
وصلت إلى دمشق مساء أمس الثلاثاء نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي والوفد المرافق لها في زيارة لسوريا تجري خلالها مباحثات مع المسؤولين السوريين تتعلق بالعلاقات السورية الأميركية والقضايا الإقليمية.
وكان في استقبالها بمطار دمشق الدولي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وسفير سوريا لدى واشنطن عماد مصطفى، وعدد من كبار موظفي وزارة الخارجية.
في موازاة ذلك شن الرئيس الأمريكي جورج بوش هجوما عنيفا على زيارة رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى دمشق معتبرا أنها "تسهم في تقويض سياسة حكومته القائمة على عزل سوريا"، بينما حظيت زيارة بيلوسي بترحيب سوري عكسته وسائل الإعلام الرسمية التي فسرت الزيارة على أنها مؤشر على عودة التوازن للسياسة الأميركية.
وجدد بوش، الذي يخوض صراعا مع الأغلبية الديمقراطية بالكونغرس لتمويل حرب العراق، جدد اتهامه لسوريا بمساعدة وتسهيل حركة المقاتلين الأجانب إلى العراق، وبعدم "لجم" مقاتلي حماس وحزب الله و"زعزعة الديمقراطية اللبنانية".
ومن المنتظر أن تلتقي بيلوسي، التي يرافقها وفد رفيع المستوى، اليوم الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد وعددا من المسؤولين السوريين للبحث مجمل الملفات الساخنة في المنطقة وعلى رأسها الملف العراقي، ومسألة إنشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وملف مكافحة الإرهاب، وموضوع دعم دمشق لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فضلا عن العلاقات السورية الأمريكية.
وكانت بيلوسي قد اعتبرت، في تصريحات صحفية أدلت بها قبيل مغادرتها بيروت متوجهة إلى دمشق، "أن زيارتها سوريا جزء من مسؤوليتها حيال الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية، وأنها تأتي في سياق توصيات مجموعة الدراسات بشأن العراق التي ترأسها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر وشجعت استئناف الحوار مع دمشق".
ورأى السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى بان زيارة بيلوسي لدمشق هي خطوة إيجابية "وتأكيد على اتجاه سائد في الكونغرس بحزبيه الديمقراطي والجمهوري سواء بسواء".
ونقلت صحيفة الثورة السورية الحكومية عن مصطفى قوله إن الحوار لن يتوقف عند هذا الحد "وإن كان ذلك لا يعني بالمطلق أن الإدارة الأميركية ستغير موقفها فجأة". وبشأن أبعاد الزيارة قال السفير السوري إنها تدخل في إطار "الحوار الهادئ" للتوصل إلى بعض التفاهمات.
ورحبت صحيفة تشرين الرسمية في افتتاحيتها بزيارة بيلوسي وأكدت أن رئيسة مجلس النواب الأميركي "ستكتشف بنفسها أن الأيدي السورية ممدودة للحوار الجاد والصادق مع المسؤولين الأميركيين، وأن الصورة عن سوريا غير تلك التي تعكس التحامل والمواقف المسبقة وتغيب عنها الحقائق على أرض الواقع".
جين عفرين