جين عفرين : حوران : داعل : عاجل : انتشار كثيف جداً لقوات الأمن التي وصلت مدينة داعل في المقبرة التي يتم فيها اليوم تشييع الشهيد البطل محمد الجاموس و الشهيد البطل مالك أبوزيد رغم أن الأمن و الجيش يمنعون تواجد أكثر من عشرين شخص في كل تشييع ... إلى جنان الخلد يا أحباب ... إلى جنان الخلد يا أصحاب ... إلى جنان الخلد يا قرايب ...




 

رئيس اقليم كوردستان يدعو تركيا لاعتماد لغة الحوار بدلاً من التهديد

حذر رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني من وقوع كارثة إذا دخلت قوات الجيش التركي أراضي الإقليم، وقال إن الكورد سيدافعون عن أنفسهم في حال نفذت تركيا تهديداتها.

وقال الرئيس بارزاني في مقابلة مع إذاعة ألمانيا الرسمية (دويتشة فيللة) إن الكورد مستعدون للدفاع عن أراضيهم، معربا عن أمله في ألا تكون التحذيرات التي أطلقها وزير الخارجية التركي عبد الله غول أمس حول احتمال شن عملية عبر الحدود المشتركة جدية معتبرا أنها سوف تسبب كارثة للمنطقة بأسرها. ودعا تركيا إلى العودة إلى لغة الحوار عوضا عن لغة التهديد معلنا استعداده التوصل إلى تسوية في قضية حزب العمال الكوردستاني والدخول في حوار.

وكان وزير الخارجية التركي عبد الله غول قد قال في مقابلة تلفزيونية إن حكومته أعدت جميع الخطط من السيناريو الأفضل إلى السيناريو الأسوأ تمهيدا لاحتمال التدخل عسكريا في شمال العراق بهدف مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني


إيران تستبعد حربا مع الولايات المتحدة



استبعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن تشن الولايات المتحدة حربا على بلاده بسبب برنامجها النووي.

وقال متكي الخميس في مؤتمر صحفي في ختام زيارة لقطر، إن "الظروف الأميركية في الوقت الراهن لا تساعد على شن حرب جديدة على حساب دافع الضرائب الأميركي"، مضيفا أن "الملف النووي الإيراني أصبح الآن في مسار منطقي".

وأشار متكي إلى أن "إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفقتا كذلك على القيام في غضون شهرين من الآن بوضع الأسلوب الملائم لحل ما تبقى من مسائل تتصل بهذا الملف".

وكانت الإدارة الأميركية أشارت إلى أنها لا تستبعد الخيار العسكري في حال لم تحترم إيران مطالب المجتمع الدولي بخصوص ملفها النووي.

وتخضع إيران لعقوبات دولية بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن أهداف برنامجها سلمية، في حين تتهمها دول غربية بالسعي إلى الحصول على سلاح نووي.

دعوة أميركية للحوار
ومن جهة أخرى دعا المتنافسان على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة بيل ريتشاردسون وهيلاري كلينتون الولايات المتحدة إلى مواصلة الحوار مع إيران لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.

وقال حاكم ولاية نيو مكسيكو والسفير السابق لدى الأمم المتحدة بيل ريتشادرسون إنه يجب على الولايات المتحدة أن تكف عن تهديد طهران وأن تبدأ محادثات بغير شروط بشأن مطامحها النووية.

وقالت السناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون "أعتقد أنه يجب علينا أن نواصل الحوار"، مضيفة أن "أكبر تحد لأميركا على الصعيد الدولي هو إصلاح قيادتنا بتقييم تحالفاتنا واحترام قيمنا وتفهم أن القوة الأميركية أكثر من مجرد استعراض للقوة".


روسيا تعلن نجاح تجربة لإطلاق صاروخ عابر للقارات


أعلن سلاح البحرية الروسي أنه اختبر بنجاح صاروخا بالستيا عابرا للقارات يمكنه حمل رؤوس نووية.

وقال المتحدث باسم البحرية إيغو ديغلو في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية إن الصاروخ -وهو من طراز بولافا- انطلق من غواصة نووية في مياه البحر الأبيض شمال غرب روسيا وأصاب هدفه في ميدان التدريب بشبه جزيرة كامتشاتكا على المحيط الهادئ في أقصى شرق روسيا.

وأوضح أنه لم تحدث أي مشاكل فنية في جميع مراحل الإطلاق، وقدرت المسافة التي قطعها الصاروخ بطول دولة كبيرة المساحة، وتقع جزيرة كامتشاتكا على بعد 6700 كليومتر من العاصمة.

من جهته وجه قائد البحرية الروسية الأدميرال فلاديمير ماسورين التهنئة لقائد وطاقم الغواصة التي أطلقت الصاروخ على ما وصفه بالحرفية والمستوى العالي من التدريب.

تجارب
وكانت ثلاث تجارب سابقة لإطلاق الصاروخ بولافا فشلت خلال السنين الماضية آخرها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبحسب تقارير صحفية روسية صمم هذا الصاروخ ليبلغ عشرة آلاف كيلومتر ويحمل ستة رؤوس حربية نووية موجهة لأهداف محددة.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا بتطوير بوفالا واعتبره من المكونات الأساسية للترسانة النووية الروسية لسنوات عدة قادمة، وتقول موسكو إن الصاروخ قادر على اختراق أي أنظمة دفاع صاروخي مستقبلية.

وجاء الإعلان عن التجربة وسط تصاعد للخلاف بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب المشروع الأميركي لنشر أجزاء من منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك.

وكان النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي إيفانوف قد أعلن مؤخرا أن موسكو بدأت مرحلة جديدة في إعادة تسليح قواتها النووية الإستراتيجية بتجهيزها بصواريخ "توبول-أم" الإستراتيجية وذات الرؤوس المنشطرة، و"إسكندر-أم" التكتيكية.

ومن المتوقع وضع صواريخ بولافا في ثلاث غواصات نووية يجري بناؤها حاليا، ويشار إلى أن أسطول الغواصات الروسي هو ثاني أكبر أسطول على مستوى العالم وله دور أساسي في المنظومة الدفاعية للبلاد.


غول يؤكد استعداد بلاده لشن حملة عسكرية في اقليم كوردستان العراق


قال وزير الخارجية التركي عبد الله غول أن بلاده على استعداد تام لشن حملة عسكرية في شمال العراق "اقليم كوردستان" ضد حزب العمال الكوردستاني. وأكد غول في تصريحات أدلى بها لصحيفة "راديكال" اليومية جاهزية خطط بلاده العسكرية ضد حزب العمال.

مشيرا في الوقت نفسه أنه لا توجد لدى أنقرة أي أطماع بأراضي الغير. وأضاف:"إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية عاجزتان عن القضاء عن الخطر الذي يمثله حزب العمال الكوردستاني, فإننا في هذه الحالة سنتخذ القرار المناسب وسننفذه".

وأوضح غول أن حكومتهم جدية بكل ما تقوله ولا مجال للمزاح بقضية مثل هذه.

وكان قائد الجيش التركي الجنرال يشار بيوكانيت قد شدد على ضرورة القيام بعملية عسكرية عبر الحدود للتصدي لعناصر حزب العمال الكوردستاني في اقليم كوردستان العراق لكنه تدارك بالقول إن الجيش يحتاج إلى موافقة الحكومة.


لرئيس طالباني يلتقي في جنيف رئيس اقليم كوردستان ويبحث معه التطورات السياسية


التقى رئيس الجمهورية جلال طالباني اليوم الجمعة في جنيف، رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني على هامش مشاركة فخامته بمؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد حاليا في سويسرا. واستعرض الرئيس طالباني مع الرئيس بارزاني نتائج زيارة فخامته الأخيرة الى كل من الصين و إيران.
كما جرى خلال اللقاء، بحث الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد


لرد الامريكي لرئيس اركان الجيش التركي: لاحل للتحرك العسكري


اعلن الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الامريكيةSean McCormack موقفه من تصريحات قائد اركان الجيش التركي يشار بيوكانت التي اطلقهم امس بشأن ضرورة القيام بحركة عسكرية داخل الحدود العراقية. حيث قال في تصريحاته اليومية للصحافة "لن تكن هناك فائدة في حركة عسكرية تركية داخل الاراضي العراقية، لا للمدى القصير ولا المتوسط ولا البعيد".

واعرب McCormack عن استيائه من اثارة امور تم حسمها سابقا من قبل الحكومتين الامريكية والتركية. ودعا الحكومتين التركية والعراقية من جديد على التعاون سويا لمواجهة حزب العمال الكوردستاني.


روسيا: إنشاء جيل جديد من أسلحة الدفاع الجوي


يستعين الجيش الروسي الآن بأسلحة تعرف باسم "س - 300 ب" و"بوك - م1" و"تور - م 1" و"اوسا - أ ك م" و"تونغوسكا - م 1" لحماية أفراده من هجوم الطائرات في ميدان المعركة. وفي الوقت نفسه، يعمل المهندسون الروس على تصميم جيل جديد من الأسلحة المضادة للطائرات يعتمد على النظم الإلكترونية المجهرية والنظم المعلوماتية وتقنية الروبوت (الإنسان الآلي).
ويقول الجنرال نيقولاي فرولوف، رئيس إدارة الدفاع الجوي للجيش الروسي، إن من المفروض أن ينتهي المهندسون والمصممون من تصميم وتصنيع منظومة صاروخية مضادة للطائرات جديدة قريبة المدى ونظام صاروخي مضاد للطائرات جديد محمول على كتف الجندي، وهو السلاح المدعو إلى حماية مقار القيادة وبعض الوحدات والمنشآت من هجوم جوي، في المستقبل القريب. وسوف تفوق المنظومات الصاروخية الجديدة كفاءةً ما هو موجود في الوقت الراهن.
وفي الوقت نفسه، يجري تحديث وتطوير الأسلحة التي تستخدمها قوات الدفاع الجوي في المرحلة الراهنة. وعلى سبيل المثال سيتم تطوير منظومة "بوك - م 1" لتفعيلها في التصدي لصواريخ بالستية تكتيكية من نوع "لانس - 2".
ويهدف تطوير منظومة "تور - م 1" التي تستخدم لحماية القوات والمنشآت المدنية والصناعية من هجوم بأسلحة دقيقة التصويب، إلى تهيئتها للتعامل مع عدة أهداف جوية يجب تدميرها في آن واحد.
وسيتيح تطوير النظام الصاروخي المضاد للطائرات "ستريلا - 10" إطلاق صواريخه على طائرات مهاجمة في أي وقت على مدار 24 ساعة.


