسرائيليين قد أفردت حيزاً كبيراً لما يحدث في شمال العراق.. * المشهد بعد اجتماع بوش – أردوغان: المعلومات المتوافرة اليوم حول لقاء بوش – أردوغان تشير إلى الآتي: • على الجانب الأمريكي: * التزام الرئيس بوش بزيادة التعاون الاستخباري الأمريكي – التركي وذلك بحيث تقوم الولايات المتحدة بتقديم المعلومات الاستخبارية عن حزب العمال الكردستاني لتركيا، وتقول المعلومات أيضاً بأن طائرات التجسس الأمريكية من طراز (U-2) سوف تواصل تحليقها في منطقة تواجد حزب العمال الكردستاني والتقاط الصور الجوية، والقيام بنقلها فوراً إلى الأتراك.. * التزام الرئيس بوش بـ"إمكانية" قيام القوات الأمريكية بتنفيذ بعض الضربات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني. * التزام الولايات المتحدة باعتبار حزب العمال الكردستاني بمثابة العدو المشترك لتركيا وأمريكا، إضافة إلى أنه يشكل تهديداً للحرية في العراق والولايات المتحدة. * التزام الولايات المتحدة بالتنسيق مع "الحكومة" العراقية في القيام بمكافحة أنشطة حزب العمال الكردستاني. • على الجانب التركي: * أعلن الأتراك عن عدم عزمهم سحب قواتهم من الحدود التركية – العراقية. * أكد الأتراك على عدم سعيهم للقيام بالحرب، برغم التفويض البرلماني الواضح الذي يخول السلطات التركية شن العملية العسكرية ضد الأكراد. * أكد الأتراك على أن صبرهم قد نفذ إزاء التهديدات والمخاطر التي تواجه تركيا من شمال العراق. * رافق أردوغان في زيارته إلى البيت الأبيض وزير الخارجية التركي علي باباجان ووزير الدفاع وجدي غولول وبعض كبار القادة العسكريين، وقد فسر المراقبون ذلك بأنه يحمل إشارة للإدارة الأمريكية بأن تركيا ماضية قدماً في توجهاتها العسكرية ضد الأكراد. * أبرز ردود الأفعال: ارتفعت نبرة التحدي في أوساط زعماء حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى تزايد حدة لهجة زعماء حكومة كردستان العراقية، وقد ركزت تصريحات الزعماء الأكراد بأنه طالما أن الأكراد ملتزمون بـ"الوحدة الكردية" فإن الآخرين لن يستطيعوا استهدافهم.. أما في أنقرة، فقد صرّح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد عودته قائلاً بأنه لم يقل لنا أحد في أمريكا لا تقوموا بتنفيذ الخيار العسكري أو لا تنفذوا العملية العسكرية.. عموماً، تشير التحليلات إلى أن التحركات الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة التي تضمنت زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى تركيا، وزيارة رئيس الوزراء التركي إلى واشنطن، قد وضع الأتراك أمام الخيارات الآتية: • تنفيذ العملية العسكرية التي يرى حلفاؤهم الأمريكيون بأنها تضر باستقرار العراق وبالمصالح الأمريكية والتركية ولن تؤدي إلى القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني. • تأجيل العملية العسكرية بحيث تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع تركيا والـ"حكومة" العراقية من أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني... وبرغم التردد، فإن احتمالات تنفيذ العملية العسكرية التركية ضد شمال العراق هي الأكثر احتمالاً وأن الأتراك أصبحوا أكثر إدراكاً بـ"خفايا" ملف العلاقات الأمريكية – الكردية – الإسرائيلية، واستخدامات هذا الملف المتعدد الأغراض ليس ضد سوريا وإيران فحسب، وإنما ضد العراق وتركيا أنفسهما.. كذلك تشير التحليلات إلى أن الضغوط التي تواجهها الحكومة التركية من أجل تنفيذ العملية العسكرية ليست من جانب الرأي العام التركي وحسب، بل ومن المؤسسة العسكرية التركية التي باتت أكثر معارضة للموقف الأمريكي الهادف إلى ثني تركيا عن رغبتها في القيام بالعملية العسكرية التي خطط لها وانتظرها العسكريون الأتراك طويلاً.


