جين عفرين : حوران : داعل : عاجل : انتشار كثيف جداً لقوات الأمن التي وصلت مدينة داعل في المقبرة التي يتم فيها اليوم تشييع الشهيد البطل محمد الجاموس و الشهيد البطل مالك أبوزيد رغم أن الأمن و الجيش يمنعون تواجد أكثر من عشرين شخص في كل تشييع ... إلى جنان الخلد يا أحباب ... إلى جنان الخلد يا أصحاب ... إلى جنان الخلد يا قرايب ...




 

إلى الشمس التي تنور الدنيا



أرسل سلامي وأشواقي وعشقي من حضارة الهلال الذهبي، إلى منبر الذهنية ومنهض المرأة وإلى قائد الإنسانية الذي مازال أسير الحرية في جزيرة مرمرة في وسط بحر إمرالي البحر الأزرق الذي يشبه حبر القلم الذي يكتب و لا يعجز عن الكتابة والذي يترك آثاراً لأسطرها على صفحات التاريخ.

قائدي! إن ذلك النار الذي وهبته لنا مازلنا نرقص حوله وستكون رقصتنا إلى الأبد وسنطوف حول العالم لنبعث شعاعها إلى أرجاء الدنيا وتكون شرارته الأولى حقيقة عشتار وأم نولوتيك فكيف ما وهبت زيلان تاجاً منقوشاً بزخارف من العشق والجمال وأصبحت سهماً ينطلق من قوس الحب ليوخز في قلوب أعداء الحرية وقمت بإتمام ماني و زرادشت وألفت من فكرهم أسطورة وفلسفة وحافظة على صورة ماني بكونك رساماً ماهراً وسطعت النور على فكر زرادشت فكيف ما كان محمد خاتم الأنبياء فأنت تركيب قرن الواحد والعشرون.

قائدي! أنت أمل الحياة وصانع الإنسان يامن وهبتنا قلباً وعقلاً ولساناً ورسمت الطريق الصحيح لنكون أصحاب للمقياس والأوزان وبفضلك تعرفنا على ما هو الخطأ والصحيح والحق والباطل، فقلبك كانت كلمة الحق ممنوعة النطق في أفواه لك بجرأتك وجسارتك وقلبك الفلوذي أعلنت تلك الكلمة وذاعت على المسامع إنطلاقاً من دجلة وفرات حتى أواسط آسيا وأوروبا وهكذا تابعت رحلتك وجولتك في الخارج في سبيل الأمان والسلام وضحيت بكل ما هو غالي وقدمت نفسك فداءً لمسيرة تطول خمسة وعشرون عاماً لم يخيب أملك في استكمال المسير وبحثت مخاطباً ومؤيداً وللأسف إن المؤيدين تحولوا إلى مزيفين وكانوا مرتدين أقنعة مزيفة، لمسوا كل المقدسات وكرامة الإنسانية ولم تؤنبهم ضمائرهم دون شفقة ورحمة ليحصلوا على نفقات ورشوة وآرادوا تغليفك في علبة ليسلمونك إلى موطن آكلي اللحوم.

قائدي حتى الأم التي تزرع دائماً النرجس والياسمين وتسقيها بماء الحياة فلم تعد الزهور عابقة ومنعشة فقدت حيويتها وجمالها وبدت رابطة ملتوية عنقها فالفراشات والعصافير التي كانت تلهو وتمرح وتملئ الحيوية في أرجاء الدنيا لم تعد تلعب وتمرح، فالعصافير أصبحت عاجزة عن التغريد والفراشات نسيت رقصتها حول الزهور مكسورة جناحيها وغادرت موطنها دون عودة وهاجرت العصافير معها للبحث عن السعادة، كل المخلوقات نسيت الابتسامة التي ترتسم على الشفاه وحتى الوجوه بادت شاحبة اللون وفقدت لونها الأصلي وحتى سيمفونيات اخترقت عن لحنها وأورتاها الموسيقية وأولها كانت سيمفونية بتهوفن لأنك أغلى ما في الدنيا وتمثل كل شيء في الوجود فبدونك لا تتحقق الحياة لأنك لست فرداً بل فلسفة الحياة الآبوجية وستداوم أيدلوجيتك إلى الأبد طالما أنه مزروع في قلب كل البائسين والمضطهدين وأنشدت أغنية الحياة.

قائدي! ليتني كنت فراشة أمتلك جناحين لأطير وأصل إلى مثواي في إمرالي ولأقف إلى جانبك ولأنظر إلى عيونك ونظرتك الحادة كنظرات النسر وشموخك الأزلي وابتسامتك البريئة كابتسامة طفل لم يخن خيالاته وعندما تكتب فأني سوف أضع نفسي على قلمك.

قائدي المستقبل القريب ستشرق النور على المستقبل من شرارة شمسك الوهاج، لأنك المنقذ الوحيد للبشر العمياء، قائدي العيش بعيدة عنك يشبه الانقطاع عن السفينة وكما يغرق في قاع البحر فلا أريد تذكر هذا اليوم فهو يوم القيامة والإعتراف بذنب وتأنيب الضمائر وفي هذا اليوم القاتم وحيث تهتز الأرض وتحدث فيها الزلزال وتنفجر فيها غليان الحقد في قلوب الناس فكل شيء فقد حصل فيها إلى جماد منتصبة كأنها هياكل مكتوب على جبينها محرومة من السعادة.

قائدي لا أخيب أملي في الوصول إليك واللقاء بك ثانية لأن أيدلوجيتك تحيا في قلوبنا وعقولنا دائماً، لأنك الأمل الوحيد والنور الذي سطع على دروبنا فأنت التركيبة الوحيدة ورمز حضارة الشرق الأوسط والعالم بأجمعه، لذلك سنسير على نهجك وأيدلوجيتك إلى الأبد، وبناء على ذلك سأبذل كل ما بوسعي من جهود لأكون لائقة بصداقتك وأكون الصديقة المخلصة لك في أعتى الظروف ولن أبخل ي صرف إمكانياتي حتى النهاية وحتى الرمق الأخ