إيران لنشر درعها الصاروخية في سوري



ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن إيران تقوم حاليًا بنصب درع صاروخي في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الأمم المتحدة في المنطقة قولهم: "إن إيران تقوم بنصب صواريخ في سوريا من أجل الرد علی أي هجوم محتمل علی منشآتها النووية".
وأفادت ديلي تلغراف أن سوريا وافقت علی المشروع الدفاعي الإيراني قائلة: "وقعت سوريا وإيران في عام 2005 علی إتفاق دفاعي ثنائي حيث وافقت سوريا حسب الإتفاق علی انتشار الأسلحة المتطورة الإيرانية على أراضيها".
وأضاف التقریر: "قرر المسؤولون الإيرانيون بعد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الشهر الماضي لتطبيق الإتفاق الدفاعي مع سوريا".
وتستعد إيران لنقل عشرات الصورايخ المتوسطة المدی من طراز " شهاب 3 " وصواريخ " اسكاد سي" و"اسكاد بي" وجميعها روسية الصنع إلی الأراضي السورية


تقرير عن الجيش التركي حول التدابير اللازمة لمعالجة مسألة حزب العمال الكوردستاني


نشرت قيادة اركان الجيش التركي تقريرا تحت عنوان "المخططات القريبة المدى والوضع الحالي في العراق والتدابير اللازمة اتخاذها تجاه ذلك". وقد ركز التقرير على النقاط التالية: الوضع العراقي بشكل العام وخاصة في شماله يتوجه نحو وضع معقد وبدون حل من حيث وجهة نظر تركيا ومصالحها في المنطقة.

هناك مخططات لإنكار تركمان بشكل تام في وقت قريب.

اذا استمر الوضع الحالي ستحصل تطورات في المنطقة ناهيك عن ايجاد الحلول الدبلوماسية لها سيصعب علينا حتى ايجاد الحل لتلك المشاكل والوقوف في وجه تلك التطورات بالطرق العسكرية ايضا.

ان التطورات الجارية في شمال العراق في الوقت الراهن سوف لن تبقى على وضعها الحالي. بل ستتوجه نحو وضع اسوا من حيث المصالح التركية.

ان تواجد PKK مستمر في شمال العراق دون ان يحصل لهم اي مشكلة او مضايقة بل انهم في حالة التوسع والتماسك الاكثر مع الادارة المحلية في شمال العراق.

ان المنظمة الارهابية تؤمن 100% من حاجاتها اللوجستية من العراق وبكل سهولة لذا لاتحتاج الى البحث عن اماكن بديلة خارج العراق.

ان المنظمة الارهابية تقوم باجراء جميع فعالياتها التدريبية في شمال العراق.

ان الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الان هم في محاولة جدية لبناء جيش نظامي والان يوجد في صفوف قوات الديمقراطي 1200 وفي صفوف قوات الاتحاد الوطني 500 من عناصر المنظمة الارهابية الذين تركوا صفوف هذه المنظمة، ولو كان للطالباني وبرزاني نية حسنة تجاه تركيا لقاموا بتسليم هؤلاء الى تركيا بدلا من قبولهم في صفوف قواتهم.

والى جانب هذه الحقيقة ان الملفت للنظر هو ان نسبة 15-18 بالمئة من عناصر PKK الموجودين في الجبال والذين يقاتلوننا هم من مواطنين عراقيين في شمال العراق.

عندما نضع هذين الفقرتين الى جانب بعضهما البعض سنرى مدى خطورة الوضع الذي يواجهنا.

ويأتي في التقرير "لاتوجد اي منظمة ارهابية في العالم بقدر PKK تحصل على هذا الدعم العالمي الكبير واذا لم نضع حداًَ للتطورات الجارية في العراق فان دعم الاتحاد الاوروبي للمنظمة الارهابية سيزداد وستزداد ضغوطاتهم على تركيا لايجاد الحل الداخلي للموضوع ثم التوجه نحو الحل الخارجي للمسألة وهكذا سيحاولون الى تجريد تركيا وتركها وحيداً في ازمة اللاحل وتم فرض حلول اخرى على تركيا".

وجاء في التقرير ان الحديث وبشكل يومي عن التدخل العسكري في شمال العراق وعدم القيام بتلك التدخلات بشكل فعلي سيؤثر على هيبة القوات المسلحة وستزداد هذه الحالة معنويات عناصر PKK وستزداد من قوتهم وعزيمتهم وجسارتهم تجاه القوات المسلحة.

وهذا الموقف ليس فقط سيكون لصالح PKK بل سيكون لصالح الطالباني وبرزاني ايضاً وسيزداد من جسارتهم تجاه الجيش التركي وسيدفعهم الى القيام بخطوات اخرى نحو تحقيق اهدافهم القومية في المنطقة.

وفي الختام ان كل هذه الحقائق والاثباتات تؤكد بانه من المستحيل ان نبقى مكتوفي الايدي تجاه مايجري من التطورات في شمال العراق بل على العكس يجب التدخل في المسألة ووضع حد للتطورات الجارية قبل فوات الاوا


إن أرادت تركيا حل مشاكلها عليها التحالف مع الأكراد


ما هو المستوى الذي آل إليه قضية اليونان؟ ليس صحيحاً أن تتحول إلى دعوى تعويضية؛ فذلك ليس هاماً بالنسبة لنا، ولن نناقشها حتى، دعواي الأساسية هي التي ظهرت تحت مسؤولية الدولة ويبدو أنها هي دعوى العقوبة. فهم قد اقترفوا جنحاً، ساقول لكم أمراً غريباً:



حينما كنتُ في ايطاليا طلب مني داليما الإمضاء على وثيقة رسمية أطلب فيها خروجي من البلاد، كان داليما متعقلاً جداً، حيث قال : " لا تستطيع أية قوة إخراجك من هنا ما لم تكن بحوزتها وثيقة مكتوبة تطلب فيها الخروج وإلا فإنه سيكون خرقاً إن تصرفوا عكس ذلك". والحال كهذا فإنه ليس هناك أي دليل على خروجي من اليونان بمحض إرادتي؛ فقد تم إخراجي من هناك عنوة و من خلال الضغط والحيلة، ففي الوقت الذي يشكل ذلك خرقاً للقوانين الأوربية تم إخراجي من اليونان. فالقوانين التي تلزم إيطاليا تسري على اليونان أيضاً. يمكن العمل بصدد هذا الموضوع مع الحقوقيين الدوليين؛ ففي إيطاليا(كونها مركز القوانين) يوجد حقوقيين جيدين فيها، إنه المكان الذي شهد ولادة قوانين روما. وإن تطلب الأمر يمكن دعوة داليما كشاهد على القضية التي ستفتحونها، يجب الالتقاء بـ داليما، ويمكن أن تحصلوا منه على وثيقة مكتوبة، يمكنكم الذهاب إلى إنكلترا أو أمريكا، وليتم اللقاء مع أصدقاءنا الآخرين أيضاً، يفترض أن يقدموا المساعدة، أعتقد أنه لا توجد هناك مشكلة تجاوز الوقت المحدد.

يجب أن تقوم هيئة دفاعي بذلك دون الحاجة إلى مناقشتي حول الأمر. يجب استئناف القضية بسلك كل السبل، فهنالك الكثير من الوثائق، يجب تحضيرها بعد عمل جيد و إن تطلب الأمر يمكن فتح دعوى قضائية مباشرة في محكمة حقوق الإنسان الأوربية. أساساًً كان هناك قرار يقضي بتبرئتي؛ لذلك يمكن مراجعة محكمة حقوق الإنسان الأوربية خاصة وأننا لم نكن نحمل صفة خارجة عن القانون في اليونان، يمكن عقد لقاء مع المجلس الأوربي كون هذه الدعوى هامة للغاية، إن سبب وجودي هنا الآن هو إخراجي من اليونان حينها، وستؤثر هذه القضية على إعادة محاكمتي من جديد، إنهم يسعون لتنفيذ واحد أو اثنين من الإجراءات البسيطة حول إعادة محاكمتي في تركيا ومن ثم التغطية عليها من جديد. لست بشخصٍ بسيط لهذه الدرجة، إن محاسبة المسئولين اليونان ليس بالأمر الهام، لقد أخرجوني من اليونان بالضغط والحيل خارقين بذلك حتى قوانينهم. ليس هنا أي أمر يراعي القوانين والحقوق، يمكن لمحاميّ أن يعملوا على هذا الأمر، وأن يدرسوا الموضوع، فمن الممكن إيجاد طريقة ما؛ ليقوموا بذلك مهما كلف الأمر ولو كان كمثل جلب الماء من البحر بالغربال. لهذا الأمر أهميته وقد أعلمت المحاميين السابقين الذين تولوا الدفاع عني، فليتم الالتقاء مع الحقوقيين والعمل بكل ما هو مطلوب، أبلغوا تحياتي لمحاميّ الذي في اليونان فليأتي للقائي.