واشنطن ترحب باطلاق سراح الجنود الاتراك من قبل PKK


حول الافراج عن الجنود الاتراك الثمانية الذين احتجزهم حزب العمال الكوردستا ني, رحبت الولايات المتحدة الامريكية بمبادرة اطلاق سراح المحتجزين الاتراك وتسليمهم الى المسؤولين العراقيين وبدورهم سلموا هؤلاء الى هيئة قوات الولايات المتحدة الامريكية بغية تسليمهم الى السلطات التركية.

وقال شون ماكوماك المتحدث باسم الوزارة الخارجية الامريكية في تصريح صحفي نحن نثمن جهود الحكومة العراقية الناجحة من اجل الافراج عن المعتقلين ونشجع التعاون بين تركيا والعراق من اجل محاربة الحزب العمال الكوردستاني, مشيرا الى ان كوندا ليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية التقت بوزير الخارجية التركي علي بابا جان ووزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري بهدف التباحث حول سبل توطيد العلاقات في مجال محاربة الارهاب


تركيا وأمريكا: إستراتيجيات "انقلابية" كبرى في الأفق؟


من يقف وراء الأزمة الإنفجارية الجديدة بين تركيا وكردستان العراق، والتي يتفق الجميع انها تهدد بإشعال حرب إقليمية في الشرق الاوسط في حال أفلتت من عقالها؟

ثمة ثلاثة أطراف مشتبه بها تتقاسم الان بشكل غريب سريراً واحداً على إمتداد المثلث الكردي على طول الحدود العراقية- التركية- الإيرانية..

فهناك، اولاً، حزب العمال الكردستاني الذي هاله التقارب الإقتصادي الكبير بين تركيا وكردستان العراق (80 في المائة من الإستثمارات الاجنبية في الإقليم تركية) والذي أفزعته كذلك التيارات الكردية المعتدلة التي تفرزها الان التجربة الاوردوغانية الإسلامية، فقرر تقويض كل ذلك بإشعال حريق كبير.

وهناك، ثانياً، المؤسسة العسكرية التركية التي تبحث منذ خمس سنوات عن فرصة لنسف كل الإصلاحات الدستورية التي ينوي حزب العدالة والتنمية التركي ذو الجذور الإسلامية إدخالها، وعلى رأسها وضع دستور جديد يحل مكان دستور 1982 الذي فرضه العسكر، يحد إلى درجة كبيرة من دور الجيش في الحياة السياسية. وبالطبع، الحرب ضد الاكراد مدخل ممتاز لإعادة فرض جدول أعمال العسكر على برامج المدنيين الإسلامويين.

ثم هناك أميركا، التي تمارس سياسة أقل ما يقال عنها أنها ماكيافيلية إلى أقصى الحدود. فهي من جهة تندد بقوة بحزب العمال الكردستاني الذي قتل خلال شهر واحد أكثر من 50 تركياً بين عسكري ومدني، ومن جهة ثانية تغَل يد تركيا وتمنعها من شن عملية عسكرية واسعة النطاق داخل منطقة كردستان العراق الجبلية الوعرة.

كل من هذه الاطراف الثلاثة يلعب دوراً كبيراً في قذف العديد من العيدان المشتعلة قرب برميل البارود الكردي. لكن الاخطر بينها هو الطرف الاميركي. لماذا؟

نترك الرد للمحللين الأتراك. فهؤلاء، خاصة في صحيفة " توداي زمان " ومجلة " تيركيش ويكلي "، يرون نذر عاصفة عاتية وزاحفة تحلَق الأن بخطر فوق العلاقات بين هذين الحليفين الإستراتيجيين التركي والاميركي اللذين يمتلكان أكبر الجيوش في حلف شمال الأطلسي. السبب: الارمن والأكراد، على الجانب التركي، والعراق وإيران والإستراتيجيات العليا على الجانب الاميركي.

لكن، كيف ولماذا هذا التمازج المتفَجر بين قضايا تبدو منعزلة عن بعضها البعض، كالأرمن والاكراد، أو كموقف أنقرة من التوجهات الاميركية في العراق وإيران؟

سنأتي إلى هذا السؤال- اللغز بعد قليل. قبل ذلك، وقفة أمام العودة القوية للمسألة الأرمنية إلى ساح الفعل الدولي.

الورقة الأرمنية

يمكن القول بكل ثقة ان القضية الأرمنية لم تكن لتبقى قضية، لولا الشتات (الدياسبورا) الأرمني في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة. فالمهاجرون الأرمن في اوروبا واميركا، هم الذين عملوا بدأب ونشاط، وما زالوا، على إبقاء ما يسمونه "المذابح الأرمنية" أو "حرب الإبادة" في تركيا العثمانية العام 1915 في الذاكرة الحية.

