|
|

كشفت مصادر محلية، في مدينة "كوباني" (عين العرب – 160 كم شمال شرق حلب) وقوع اعتداءات أمنية عنيفة على المواطنين الكورد السوريين في المدينة، وإطلاق القوى الأمنية السورية للرصاص الحي، ومداهمة المنازل، واعتقال العشرات من الشبان والرجال والنساء، بعد فضها بالعنف تظاهرة جماهيرية منددة بالتصعيد التركي. فقد شهدت ساعات الصباح الأولى من اليوم الجمعة 2 نوفمبر 2007 وصول أكثر من / 300 / عنصر من قوات حفظ النظام التابعة لقوى الأمن الداخلي إلى المدينة، تقلهم شاحنات عسكرية، وترافق ذلك مع انتشار دوريات أمنية مكثفة داخل المدينة وفي محيطها، ووضعها لحواجز تفتيش على المداخل الثلاث الرئيسة المؤدية إلى المدينة: حاجز أمني على الجهة الشرقية من جسر "جرابلس" العسكري على الفرات، وحاجز امني على جسر "قره قوزاق" ومفرق "صرين" الذي يربط المدينة وقراها بطريق حلب – الجزيرة، وحاجز أمني على المدخل الشرقي الذي يصل " كوباني " بمنطقة تل أبيض ومحافظة الرقة. إضافة إلى الحواجز الثلاث أقامت القوى الأمنية حواجز التفتيش التالية: حاجز عند محطة استقبال البث الإذاعي والتلفزيوني غرب المدينة، وحاجز على مقربة من مركز إنعاش الريف، وحاجز عند قرية ترميك جنوب المدينة، وحاجز بين قريتي قره حلنج وشيران شرق المدينة. ولوحظ أن الدوريات الأمنية، المعززة بجهات أمنية مسندة قادمة من جرابلس ومنبج وحلب تمنع دخول الحافلات بركابها إلى المدينة منذ وقت مبكر من صبيحة اليوم الجمعة، كما وتقوم بتفتيش الحافلات المغادرة إلى حلب والمدن الأخرى، وتسمح بمغادرتها بعد التأكد من هويات الركاب والمغادرين، وكذلك تقوم بتسيير دوريات أمنية في شوارع المدينة. وتعزو المصادر المطلعة سبب هذا الاستنفار والاحتياط الأمني، إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكوردستاني، قد وجه أهالي المدينة في وقت متأخر من مساء يوم الأمس الخميس، إلى إغلاق المحال التجارية، ودعوتهم إلى تظاهرة سلمية منددة بالتصعيد العسكرية التركي، ضد حزب العمال الكوردستاني، عبر توزيع مناشير على الأهالي وأصحاب المحال التجارية. التظاهرة التي كان من المزمع انطلاقها في تمام الساعة الواحدة من ظهيرة اليوم الجمعة من جوار خزان المياه في سفح "جبل مشتنور" واستمرارها لاحقا في الشارع / 48 /، جوبهت لدى اجتماع الأهالي وسيرهم بعنف وتنكيل أمني، أدى إلى فضها بالقوة، وأطلق عناصر قوى الأمن ( العسكري – الجوي – السياسي – أمن الدولة – الأمن الجنائي ) خلال ذلك الرصاص الحي فوق رؤؤس المتظاهرين لتخويفهم، واستعملت قوة حفظ النظام المتمركزة في المدينة وحاراتها وأزقتها منذ ساعات الصباح الأولى الهراوات والغازات المسيلة للدموع، وردَّ عليهم الأهالي بالحجارة. القوى الأمنية وقوات حفظ النظام التي فضت التظاهرة، التي شهدت مشاركة نحو / 300 / شخص، لم تكتفي بذلك، بل شنت حملة مداهمات للمنازل على امتداد الشارع / 48 / والشوارع الفرعية الأخرى، واعتقلت العشرات من الشبان والرجال والنساء، على خلفية اتهامهم بالمشاركة في التظاهرة ( لم يتسن لنا التأكد من الأسماء بعد ). في هذا الصدد اشتكت عائلة "عبيد سليم" بين جملة عائلات في المدينة دوهمت منازلها من خرق إحدى الجهات الأمنية للآداب والتقاليد والأعراف الاجتماعية في المدينة، ودخولها إلى غرفة نوم ابنهم المتزوج، وتفتيش خزانة الملابس، بحجة البحث عن ملاحقين متخفين. هذا ويذكر أن المصادمات بين الأهالي والقوى الأمنية السورية لم تسفر عن وقوع ضحايا أو إصابات، بحسب المعطيات المتوافرة الآن، ولا يعرف على وجه الدقة أعداد المعتقلين في المدينة، بينما تشير مصادر في حزب الاتحاد الديمقراطي إلى اعتقال / 16 / مواطنا كورديا وإصابة شاب بطلق ناري في رأسه. وسجلت ساعات المساء عودة الهدوء إلى المدينة بعد نهار من الاضطرابات، فيما تستمر الأجهزة الأمنية وقوة حفظ النظام بفرض حالة نسبية من حظر التجول. الجدير بالذكر أن المدينة شهدت في 15 آب 2005 حالة مشابهة من القمع والتنكيل الأمنيين، على إثر مهرجان خطابي لحزب الاتحاد الديمقراطي، تخلله إعلان أسماء ضحايا حزب العمال الكوردستاني في مواجهاته مع الجيش التركي، وأسفر ذلك الحدث حينها عن اعتقال قرابة أربعين مواليا لحزب الاتحاد الديمقراطي، وتكررت طبعة أخرى من الصدام بين القوى الأمنية السورية وأنصار حزب الاتحاد الديمقراطي في نوروز 2007 وأدى إلى كسر زجاج سيارة الأمن السياسي وجرح أحد المواطنين برصاص عنصر أمني، وأعقب ذلك اعتقال قرابة 60 مواليا لحزب الاتحاد الديمقراطي من قبل الأمن الجنائي، بناء على إيعاز من جهاز الأمن السياسي في المدين
|
|
|