حين استقدامي إلى هنا، قال لي أحد المسئولين العسكريين: " سيد أوجلان! لماذا لم تتقدم مقاتليك وتخوض الحرب مثل أتاتورك؟" قلتُ حينها أن هذا أمر خاطئ، لكن مقولته هذه كانت تحمل حصةً من الحقيقة، كان بالإمكان أن أذهب إلى الجبل، لقد فكرت بذلك، لكن لو ذهبت للجبل ماذا كان سيحصل، لا أعرف، لكنني لم أضع عواقب ذهابي للجبال نصب عينيّ. لقد انشغلت بهؤلاء كثيراً، باتوا بلاءاً عليّ في كل مرة. رغم أنهم قد باتوا في العقد السادس من أعمارهم، و رغم كونهم مضحين وشجعان ولكنهم لا يعرفون بعد كيفية السير في الطريق؛ اقصد بالطريق السياسي. إن الوعي السياسي غير كافي لديهم، لا يتحولون إلى إرادة ويبقون خاملين دون تأثير، كنت اضطر للانشغال بكل شيء. أجعلهم أصحاب هوية، أجلبهم من هنا إلى هناك، أحملهم على ظهري، يضحي كل شيء إلى مشكلة. فقد مارسوا السياسة بالاعتماد عليّ فوق منذ 30 سنة، يجب أن لا يسير أحدهم فوق ظهري بعد الآن، ولا أن يمارسوا السياسة بالاعتماد عليّ. يفترض على (PKK) و مؤتمر الشعب، و (قوات الدفاع) ألا يمارسوا الثورية أو البطولة الرخيصة بالاستناد عليّ، فقد تجاوزت هذا الوضع، لكنني لم أتجاوزهم، بقيت خلفهم لأسندهم، ولكن سئمت منهم، فمنهم الانتحاري، ومنهم الملتزم والمرتبط حتى الجنون، ومنهم من لا يفهم، لقد سئمت ليتركوا ياقتي. أقول هذا للجميع وإلا فإن الأمر سيتأزم في نقطة ما. يبدو أنه حصل ذلك مؤخراً في ديرسم، إننا لا نحبذ هذه الطريقة والأمر كذلك في الأمكنة الأخرى.

أحذّر كل المسئولين والسياسيين، تميل تركيا بسرعة نحو أزمة كبيرة، يتم تفعيل القوموية المتطرفة كل مرة. من الطبيعي في حال قمتم بتفعيل القوموية التركية فإن القوموية الكردية ستنمو وتزداد تسرع في الوصول إلى مفهوم الانفصال. يمكن أن يوّلد هذا الوضع ما يشبه الاقتتال الداخلي في فلسطين. فإن خسرتم الكردي... سيعني خسارة الأتراك أيضاً. " لا يمكن التفكير بأكراد دون أتراك، ولا أتراك دون أكراد" هذه المقولة لـ ضياء گوك آلب. لكنهم لا يدركون هذه الحقيقة، فالجيش يقوم دائماً بحملات عسكرية. فهم لا يكنون أي احترام حتى لمصطفى كمال، إنهم لا يفهمونه. فقد قال آ. تانر قشلالي عن هؤلاء : " لقد أرسلوا تمثال مصطفى كمال إلى السوق و أفكاره إلى القبر". إن الكمالية لن تتحقق بالشكليات وبرفع الأعلام في كل مكان ولا بنصب تماثيل مصطفى كمال.

حارب مصطفى كمال مفهومين: الأول مفهوم PANISLAMIZM* والثاني : PANTURKIZM **، وكذلك سعى إلى تصفية الإسلاميين، لذلك يقولون عنه "ماسوني" مع العلم أنه سعى إلى تصفية الماسونية أيضاً. لا أقول ذلك من قبيل الدعوة إلى تقليد مصطفى كمال، لكنه هو الآخر كان يرى النتائج السياسية جيداً، ومن ثم فقد استسلم لقوموية الجمهورية، حيث خطى خطوات سلبية عدة. صحيح أن تنامي الدين كان في أعوام 1950، لكن في عام 1920 كان تأسيس الجمهورية هو الأصح، بالطبع إنهم لا يفهمون ذلك. الأهم في هذا الأمر هو: أن الجمهورية الوطنية ذو شمولية لكن الجمهورية هي الأكثر ديمومةً، لذلك من الضروري تحقيق التحوّل الديمقراطي في الجمهورية، إذا كان هناك بحث عن الحل وإذا كان يراد تحقيق السلام الاجتماعي والتحول الديمقراطي فإننا مستعدون لكل ذلك. أما إذا كنتم ستقولون: أنتم –الأكراد- لستم موجودين، وإذا كنتم ستسعون لإبادتنا. حينها سأحذّرهم مجدداً: بإن الخطر الأساسي بالنسبة لتركيا في الشرق الأوسط هو الاتفاق الكردي – الشيعي، هنالك علاقات كردية إيرانية نعود بجذورها إلى خمسمائة سنة قبل الميلاد، هنالك علاقات بين الميديين والفرس؛ إن تطورت هذه العلاقات فلن يتمكن أحد من عرقلتها. ويمتلك الكرد القوة، فلهم جبالهم ومدنهم وقراهم، بل وسيقومون بتأسيس وبناء المزيد. تقوم الدول بتغيير سياسة الـ 500 عام وأمريكا تراقب كل ذلك وتنتظر، لكن ليس لهؤلاء أي علم بذلك، إنهم لا يرون، الدولة القومية في تركيا هي دولة قومية تقليدية. فللدولة القومية ثلاثة أنماط أو مراحل و هي: الأول : نمط الدولة القومية الفرنسية. أما الثاني فهي نمط الدولة القومية الألمانية وهذين النمطين هما الاساس و الأهم، أما الثالثة فهي نمط الدولة القومية التقليدية (الهجينة) كما هي الحال في تركيا ولهذا فإن بنية الدولة القومية في تركيا ستتغيّر.

إذا كنتم ترغبون في حل المشاكل عليكم التحالف مع الكرد. فقد تمكّن السلطان ياوز سليم من التقدم بتحالفه مع الكرد، كان السلطان ياووز سليم من أحد رجال الدولة الجادين، كان متعقلاً، قال للأكراد: " انتخبوا فيما بينكم أميراً للأمراء" وقد لبى المطالب الكردية. هكذا توجه نحو الشرق الأوسط وأسّس الوحدات الإسلامية بعد أن انتصر في كل من (الريدانية) و(مرج الدابق) و (جالديران). حتى السلطان عبد الحميد، هذا الذي لم يعجبكم، قام بتأسيس الألوية الحميدية وأنشأ المدارس لأبناء الأغوات الكرد ووقف بالقرب منهم، فعل مصطفى كمال نفس الشيء أيضاً و قبل بالشروط المتساوية مع الكورد لينتصر في حرب التحرير، وقد دخل في الحوار مع الكرد عبر شروط متساوية، وقبّل أيدي المشايخ الكرد أمثال "مچو" و" دياب آغا "، لقد حقق الوحدة بفضلهم. أقول مرة أخرى: حتى لو أن مصطفى كمال قام بتأسيس الدولة القومية إلا أن طابع الجمهورية كان هو السائد، وكان هذا موقفاً منسجماً مع الجمهورية الديمقراطية.

لا أقول أي شيء عن الفراغ. قال لي أحد المسئولين العسكريين حين إحضاري إلى هنا: " لماذا لم تنبهنا حول كل هذه الأمور قبل ذلك؟". أقول هذه الأمور دائم، يستشهد المقاتلون الأنصار، ويموت الكثير من الجنود، أليس هذا مؤلماً؟ أتألم لأجل الجنود أيضاً، أحياناً أنسى نفسي وأفكر بهم. لكن مواقف المسئولين واضحة، يذرفون الدموع في مراسيم جنازات الجنود، هذه الدموع مزيّفة، لا يقومون بإلقاء أية خطوة لأجل الحل، يقولون: " أنهم سيستمرون في مقاتلنا حتى إبادة آخر فرد". إذا كان هناك أحد من المسئولين العسكريين الذين سيأخذوننا على محمل الجد فإنني أنوه مرة أخرى، من الممكن أن يحصل انحراف نحو طريق خطيرة جداً، ربما لن يستطيع أحد تحمل مسئولية ما قد يحصل، في حالة كهذه من سيستطيع دفع الثمن؟

لا تجري الأحداث بهذا الشكل، إن مآرب هؤلاء مختلفة، المشكلة الأساسية بالنسبة لهم هي نحن، يحاربوننا منذ 30 سنة، سياسة الثلاثين سنة التي يتبعونها لم تصل لأية نتيجة. يقومون بإلقاء الذنب علي عاتقي. فلماذا تلقون باللوم عليّ؟ إن سياساتكم هي السبب في الوصول إلى هذه الحالة، أنتم من قمتم بدعم ومساندة شمال العراق. استخدموا قوى شمال العراق مراراً وتكراراً ضدنا، وقد أفلست هذه السياسة لذلك يلقون باللوم عليّ، لو كان هناك مذنب فهو أنتم بالذات. قد آل الأمر إلى هذا الوضع نتيجة سياساتكم، يرغبون في التغطية على سياستهم الفاشلة تلك باختيار أسهل السبل وإلقاء اللائمة عليّ، لا يرغبون مداولة هذه السياسات و مناقشتها. كلا، ليتداولوا الأمر، و ليناقشوا كل شيء على العلن بشكلٍ مكشوف، ليناقشها الكرد، وليناقشها هم أيضاً فهم السبب في كل شيء، أقول علانية: "أنتم من أنجبتم شمال العراق، كنتم القابلة في ولادتها، لم يكونوا يتوقعون أن البرزاني سيطلب أمور أخرى، والآن مخاوفهم الأساسية هي احتمال أن يطالب البرزاني بأماكن أخرى. هل رأيتم، بعد أن حصل البرزاني على القوة يسعى لمد يده إلى كل مكان، لقد تفاجئوا ذعروا. بالطبع، سيطالب البرزاني بـ ديار بكر وسيطالب بأماكن أخرى أيضاً، لستُ أنا من أقول هذا بل هذا ما كان موضوع النقاش.