ما حدث في ذلك العام واقعة تاريخية غامضة. فالأرمن يقولون ان العثمانيين قتلوا ما بين مليون و مليون ونصف أرمني ل " تنقية" ما يعتبرونه أراض تركية من أي مطالب إقليمية فيها. فيما يقول الأتراك أن ما وقع تلك السنة، لم يكن سوى حلقة أخرى من سلسلة حلقات الأزمات التي خلقتها القوى الإمبريالية المتصارعة على تقاسم العالم خلال الحرب العالمية الأولى، عبر تحريك ورقة الأقليات. الروس، آنذاك، هم الذين حرضَوا العصابات والميليشيات الأرمنية على التمرد والإعتداء على مواطنيهم العثمانيين الاتراك والأذريين، فردت السلطات العثمانية بقتل بعض الأرمن( أنقرة تضع الرقم بين 30 إلى 50 ألفاً) وإعادة توطين بعضهم الاخر في مناطق وبلدان أخرى.

الحقيقة في هذا الجدل التاريخي تحتاج إلى لجنة مؤرخين دولية تخصصة، تقوم بإعادة قراءة الاحداث على أسس جديدة ومحايدة. لكن اللوبي الأرمني القوي في الولايات المتحدة، خاصة في ولاية كاليفورنيا، لا يؤمن لا باللجان ولا بالتحقيقات. إنه واثق بأن حرب الإبادة وقعت، وكل ما يحتاجه الامر هو أن تعترف تركيا بها. ولأنه واثق، يعمد عشية كل إنتخابات رئاسية اميركية إلى طرح هذه القضية كشرط لدعم مرشحي الرئاسة.

ما كان يحدث طيلة السنوات الخمسين الماضية أن الملف الأرمني كان يطوى بسرعة، مباشرة عبر إستقرار غبار معركة الإنتخابات. لكن هذا العام طرأ تطور جديد: الملف فتح ولم يغلق، بل هو تحَول إلى قرار أقرَته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، وسيعرض قريباً للتصويت أمام المجلس برمته.

" إيباك " تتحرك

هذا التطور كان كبيراً وجديداً، لكنه لم يكن مفاجئاً. إذ سبقه قبل نحو الشهرين بيان من مجموعة الضغط اليهودية الاميركية " إيباك" يؤكد أن المذابح الأرمنية كانت " حرب إبادة " بالفعل. هذه كانت المرة الاولى التي يدير فيها يهود أميركا ظهورهم لتركيا التي يعتبرونها أهم حليف إستراتيجي لإسرائيل في الشرق الاوسط واول دولة إسلامية تعترف بهذه الأخيرة بعد نشوئها. لكن لماذا إتخذ اليهود هذا الموقف؟

حتماً ليس لان ضميرهم إستيقظ فجأة بعد سبات قرن كامل على وقع صراخ أشباح المذابح الأرمنية، ولا بالتأكيد لانهم باتوا أكثر قرباً من روسيا وجمهورية أرمينيا وجورجيا وإيران في صراعها مع تركيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه. في المسألة شيء أعمق بكثير وأشمل بكثير. شيء له علاقة مباشرة بالإستراتيجيات العليا وبلعبة الشطرنج الكبرى التي تجري وقائعها هذه الأيام بخطى متسارعة على أرض مناطق الشرق الاوسط- آسيا الوسطى- القوقاز.

وهذا الذي يجري، يعيدنا بخطى متسارعة أيضاً إلى سؤالنا الاولي: لماذا تتمازج قضايا الأرمن والأكراد والإيرانيين والعراقيين والاتراك في كوب كوكتيل متفجَر واحد؟.

ببساطة لأن سفينة العلاقات التركية- الأميركية تمر في مضائق مائية خطرة للغاية. وهي خطورة تزداد حدة، حين نتذَكر أن العلاقات بين الطرفين لها تاريخ طويل من الود والوشائج العاطفية، على العكس تماماً من العلاقات العربية- الأميركية التي تدهورت منذ ما بعد معاهدة فرساي في عشرينات القرن العشرين.