هناك دعم أمريكي واسرائيلي، سيقومون بتأسيس دولة. أنا كنت أطالب بكردستان ديمقراطية، تعلمون، لقد ناضلت بمرارة ضد هؤلاء في السابق، لكنهم رأوني عائقاً أمامهم وسلموني لتركيا، بعدها زادوا قوةً، سيفرض البرزاني دولة ً قومية لأنه يملك داعمين ويملك جيشاً، وواضح أن أمريكا واسرائيل تدعمهم بشكل كبير. إن حصل التحالف الكردي - الشيعي، ومن ثم التحالف الكردي – العربي، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي والإسرائيلي فإنهم سيقومون بتسليح 50 ألف من أكراد الجبليين دون عرقلة من أحد. فللأكراد علاقات مع إسرائيل وسوريا وإيران، لا تنظروا إلى الوضع الحالي في سوريا، فقسم منهم يدعمون تركيا وقسم آخر يدعمنا، لكن السائد هو الدعم الكردي. وحتى إيران فلن تشتبك بشكل جاد مع الأكراد، الكل له نظرته الخاصة لـ (PKK)، فهناك (PKK) خاصة أمريكا، ولأوربا ايضاً، كذلك لسوريا وإيران، وحتى بالنسبة للطلباني والبرزاني فلهم نظرتهم لـ (PKK)، للكل نظرته الخاصة لـ (PKK)، لكن تركيا لا ترى هذه الأمور، ويلقون باللوم عليّ بسبب ما يجري في شمال العراق، أنتم السبب في هذا الوضع ولستُ أنا.

لا أعتقد أن يحصل أي اشتباك أو تناقض بين كل من الحزب الديمقراطي و الاتحاد الوطني و بين حزب العمال الكردستاني، إنهم يقولون بأنفسهم بأنهم لن يحاربوا (PKK)، لا أظن أن تتمكن تركيا من استخدامهم ضدنا. رغم ذلك، لا أعلم هل سيتفقون فيما بينهم ضد (PKK) لا أعتقد ذلك! وقد تطرقت لذلك في مرافعتي أيضاً، يبدو أنهم لم يعطوا مرافعتي بعد، لقد أرسلوا لي رسالة وأنا اعترضت مرة أخرى، طالبت أن يعطونني مرافعتي ويعطوا نسخة منها لمحاميّّ، لماذا لا يعطونها؟ يُقال أنني أصدرت أوامرً فيها، كيف يمكنني أن أصدر الأوامر من هنا؟ أقول ما يمكن أن يحصل، ولا اصدر الأوامر لأحد، إن مرافعتي قيّمة جداً، ومرافعتي السابقة كذلك، لكن هذه قصيرة وجوهرية أكثر، لقد خلقت المرافعة نقاشات كثيرة ضمنهم.

لا يُرى ذلك، لكن معظم النقاشات موجهة لمرافعتي. إنني أرى ذلك بشكلٍ جيد، لست من الذين يكتبون أموراً فارغة، إن كل النقاشات والإشاعات التي ينشرها هؤلاء هي بهدف التحجيب على مرافعتي. جاءت هيئة عسكرية إلى هنا بعد أن أنهيت كتابة مرافعتي بيوم أو يومين، قاموا بالإطلاع والدراسة، كانوا غاضبين جداً، لم يتحدثوا معي، لكنني فهمت أن ذلك كان على علاقة مع مرافعتي، كان ذلك واضحاً في مواقف مدير السجن، هو الآخر لم يفهم، بعد يوم أو يومين تم نشر توجيه 27 من نيسان، نشر التوجيه في الليلة التي تلت تسليمي لمرافعتي، كان ذلك التوجيه في الأساس ضدنا، وكنا نحن المستهدفين، كان ما ورد في مرافعتي قد خلقت أسباب إصدار ذاك التوجيه، وتسببت المرافعة في نقاشات كثيرة بينهم، لقد غضب الكثير منهم. نعم، إن المرافعة كانت السبب فيما قاله رئيس هيئة الأركان التركي: "أننا سنبيدهم، سننهيهم، سنمحقهم"، وقد قصدوني أنا بـمقولتهم: "من لا يقول (كم سعيدٌ كوني تركياً) فهو عدو)".

لفتُ الأنظار في مرافعتي للمخاطر المحتملة، ترك ذلك تأثيراً إيجابياً على قسم منهم، إنهم ما زالوا يناقشون، ويمكن أن تتطور بعض الأمور الإيجابية بعد الانتخابات.

حين أقول هذه الأمور وأنوه للمخاطر المحتملة، يقول الـ بيشكجي والآخرون وبعض الدول الأوربية " آپو ليس مستقيماً" يقولون بأنني دخلت تحت سيطرة الدولة، لا، الأمر ليس كذلك، إنني فقط أتحرك وفق مسئولياتي، لا ألتقي بأحد وإن التقيت فسألتقي بشكل علني، ولماذا ألتقي سرياً؟ أمارس السياسة علانية دائماً، الشفافية والعلنية هي من مبادئي، إن التقيت بأحد فسأقول ذلك علنياً، يجب مناقشة كل الأمور علنياً. فالسياسة هي المرونة، إن لم تكن مرناً فلن تمارس السياسة، أنا أمارس الفلسفة السياسية، والفلسفة السياسية أمر صعب، يجب أن يعلم الجميع بذلك.

بخصوص الثامن عشر من أيار، قلتُ مسبقاً لو حصل حل ما سأتمكن من القيام ببعض الأمور، ولكن هناك الانتخابات، لا أدري فيما إذا كان سيحصل شيء ما لأجل الحل بعد الانتخابات أم لا؟ هل من الممكن أن يقوم حزب العدالة والتنمية ببعض الأمور لأجل الحل بعد الانتخابات؟ لا أعرف ذلك، أقول ما يلي: إن كنتم تريدون مساهمتي لأجل أحلال السلام يجب أن تتحسن ظروفي، ويجب فتح الطريق أمامي، يجب أن لا يقيّم كل ما أقوله على أنه أوامر، إذا كنت سأتعرض لجزاء الحجرة الانفرادية لأربعة مرات فإنني لن أتمكن من عمل أي شيء. من جهة أخرى فليمتنع الجميع عن اتخاذ القرارات عبر ممارسة السياسة بالاعتماد عليّ، قيّمت الثامن عشر من ايار على أنه وضع إيجابي، إلا أنني لم أحدد تاريخاً، فليتخذوا القرار بأنفسهم فليفعلوا ما يرونه مناسباً، إذا كانوا سيتخذون قرارً صائباً وعقلانياً فليفعلوا ذلك، حينها يجب أن لا يأتيني أحد آملين مني قراراً آخر بوقف إطلاق النار. أساساً أعتقد أنهم لا يشنون هجمات إن لم يتعرضوا لهجومٍ ما، لا أستطيع أن أقول شيئاً الآن، لا أدري إن كان بإمكان الحكومة الجديدة أن تفعل شيئاً، إن لم يقوموا بعمل شيء بعد الانتخابات فإن النتائج ستكون خطيرة أكثر من المتوقع، وحين يقوم بضرب الآخر ويقوم الآخر بضربه، سيتأزم الوضع حينها، سيكون الوضع أسوء من اشتباكات حماس – إسرائيل في فلسطين، قلتً ذلك للهيئة القادمة من أوربا حيث أن الأضرار ستلحق بالأماكن السياحية وما شابهها ولن يبقى هناك سياحة أو أي شيء آخر.

إن الأطروحات الأربعة والمهام الثلاثة التي تطرقتُ إليها مسبقاً لأجل الشرق الأوسط ما زالت سارية المفعول، من جهة أخرى لستُ في وضع يؤهلني لأتحدث فيها أي شيء عن الطلباني والبرزاني.

ما قلته الآن هو جواب للرئيس، أرد عليه بهذا الشكل، لا علاقة لـ - (DTP)- بحزب العمال الكردستاني، وهو ليس امتداداً له، لقد قلتُ مسبقاً هناك بعض الكوادر التي لهم علاقات مع حزب العمال الكردستاني، لكنهم الآن في أوربا، إن (DTP) هو حزب يمارس السياسة في تركيا، يجب أن تتم رؤيته كعضو مساهم في إرساء سبل الحل الديمقراطي في تركيا، هل يمكن ذلك؟ إن كان ذلك ممكناً فسيكون حسناً.

سمعت أنه تم فسخ المجلس (البلدي) وإقصاء رئيس بلدية سور في ديار بكر من وظيفته، هذه هي هجماتهم العامة، يمكنهم تأسيس أربعين معهداً في المنازل وحتى تأسيس مجالس، يمكنهم الاستمرار في أعمالهم والقيام بكل ذلك في الشوارع والحدائق. تحدثتُ مسبقاً عن إمكانية تأسيس مركز ثقافي كبير في ديار بكر، ووجوب قيام كل شخص بما يقع على عاتقه بهذا الصدد، منهم من يشارك بجهده ومنهم باللبنات الأساسية بالحجارة السوداء والبيضاء.

إن مناهضة الانصهار و الانصهار التلقائي الذي تعانيه اللغة الكردية هي من مهام المثقفين، لكن المثقفون الكرد في وضعية البؤساء، اللغة هي العنصر الأساسي في التحول المجتمعي، إنها وسيلة التواصل بين البشر والمجتمعات والثقافات، و سبب وجود الإنسان. لا أعتبر الذين لا يتبنون لغتهم وثقافتهم بشراً، من لا يتبنى لغته وثقافته فلن يقوم بتبني أي شيء آخر، تطوير هذه الأمور هي من الضرورات الإنسانية، من لا يتبنى لغته لن يتبنى إنسانيته، من لا يطور لغته سيبقى ناقصاً ولن يتمكن من بناء علاقات سليمة مع أحد. لقد اتهمت أمي حول هذا الموضوع وأنا في الثامنة من عمري، قلت لها : يا أماه، لِمَ لم تعلميني شيئاً بلغتي؟ إنه كان اتهاماً تاريخياً، لقد استوعبت الموضوع في ذاك العمر، كنت أفكر كثيراً حول هذا الموضوع، ومنذ ذلك التاريخ - منذ أربعين سنة، بدأنا بنضال مرير، ناضلنا بعزم لأن لغتنا وثقافتنا كانت ممنوعة و طورنا الحرب وأوصلناها إلى هذا المستوى لهذا السبب. إن تبني اللغة الكردية هي وظيفة الجميع، هذه المهمة ملقاة على عاتق المثقفين الآخرين جميعاً، هل يقومون بهذه التقييمات جيداً؟ إن هذه التقييمات ليست صعبة أبداً، يجب أن يهتم الحقوقيون أيضاً بهذا الأمر، لماذا لا يفعلون ذلك؟ يمكن تفعيل المادة العاشرة المتعلقة بالعدالة والمساواة في الدستور، إذا كان هناك عدالة يجب أن يقوموا ببعض الأمور، هذا ساري المفعول لأجل البلديات أيضا، يمكن الضغط على الدستور، عليكم ممارسة حقوقكم الدستورية. لا أعتبره إنساناً ذلك الذي لا يتبنى لغته وثقافته، الكل يعيش نقصاً بهذا الصدد.

يستمر العمل لأجل تسميات (Kongra Gel) و المؤتمر الوطني الكردستاني و (Kongra Netewiya Kurdistan) أليس كذلك؟ يجب أن يتم العمل بذلك.

استلمت رسائلً من (ديلك) وبعض الرفاق الآخرين، قرأتُ رسائلهم القديمة مرة أخرى، لا حاجة لذكر أسمائهم فراداً. كلها كانت رسائل جميلة، هناك تقييمات هامة فيها، فليستمروا في الكتابة، ليطوروا أنفسهم، أبلغوا جميعهم سلامي.

أبلغوا تحياتي لـ ديلك كورت وكل المعتقلين و إلى مدني فرحو وكل الأصدقاء وشعبنا في أوربا.

ما هي أخبار (آرام تیگران)،هل يعوزه أي شيء؟ يمكن تلبية حاجاته، بإمكانه إصدار كاسيتات كثيرة، آمل أن يعود إلى منزله وإلى أرض أبيه، أخبروه بذلك، أخبروه أن لأوجلان آمالاً كبيرة، آمل أنه سيعود إلى أرض أجداده بحرية. ما هو وضع برادَر والآخرين، ماذا يعملون، ما أخبار شمدين؟ ماذا يعمل؟ سلامي له أيضاً، سلامي إلى كل الفنانين، أتمنى لهم نتاجات جيدة، فليقوموا بتفعيل فنونهم بشكل جيد.

عدا ذلك أبلغوا سلامي للنساء والشباب في فدراسيون التضامن مع عائلات المعتقلين وإلى كل المعتقلين في السجون. سلامي إلى كل الأصدقاء الذين تربطهم علاقات معنا. يمكن جلب الكتب المتعلقة بالآشوريين، وصلني كتاب (التاريخ الأرمني حتى 1071). يمكن جلب كتاب (ولادة القومية اليونانية). الكتب المرسلة كانت جيدة، يمكن إرسال كتب مشابهة.

أتمنى النصر لـ (DTP)، آمل أن يُنتخبوا، ذلك سيكون حسناً، يفترض أن يتم العمل على دعوى اليونان.


جميل باييك: كارث جميل باييك: كارثة تنتظر تركيا في حال توغلها في الأقليم ومازلنا مستعدين للحوار


حذرّ جميل باييك نائب رئيس اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني تركيا من مغبة التوغل في اراضي جنوب كردستان، قائلاً ان كوراث ستحيق بها في حال تدخلها العسكري في جنوب كردستان.
واضاف باييك في حديث ادلاه لصحيفة الغارديان البريطانية الواسعة الإنتشار ان اي تدخل عسكري تركي داخل اراضي اقليم كردستان سوف يتسبب في الحاق اضرار كبيرة بتركيا ستكون هي وحدها المسؤولة عنها، مبيناً بأن هذا الدخل ان حدث فسوف يمهد الطريق لتدخل عسكري ايراني ايضاً.

واضاف باييك ان قوات الدفاع الشعبي الكردستاني لن تكون المبادرة في الهجوم لكنها تحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس والرد على الحملات العسكرية التركية التي تستهدفها. واستطرد باييك بأن الهدف من وراء التهديدات التركية المستمرة بالتوغل في اراضي جنوب كردستان هو ضرب حكومة الأقليم كهدف اول ومنع الأستفتاء في كركوك كهدف ثاني ومن ثم ضرب مقاتلي حزب العمال الكردستاني كهدف ثالث، مشيراً في الوقت نفسه إلى اصرار الجيش على التدخل في الحياة السياسية ومعاداته لكل تطور ديمقراطي في البلاد، ورغبته الجامحة في توتير الأجواء وابقاء البلاد في حالة نفير مستمر.

وقال باييك بان اهداف الجنرال يشار بويوكانبت تتعدى ضرب حزب العمال الكردستاني إلى القضاء على الهوية الكردية ذاتها، وبويوكانيت بسياسته التصعيدية هذه يحاول اضعاف حكومة حزب العدالة والتنمية في الداخل ونشر الفوضى في اقليم جنوب كردستان في الخارج.وفيما يتعلق بعملية وقف اطلاق النار وفيما اذا كان الجانب الكردي سوف يعلن وقفاً جديداً لإطلاق النار قال جميل باييك نائب رئيس اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني ان الجانب الكردي مايزال متمسكاً بعملية وقف إطلاق النار التي اعلنها في وقت سابق، وانه لاحاجة لإعلان وقف جديد لإطلاق النار.

كما جدد باييك دعوة منظومة المجتمع الكردستاني للدولة التركية بحل القضية الكردية عن طريق الحوار والتفاوض والتخلي عن اسلوب العنف والحسم العسكري الذي تتبعه حيال الكرد. وفي نفس السياق نشرت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية المعروفة ماقاله السياسي الكردي والنائب في مجلس النواب العراقي محمود عثمان حول التهديدات التركية الأخيرة لجنوب كردستان. ونقلت الصحيفة عن عثمان قوله انه لو لم تكن تركيا تضطهد الكرد وتقمعهم بالشكل الذي تفعله الآن لما التجأ حزب العمال الكردستاني الى العراق، مذكراً بان الكرد في شمالي وجنوبي كردستان يتعاطفون مع بعضهم البعض وهذا امر طبيعي.