ففي نيسان \ إبريل 1946، جلبت المدمرة الأميركية " ميزوري " جثمان السفير التركي لدى الولايات المتحدة منير أرتيغون إلى تركيا. وهو ما إعتبره الشعب التركي آنذاك تحية رائعة من الدولة الأميركية الصاعدة، فيما أطلت عليه الحكومة التركية على أنه تعبير عن وقوف واشنطن إلى جانبها في وجه المطالب السوفياتية في مضائق البوسفور ومناطق شرق تركيا. وهكذا، نزل عشرات المواطنين الأتراك إلى شوارع إسطنبول لتحية " الميوزري، ونشر رئيس تحرير صحيفة "أقسام" النافذة نجم الدين صادق (الذي أصبح بعدها بسنة وزيراً للخارجية) عنواناً رئيساً ضخماً في الصفحة الاولى جاء فيه: " أيها الأصدقاء الأعزاء، أهلاً ".

وحين أعلن الرئيس الاميركي هاري تروكان مبدأه الشهير حول الإحتواء في العام 1947، والذي أسفر في النهاية عن ضم تركيا إلى حلف شمال الأطلسي والمعسكر الغربي العام 1952 ، صعدت شعبية أميركا في تركيا إلى عنان السماء.

لكن الكثير تغيَر منذ ذلك الحين.

ففي العام الماضي، كشف إستطلاع لمؤسسة " بيو " العالمية عن أن شعبية الولايات المتحدة في تركيا بلغت 12 % ( الأقل في العالم بعد فلسطين) ، وأن 3 % من الرأي العام التركي فقط يثق بالقيادة الدولية للرئيس جورج بوش. وهذه اللاثقة تمددت ليس فقط إلى حكومة رجب طيب أوردوغان ذات الجذور الإسلامية، بل حتى إلى هيئة الأركان التركية التي تعتبر الحليف الأقوى لواشنطن في اوروبا والشرق الاوسط.

لماذا هذا التدهور في ما كان في وقت ما شهر عسل مديداً؟

الأسباب تبدو عديدة لدى كلا الطرفين. فالشعب التركي المسلم لم يقتنع بالمبررات الاميركية لغزو شعب أفغانستان المسلم، ولا لاحقاً بشعب العراق المسلم. كما أنه غاضب من التجاهل الاميركي الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني ولمصير مدينة القدس. والحكومة التركية وهيئة الأركان تشعران بغضب أشد من أميركا لسببين: تمرير مشروع القرار حول القضية الأرمنية في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي للمرة الأولى، وفي الوقت ذاته تقييد يدي تركيا في القضية الكردية ومنعها من الرد على الهجمات المميتة لحزب العمال الكردستاني إنطلاقاً من الأراضي العراقية.

ومن جهتها، لم تنس الولايات المتحدة ان أنقرة "خانتها" حين رفضت السماح للقوات الاميركية بفتح جبهة ضد صدام حسين في شمال العراق، وحين واصلت إقامة علاقات حميمة مع كل من سوريا وإيران.

شكوك.. شكوك

هذه الإتهامات والشكوك المتبادلة، خلقت الكوكتيل المتفَجر الراهن في العلاقات التركية- الأميركية. وهو كوكتيل مرشَح للتفَجر أكثر إذا ما صحًت الشكوك التركية الراهنة بالنوايا الأميركية والتي تسير على النحو الآتي:

واشنطن لا تزال حاقدة على أنقرة بسبب موقفها الرافض لغزو العراق، وهي تريد معاقبتها لتمنعها لاحقاً من تحدي القرارات الإستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط.

بيد ان الأمر لا يقتصر على الماضي، بل يتَصل أيضاً بالحاضر والمستقبل. فالولايات المتحدة العالقة في صراع خطير مع إيران في العراق، تبحث عن حلفاء أقوياء في المنطقة يساندونها في هذه المعركة المصيرية. وبالطبع، تركيا بحجمها الإقليمي الكبير، وقوتها العسكرية المشهورة، وتاريخها كمعقل للسَنة المسلمين، تعتبر مرشحاً ممتازاً للوقوف في وجه إيران ولترويض سوريا.

الورقتان الرئيستان اللتان تستخدمهما واشنطن الان للضغط على أنقرة هما المسألتان الأرمنية والكردية، بمساندة فعالة من اللوبي اليهودي في الكونغرس الاميركي (حيال الأرمن) والمخابرات الإسرائيلية في شمال العراق (حيال الأكراد). والمقايضة واضحة هنا: إنضموا إلينا في الحرب على إيران، نمنع عنكم حرب الأرمن والأكراد.