حديث السيد الرئيس بشار الأسد إلى محطة تلفزيون سكاي نيوز التركية


وفيما يلي نص الحديث..
المذيع..
سيدي الرئيس ..بداية نشكر لكم استقبالكم لنا.. نود أن نبدأ بالعلاقات السورية التركية. إن كانون الأول موعد مهم جداً بالنسبة إلى تركيا بعد استلام حزب العدالة والتنمية الحكم.. 17 كانون الأول كان مهماً جداً بالنسبة إلى تركيا حيث بدأت العلاقات التركية الأوروبية.. بعد هذا التاريخ.. كانت هناك زيارة مهمة لرئيس الوزراء أردوغان إلى سورية..
وكانت هذه الزيارة مهمة جداً بالنسبة إلى السياسة الخارجية لتركيا. ولكن فيما بعد كانت هناك أصابع خفية تحاول أن تعرقل تطور العلاقات السورية التركية فما هو تقييمكم للوضع الذي آلت إليه العلاقات السورية التركية الآن..
السيد الرئيس..
صحيح ما ذكرته ان هناك ضغوطاً.. ليس فقط على تركيا.. وإنما على كل الدول التي تتفهم الموقف السوري سواء في منطقتنا أو في مناطق أخرى.. بعضها أوروبية.. مع ذلك.. لم تتأخر هذه العلاقة في السرعة التي تسير بها منذ عدة سنوات.. أحياناً لا تبدو بعض الأمور في ظاهرها واضحة.. لكن هذه العلاقة بالمضمون.. تسير بشكل مستمر وثابت وباتجاه الصعود.. وهناك قناعة لدى كل المؤسسات في تركيا ولدى كل الشرائح.. وهذا الكلام من دون مبالغة.. بأهمية العلاقة مع سورية أولاً.. ثانياً.. هناك قناعة لدى تركيا ولدى العديد من الدول أيضاً في العالم بعدم عدالة ما يحصل مع سورية الآن وبأن هذه الضغوط لها أهداف سياسية لا علاقة لها بالعناوين التي تطرح..
أستطيع أن أقول ان العلاقة مع تركيا تسير في سائر المجالات.. الاقتصادية والسياسية.. والتنسيق الأمني.. والعلاقات الاجتماعية الطبيعية.. التاريخية أيضاً تتطور وتصبح أكثر رسوخاً مع الوقت..
اسمحوا لنا أن نتوسع أكثر بالموضوع.. على سبيل المثال وزير الخارجية عبد الله غول قام بزيارة مهمة ومفاجئة إلى سورية.. وتركيا يبدو أنها قد تحملت أدواراً جديدة في علاقتها مع إسرائيل.. وهناك تحول جدي في السياسة الخارجية التركية فيما يخص الشرق الأوسط.. في الإطار العام.. السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية قد تكون إيجابية بشكل عام.. على سبيل المثال.. أنا كنت هنا عندما زار رئيس الوزراء أردوغان سورية.. وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات قبل عام.. بالتحديد عندما كنت معه.. ماذا جرى لهذه الاتفاقيات التي وقعت.. هل أحدثت خطوات عملية في العلاقة السورية التركية....
السيد الرئيس..
أنت تقصد تحديداً الجانب الاقتصادي على ما أعتقد.. هناك اتفاقيات في مجالات أخرى.. ولكن الجانب الاقتصادي كان الأوسع.. طبعاً تسير الأمور إلى الأمام.. ربما تكون هناك أحياناً عقبات ترتبط بالآليات البيروقراطية سواء في سورية أو في تركيا.. هذه العقبات تؤخر أحياناً
تطبيق بعض الأشياء.. سورية تقوم الآن بعملية تطوير لكثير من الآليات الموجودة لديها..ومع هذا التطوير تتسارع هذه العلاقات.. لكن هناك لقاءات مستمرة منتظمة بين رجال الأعمال وبين المسؤولين في البلدين.. والقضية قضية وقت.. هذا من جانب.. من جانب آخر لا تنسَ أيضاً أن العلاقات الاقتصادية تتأثر بالظروف السياسية الموجودة في المنطقة.. فتركيا تأثرت بحرب الخليج الأولى التي حصلت في عام 1991 بعد غزو الكويت في نهاية عام 1990 وما تبعها.. وسورية أيضاً تأثرت.. الآن حرب العراق تؤثر بشكل أو بآخر على العلاقات الاقتصادية وعلى الاستثمار في المنطقة..
سؤال..
سيدي الرئيس.. قبل عام تحديداً في هذه المدينة.. كانت هناك صور شاعرية وعاطفية قوية معكم ومع رئيس الوزراء أردوغان والسيدة أسماء والسيدة أمينة.. ألا تعتقدون أن هناك تغيرا في موقف أردوغان.. ألستم غاضبين من التغيير الذي تشهده سياسات أردوغان....
السيد الرئيس..
الحقيقة.. أن ما يهمني هو ما يتعلق بسورية.. لا أستطيع تقويم الجوانب الأخرى بالنسبة للسياسة التركية.. السياسة التركية منذ عدة سنوات اتجهت باتجاه الانفتاح على دول الجوار تحديداً وبشكل كبير..وهذا شيء.. بالنسبة لسورية.. كما قلت قبل قليل.. لم نشعر بأي تغيير في المضمون.. بالعكس..
أنت تحدثت عن زيارة وزير الخارجية إلى سورية منذ أسابيع قليلة.. وأتى وزير الخارجية في أصعب مرحلة كانت تمر بها سورية.. وهي قبل انتهاء مهلة ذهاب الضباط السوريين للتحقيق في فيينا.. كانت الزيارة قبل يوم أو يومين تقريباً.. وكانت بهذا الهدف.. وأتت بطرح جريء جداً وهو تقديم موقع في غازي عنتاب لكي يتم فيه التحقيق.. لم تقم أية دولة أخرى بتقديم مثل هذا الطرح التركي.. أي مثل هذا الطرح الجريء.... فنحن نقدر هذا الشيء ولا أعتقد بأن تغيراً في العلاقات بين سورية وتركيا كان يمكن أن يؤدي إلى مثل هذا المقترح التركي..
سؤال..
ما هي الخطوات التي حدثت عملياً في هذا الموضوع الذي قلتم عنه.. في موضوع الاقتراح التركي.. علماً أننا سنتطرق إلى موضوع ميليس فيما بعد...
السيد الرئيس..
كانت هناك نقطتان.. الأولى.. ما يتعلق بمكان التحقيق.. الثانية.. ما كان يتعلق بالقاعدة القانونية لهذا التحقيق.. كان هناك مقترح سوري أن يتم التحقيق في موقع للأمم المتحدة داخل سورية موجود حالياً.. أو في الجامعة العربية.. لم يكن هناك اتفاق حول المكان بشكل نهائي..
طبعاً.. لم نكن نرفض فيينا.. أو موقع الأمم المتحدة في فيينا.. لكن كنا نعطي أولويات.. فكان الطرح التركي أن يكون البديل هو غازي عنتاب مع تقديم تركيا الضمانات القانونية المطلوبة من قبل سورية.. فإذاً.. الطرح التركي كان يغطي الجانبين المطلوبين بالنسبة لسورية.. طبعاً تم لاحقاً تحقيق هذه الأشياء في فيينا.. لأن المقترح التركي رفض بكل الأحوال من قبل لجنة التحقيق.. لكن كمبدأ.. كان الطرح التركي جريئاً ويتوافق مع مصلحة سورية ومع الأشياء التي كنا نطلبها..
سؤال..
ولكن لم يقبل هذا الطرح التركي...
السيد الرئيس..
لم يقبل من قِبل لجنة التحقيق.. أما سورية فقد وافقت عليه واعتبرته طرحاً جيداً جداً..
سؤال..
والآن ننتقل إلى موضوع تقرير ميليس.. وهذا اللقاء هو الأول بعد تقرير ميليس الثاني.. كيف تقيمون تقرير ميليس.. ما الذي سينتهي إليه هذا التقرير...
السيد الرئيس..
طبعاً لدينا ملاحظات على التقرير الأول والتقرير الثاني.. ربما الاستنتاجات .. التقرير هو عبارة عن سرد للقاءات مع أشخاص.. شهود حقيقيين وشهود مزورين.. أي كلا الحالتين.. ولكن التقرير في النهاية يقول انه لم ينته.. الأخطر من التقرير.. هو أن يبنى قرارا مجلس الأمن على تقريرين كلاهما غير منتهيين.. كيف يبنى قرار مجلس الأمن على مثل هذا التقرير..هنا الخطورة الأكبر.. أي بقرارات مجلس الأمن.. أو بآلية صدور هذه القرارات وليس بالتقرير بحد ذاته.. بما أنه لم ينته.. فعلينا أن ننتظر حتى ينتهي التحقيق لكي نحكم عليه.. مع وجود بعض الملاحظات التي تحدثنا عنها..
سؤال..
بشكل ملموس.. ما الذي تنتظرونه من نهاية هذا التقرير.. فيما يتعلق بالشهود.. هناك الكثير من الملاحظات على الشهود.. ولكن في نفس الوقت الاغتيالات مازالت مستمرة.. سمير قصير.. جبران تويني.. اغتيلا بنفس الأسلوب الذي اغتيل به الرئيس الحريري.. الرأي العام العالمي.. كل الناس.. توجه أصابع الاتهام إلى سورية.. ألا تعتقدون أن هذا ضغط دولي عليكم...
السيد الرئيس..
نعم.. الحقيقة أن القضية سياسية بشكل واضح لا علاقة لها بالعمل الإجرامي الذي يحصل في لبنان.. ما ننتظره من التقرير هو أن يكون تقريراً احترافياً.. هذا يعني أن يصل بالنتيجة النهائية إلى من هو الفاعل لجريمة الرئيس الحريري.. طبعاً.. التقرير لا علاقة له بالجرائم.. التحقيق لا علاقة له بالجرائم الأخرى.. ربما الآن يوسع بهذا الاتجاه.. بكل الأحوال.. كل هذه الجرائم متشابهة كما قلت.. وكمبدأ نرفضها جميعاً..
بالنسبة لنا في سورية.. ولأننا مطمئنون بشكل كامل الآن لبراءة سورية خاصة بعد التحقيقات التي حصلت.. نعتقد بأن وصول هذا التقرير للنتيجة النهائية سيبرىء سورية.. في حال كان تقريراً موضوعياً وبعيداً عن الضغوط السياسية.. أما الاتهامات تجاه سورية.. طبعاً كما قلت قبل قليل.. نحن نرفض هذه الاتهامات وندين هذه الجرائم.. لكن لو وضعنا المبادىء جانباً وتحدثنا عن الوقائع والحقائق على الأرض.. فعلينا أن نفكر أولاً.. هل لسورية مصلحة في أية عملية اغتيال من التي حصلت.. لا توجد لدينا أية مصلحة مباشرة.. بالعكس.. نحن دائماً نخسر من مثل هذه العمليات.. فمن يتهم سورية علينا أن نسأله سؤالا ً بسيطاً.. أين ربحت سورية.. وعلى أي أساس اتهمت سورية.. هم يتهمون سورية على أساس وحيد.. أن هذا الشخص كان متفقاً مع سورية أو هو ضد سورية.. هذا لا يعني شيئاً.. هؤلاء الأشخاص بعضهم ضد سورية ويهاجم سورية.. والبعض يشتم سورية منذ أكثر من 25 عاماً..
لماذا اليوم تقوم سورية بهذا العمل... هذا كلام غير منطقي ولا يمكن تبريره.. فكما قلت.. القضية قضية سياسية بامتياز.
سؤال..
سيدي الرئيس.. مع ذلك هناك الكثير من التحاليل فيما يخص قضية ميليس.. ما يسمى الكوادر القديمة الموجودة في سورية.. منها عبد الحليم خدام.. غازي كنعان.. قالت بعض المقالات ان آصف شوكت وشقيقكم ماهر كنتم قد التقيتم في جلسة خاصة وناقشتم موضوع اغتيال الحريري.. البعض يقول انكم اختلفتم في هذا الموضوع.. على سبيل المثال خدام لم يعد مسؤولاً في سورية بعد مؤتمر حزب البعث.. غازي كنعان انتحر.. فما هو ردكم على مثل هذه النظريات...
السيد الرئيس..
كل هذه النظريات إعلامية.. يعني أنه لا توجد حتى الآن أية معطيات واضحة في عملية الاغتيال.. فيمكن أن يحللوا بالطريقة التي يشاؤون.. ولكن أيضاً نسألهم سؤالاً.. كيف عرفوا بأسرار هذه اللقاءات بين شخصين أو ثلاثة... كيف يعرفون... الآن على سبيل المثال.. يطرحون لوائح اغتيال.. نقول من أين أتت هذه اللوائح.. هناك أشياء أحياناً.. لنقل أنها مسلية أو مضحكة.. لكن لا يمكن أن نعتمد عليها.. أيضاً جزء من هذا الكلام هو في إطار الضغط السياسي على سورية..
رفيق الحريري كان صديقاً لسورية.. كان متعاوناً مع سورية حتى اللحظة الأخيرة.. وكانت له تصريحات معلنة بهذا الاتجاه.. وهم يتهمون سورية بأنها هددته في موضوع التجديد للرئيس اللبناني إميل لحود.. لكن هو استجاب لهذا الطلب السوري.. هذا يعني أنه لا يوجد موقف لرفيق الحريري ضد سورية لكي نقول بأنه اختلف معها.. هذا مثال على آلية تفسير البعض لما يحصل عن سوء نية أو عن حسن نية.. لكن كل ما يقال هو عبارة إما عن إشاعات أو قصص مفبركة ومحضرة بشكل مسبق لإدانة سورية..
سؤال..
هذا يعني أن كل هذه الأمور.. يمكن تفسيرها بإطار نظرية التآمر.. والبعض يحاول أن يخلق لسورية الكثير من المشاكل.. من هنا نود أن ننتقل إلى الموضوع الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط الكبير.. البعض يقول ان هناك أمام الرئيس بشار الأسد خيارين.. الأول أن يستنكر اغتيال الحريري ويسلم من له علاقة باغتياله.. إن كان هناك فعلاً من له علاقة.. وبذلك يتخلص من كل الاتهامات الموجهة إليه.. الخيار الآخر.. أن يرفض كل ما يقال له بهذا الموضوع وينغلق داخلياً.. فأي الخيارين هو المهم بالنسبة لكم...
السيد الرئيس..
أنا أعلنت بشكل واضح سابقاً.. الخيار الأول بأنه إذا كان هناك شخص سوري متورط في أية عملية إجرامية من هذه العمليات.. سوف يحاكم.. هذا كما قلت في أحد اللقاءات يعتبر خيانة في القانون السوري.. فهذا الموضوع ليس قابلاً للنقاش بالنسبة لنا.. لكن هذا الخيار بحاجة إلى أرضية قانونية وأرضية موضوعية.. بمعنى آخر.. أن يبنى على أدلة.. لا يمكن أن يبنى على مزاجات سياسية لبعض الدول أو لبعض المسؤولين في هذه الدول.. يجب أن يبنى على أدلة واضحة.. وهذا ما كنت أتحدث عنه بالنسبة للتقرير.. من مهام التقرير أن يأتي بهذه الأدلة لشخص سوري أو لشخص آخر في أي مكان في العالم.. ولكن موقفنا في سورية واضح.
سؤال..
الآن نسأل عن موضوع الشرق الأوسط الكبير.. أمريكا تحاول أن ترتب أمور المنطقة من جديد.. تركيا كانت سريعة في فهم استراتيجيات الولايات المتحدة الخاصة بالشرق الأوسط.. وبدأت تتعامل مع هذه المعطيات الجديدة.. كيف تتعامل سورية مع هذه المعطيات ومع المشروع الأمريكي...
السيد الرئيس..
لا أعرف ماذا يقصدون بالشرق الأوسط الكبير أو الصغير.. لكن ما يهمنا في الموضوع هو.. هل تتعارض أية طروحات مع مصالحنا أم لا... طبعاً أنا عندما أنتقد مصطلحاً.. أنتقده لأنه يأتينا من الخارج.. نحن في الشرق الأوسط..
نحن من يجب أن يحدد التسميات.. إن أردنا أن نسمي أنفسنا شرق أوسط كبيرا أم صغيرا أم وسطا.. فنحن المعنيون.. لكن كما قلت.. المهم المضمون الذي يجب ألا يتناقض مع مصالحنا.. مع علاقاتنا الطبيعية التاريخية.. مع ثقافتنا.. لأن الثقافة.. وهي تراكم لتاريخ.. عندما تمس فإنها تؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على استقرار المنطقة.. فلا نستطيع أن نفصل الثقافة عن المجالات الأخرى.. لكن أنا لا أعتقد.. بمعزل عن نية من يطرح هذه المصطلحات.. لا أعتقد بأن أحداً.. خارج منطقتنا.. قادر على فهم مصالحنا أكثر منا.. فيجب أن يكون الطرح منطلقاً من هذه الدول.. بمعنى اننا.. مع احترامنا لرأي الآخرين.. لا نستطيع أن نجعل مراكز الأبحاث تحدد لنا مستقبلنا.. تاريخنا يحدد المستقبل.. مصالحنا وعلاقاتنا المباشرة كدول تعيش في هذه المنطقة..
سؤال..
إلى جانب ذلك.. هناك في سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد جدول أعمال مهم.. هناك خطوات سريعة ومهمة على طريق الإصلاح الديمقراطي في سورية.. والجميع يرى ذلك.. ولكن هناك قوى تحاول أن تعرقل هذه الإصلاحات على الرغم من كل المساعي الشخصية التي تبذلونها...
السيد الرئيس..
أنتم مررتم بتجارب مماثلة في تركيا.. وكانت هناك مسيرة عمرها عقود ومرت بمراحل كانت فيها إخفاقات.. وهذا طبيعي.. فأية عملية تحرك للأمام على مستوى دولة كبيرة فيها الملايين أو عشرات الملايين لابد أن تكون هناك آراء مختلفة وفهم مختلف وأداء مختلف لدى المقتنعين بالعملية.. فمن الطبيعي في البداية أن يكون هناك تناقض وتعثر بين كل هذه القوى إلى أن تصل الدولة والمجتمع إلى مفهوم موحد لعملية التطوير.. وهذا الشيء بحاجة إلى وقت وبحاجة إلى حوار مكثف وبحاجة للاستفادة من الإخفاقات التي تحصل.. فهذا الشيء طبيعي.. لكن أن نقول بان التطوير يجب أن يكون سريعاً.. هذا مستحيل.. لأن هذا الشيء مرتبط بإمكانيات البلد..الإمكانيات المادية والإمكانيات البشرية.. ومرتبط بالظروف السياسية التي تعيشها المنطقة والتي تعيشها سورية تحديداً.. على سبيل المثال.. نحن الآن نحاصر في كل شيء.. في التقنيات.. حتى الشركات التي يمكن أن تساعد في عملية التطوير تمنع من المجيء إلى سورية.. حتى عملية التطوير.. ربما نسمع من بعض المسؤولين الأجانب بأنهم حريصون على التطوير في سورية لكن في الواقع ما يحصل هو العكس.. فعلينا أن نرى كل هذه الأمور بشكل موضوعي وعندها نرى أن العملية ربما تسير ولكن ليست سريعة كما قلت لهذه الأسباب.. لكن المهم أن نبقى نسير باتجاه الأمام.. بمعنى واضح ربما يكون هناك بطء.. لكن لا يوجد توقف لهذه العملية.
سؤال..
والآن لننتقل إلى الاحتلال الأمريكي للعراق.. الاحتلال الأمريكي واجه مقاومة شديدة وبالمقابل أمريكا تتهم سورية بدعم المقاومة العراقية وأنتم قلتم للجميع ان الحدود مفتوحة.. وأنا شخصياً زرت الحدود السورية/التركية ورأيت التدابير التي اتخذتها سورية على الحدود مع العراق.. ولكن هناك من يقول ان واشنطن وقعت اتفاقاً مع دمشق لملاحقة المتسللين داخل سورية بعمق20 كم.. هل هذا صحيح...
السيد الرئيس..