كتبت قبل أيام صحيفة "توداي زمان" التركية: "تركيا ستكون أكثر الحلفاء تأثيراً بالنسبة للولايات المتحدة فيما تعمل على سحب نفسها من الكابوس العراقي. وهي في حاجة لإستخدام أوراق قوية لتحويل الشراكة الإستراتيجية معها (تركيا) إلى تعاون قوي (حيال العراق وإيران). وفي هذا السياق، ورقة الإبادة الجماعية الأرمنية والاكراد، وسيلة ضغط مفيدة في يد الدبلوماسية الأمريكية. ورقة يبدو أنها تقول: ساعدونا في العراق، نساعدكم في أرمينيا".

تكتيكات الضغط هذه ليست جديدة. وقد إستخدمتها واشنطن مراراً وتكراراً في السابق في علاقتها مع أنقرة. لكن مع ذلك، ثمة شيء مختلف هذه المرة: الولايات المتحدة مضطرة لإتخاذ قرارات راديكالية في العراق، ولذا، فهي في حاجة إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى. وبالتالي، ورقة الضغط الناجحة يجب أن تكون أقوى.

لكن، ماذا تريد اميركا بالتحديد من تركيا ؟ الكثير:

1- أن تعمل على ردع إيران، لمنعها من ملء الفراغ بعد بدء سحب القوات الاميركية من بلاد الرافدين. وبالطبع، العلاقات الودية التركية- الإيرانية الراهنة، لا تفي بهذا الغرض. يجب أن يكون هناك توتر قوي بين البلدين، مشفوع بحشد متبادل للقوات العسكرية على الحدود إن أمكن.

2- أن تقوم تركيا بممارسة ضغوط قوية على سوريا لحملها على وقف تحالفها الإستراتيجي مع إيران. وهذا امر ممكن، إذا ما تذكَرنا ان القوات التركية كادت في شهر أكتوبر من عام 1998 ان تجتاح سوريا، مهددة بألا تتوقف عن الزحف على دمشق "إلا بهدف إحتساء الشاي"، ما لم تنه سوريا دعمها لحزب العمال الكردستاني. آنذاك، قدمت الحكومة التركية 11 شرطاُ، قبلها كلها الرئيس الراحل حافظ الأسد.

3-أن تكون انقرة مستعدة تماماً لتقديم كل التسهيلات العسكرية واللوجستية لأنقرة، في حال قررت هذه الاخيرة توجيه ضربة جوية ماحقة لإيران.

4- وأخيراً، أن تنتظم تركيا في التوجهات الإستراتيجية العامة الجديدة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وهذا يعني في هذه المرحلة الإنضمام إلى الحلف الاميركي- العربي المناهض لإيران، والذي ينتظر أن يبلوره المؤتمر الدولي حول الشرق الاوسط في الخريف المقبل.

كما هو واضح، هذه المطالب تتطلب إنقلاباَ جذرياً في سياسات تركيا، تجعلها تتحَول بغمضة عين من دولة غربية أتاتوركية تدير ظهرها للشرق الاوسط، إلى دولة إسلامية شرقية منغمسة حتى أذنيها بالشؤون الاوسطية.

ولكي تقبل أنقرة ذلك، أوراق الضغط الاميركية الأرمنية والكردية والإقتصادية لن تكون كافية وحدها. . يجب ان يكون هناك أيضاً ثمن مغر بما فيه الكفاية. مثل ماذا؟ مثلاً، مثل بيع جلد حزب العمال الكردستاني الناشط حالياً في شمال العراق؛ منح تركيا تنازلات في كركوك ونفطها، ثم في كل العراق في حال تقسيمه؛ ضمانات بالحفاظ على وحدة الوطن التركي إذا ما بدأ العمل على إعادة رسم خرائط الشرق الاوسط؛ حصص تركية في أي تقاسم جديد للنفوذ في المنطقة قد يلي حرباً محتملة بين اميركا وإيران.. الخ.

حتى الان، بوادر مثل هذه الصفقة الضخمة لما تظهر بعد. فواشنطن لا تزال تمارس الضغوط على أنقرة عبر الورقة الأرمنية وعبر منع الأتراك من القيام بأكثر من عمليات عسكرية محدودة ضد الاكراد في شمال العراق. لكن الأمور قد تنقلب رأساً على عقب خلال الشهور المقبلة، مع بدء إقتراب موعد الإنسحابات الاميركية من العراق. إذ قد تظهر في ذلك الوقت الجزرة الاميركية جنباً إلى جنب مع العصا. وحينها، قد يكتب تاريخ جديد لكل من تركيا ومنطقة الشرق الاوسط. "تاريخ جغرافي" جديد، بتعبير أد