هذا الموضوع طرح علينا في عام 2004 في شهر أيلول من خلال وفد أمريكي أتى إلى سورية.. ونحن قلنا انه لا يوجد لدينا مانع أن يكون هناك اتفاق سوري عراقي وأمريكي لمراقبة الحدود.. لكنهم ذهبوا ولم يعودوا.. وحاولنا متابعة هذا الموضوع لاحقاً.. فلم نر أية استجابة.. فغير صحيح أنه تم التوقيع.. طلبنا منهم أن يقولوا ما هي التفاصيل المطلوبة على الحدود.. لم يأتنا أي رد على الإطلاق.. لنا مصلحة في سورية بضبط عملية الحدود بمعزل عن المطالب الأمريكية وهي معاناة قديمة بالنسبة للحدود السورية/العراقية لكن كما تعرف من خلال الحدود السورية التركية لا يمكن ضبط الحدود بشكل كامل مئة بالمئة.. من جانب آخر.. لا يمكن ضبطها من جانب واحد.. كما قلت.. سورية اتخذت تدابير لكن لو نظرنا إلى الجانب الآخر من الحدود العراقية.. فلا يوجد أي تدبير لا عراقي ولا أمريكي.. ما جعل الحدود السورية التركية مضبوطة إلى الحد الأقصى وهي حدود أطول بكثير من الحدود مع العراق ومعقدة أكثر من النواحي السكانية ومن النواحي الجغرافية.. مع ذلك.. هي مضبوطة بشكل جيد بسبب التعاون السوري التركي..فمن دون تعاون لا يمكن أن يحصل هذا الشيء.. أعتقد بأن هناك بعض المجموعات في الإدارة الأمريكية لا تريد أن يكون هناك تعاون سوري لكي تبقى تقول بان سورية لا تتعاون.. هذه اللعبة
أصبحت واضحة بالنسبة لنا لأنهم لم يطلبوا شيئاً من هذه الأشياء كما قلت لأنها تتوافق مع مصالحنا.. وقلنا لا بالعكس نحن متحمسون لمثل هذا التعاون لكنهم يطرحون الفكرة ويتوقعون منا أن نقول لا.. وعندما نقول نعم هم يهربون منها..
سؤال..
إذاً ماذا ستفعلون.. وبصراحة أريد أن أفهم هذا الموضوع.. أنتم بنية صادقة تريدون أن تحلوا هذه المشاكل وفق موازين القوى الموجودة في المنطقة وتسعون لتطوير العلاقات مع تركيا.. أنتم وكرئيس جمهورية.. ماذا ستفعلون في هذه الظروف...
السيد الرئيس..
أولاً.. سنحافظ على مصالحنا.. سنبقى متمسكين بهذه المصالح وبالمبادئء.. القضية ليست قضية قصيرة المدى لأنه ربما تكون هناك مخاطر وضغوطات وثمن ندفعه لفترة قصيرة..علينا أن ندفع ثمناً ما دمنا نحافظ على استقلاليتنا.. لا نتنازل عن هذه الاستقلالية.. في الوقت نفسه.. ليس كل شيء سلبياً.. لا أستطيع أن أقول ان ما طرحته في سؤالك هو لوحة سوداء.. لا.. فيها الأبيض وفيها الأسود.. كما قلت في البداية عن العلاقة مع تركيا هي جانب أبيض.. ودول الجوار هامة في هذا الموضوع.. بالنسبة للعلاقة مع الشعب العراقي.. الشعب العراقي يتفهم موقف سورية ويعرف تماماً أن سورية لا علاقة لها بتهريب الإرهابيين الذين يتحدثون عنهم.. هم يأتون غالباً من دول أخرى ولكن الاتهام يأتي إلى سورية.. هذه نقطة إيجابية ثانية.. هناك المزيد من التفهم لموقف سورية خلال الأشهر الأخيرة على مستوى العالم وخاصة هذا الشهر تحديداً بعد صدور التقرير الأول والثاني بالنسبة لموضوع لبنان.. فإذاً الصورة أفضل بكثير من قبل.. ولا يمكن للألاعيب السياسية عندما تكون مبنية على أشياء خاطئة وهمية أن تستمر.. تبقى مؤقتة.. فنحن ننظر إلى البعيد.. العلاقة معكم ومع دول الجوار هي علاقة ستستمر لمئات السنين.. فعلينا أن ننظر بهذه الطريقة قبل أن نرى بعض الألاعيب السياسية.. لذلك أنا لست قلقاً كثيراً من هذه الظروف الصعبة.. ليست سهلة.. لكنها بكل تأكيد ستمر وستكون النتيجة لمصلحتنا..
سؤال..
هناك انتخابات عراقية شارك فيها 70 بالمئة من الشعب العراقي بما فيهم السنة.. ما هو مستقبل العراق برأيكم بعد الانتخابات...
السيد الرئيس..
هذا يعتمد على الدستور وعلى ما يطرح بالنسبة لموضوع الفيدرالية.. نحن نعتبر جوهر الموضوع هو وحدة العراق.. جوهر المستقبل.. جوهر مستقبل المنطقة ليس فقط العراق.. نحن وأنتم وبقية الدول وربما دول بعيدة يعتمد مستقبلها واستقرارها على مستقبل العراق.. هذا الدستور يجب أن يحظى بإجماع جميع أو معظم العراقيين لكي يؤدي إلى وحدة العراق.. أي دستور يحصل حوله خلاف سيؤدي للانقسام الموجود الآن كنتيجة للحرب على العراق.. وبالتالي استمرار هذا الانقسام سيكون هو الأرضية التي تبنى عليها أية حرب أهلية مستقبلية أو أي تقسيم للعراق.. بمعزل عن أي حرب أهلية مفترضة.. ونحن طبعاً لا نتمنى أن نرى هذا الشيء.. لذلك من الضروري جداً أن نقف مع الشعب العراقي بعيداً عن الطروحات السياسية التي تطرح هنا وهناك لأهداف أخرى..
يجب أن ينطلق تعاملنا كدول جوار من مصلحة ومن رغبات الشعب العراقي الذي يؤكد على موضوع وحدة العراق.. هكذا نرى مستقبل العراق.. كل شيء آخر هو ثانوي.
سؤال ..
إلى جانب ذلك تركيا لأول مرة منذ 30/40 عاماً يبدو أنها بدأت تعيد النظر في سياساتها الخاصة بالعراق.. فالفيدرالية الكردية في شمال العراق أقرت في الدستور.. وتركيا تحاول أن تغير سياساتها بالاعتراف بهذا الواقع المفروض في شمال العراق.. كيف تقيمون الموقف التركي في شمال العراق...
السيد الرئيس..
ستكون هناك الآن مؤسسات منتخبة جديدة وربما تقر دستوراً مختلفاً قبل أن نفترض بأن كل شيء أصبح نهائياً لأن كثيراً من العراقيين الذين نلتقي بهم غير راضين عن هذا الموضوع.. وكما قلت هذا الشيء مقلق وعلينا أن نفهم جميعاً وعلى العراقيين بمختلف شرائحهم أن يفهموا أن أي شيء دائم يجب أن يحظى بالإجماع.. النقطة الثانية ما يتعلق بالفيدرالية.. لكي لا نضع أنفسنا مكان العراقيين ونحدد ما هو الصح وما هو الخطأ.. فعلى الأقل نقول ان هناك أشكالاً مختلفة من الفيدراليات وما ينجح في دولة لا ينجح في دولة أخرى.. لكن ما نراه بالنسبة للعراق.. أية فدرالية مبنية على أساس طائفي أو عرقي.. هي التي ستؤدي إلى تقسيم العراق أو إلى التهيئة أو إشعال فتنة بين العراقيين.. فإن كان هناك ضرورة أو حاجة أو رغبة للفيدرالية في العراق يجب أن تكون مبنية على أساس وطني وليس على أي أساس آخر.. هذا الموضوع بحاجة لكثير من النقاشات بين العراقيين.. لا أستطيع أنا أن أحدد ما هو الشكل الأفضل للفيدرالية.. لكن بكل تأكيد هناك إجماع في العراق من قبل معظم القوى التي نلتقي بها ولدى دول الجوار بأن الفيدرالية على أساس عرقي وطائفي هي خطيرة وتؤثر على العراق وعلى دول الجوار بشكل مباشر ..وفي هذه الحالة تصبح قضية تعنينا ولا تعني فقط العراقيين.
سؤال..
هذا الموضوع مطروح للنقاش في تركيا بشكل جدي لأننا عندنا مشكلة كردية في تركيا.. وهناك مشكلة كردية أعتقد في سورية.. على سبيل المثال أولئك الذين لا يملكون حق المواطنة والقاسم المشترك بالنسبة لتركيا فيما يخص المشكلة الكردية هو حزب العمال الكردستاني التركي.. تركيا تحاول أن تجد حلولاً ديمقراطية من خلال تصريحات رئيس الوزراء أردوغان لحل المشكلة الكردية ديمقراطياً وسياسياً.. هل هناك تغيير أيضاً في المفهوم السوري لحل المشكلة الكردية داخل سورية على سبيل المثال...
السيد الرئيس..
هناك شيء ثابت هو أولاً أن الأكراد جزء أساسي من النسيج الاجتماعي في منطقتنا وليس جزءاً مصطنعاً.. يجب أن نضع هذا الموضوع بعين الاعتبار.. ولكن علينا أن نفصل العمليات الإرهابية أو الأحزاب المتطرفة عن المشكلة الكردية.. الإرهاب يجب ألا يرتبط بمشكلة شريحة معينة في أي مجتمع من المجتمعات.. النقطة الثانية بالنسبة لنا في سورية أن المشكلة الكردية هي مشكلة تقنية لها علاقة بإحصاء حصل في عام 1962 ولم يكن هذا الإحصاء دقيقاً من الناحية التقنية.. ولم تكن هناك مشكلة سياسية ولو كانت هناك مشكلة سياسية تجاه الموضوع الكردي لما حصل الإحصاء في الأساس.. لذلك بالنسبة لنا في سورية نقوم بحل هذه المشكلة أيضاً تقنياً لأنه لا توجد أية موانع سياسية.. لكن كل شيء نفكر به هو أن هذا الموضوع يرتكز على القاعدة الوطنية وعلى تاريخ سورية الذي لم يتغير في الماضي منذ الاستقلال ولن يتغير في المستقبل.
سؤال..
سوف نتطرق لموضوع إسرائيل.. كنتم على وشك التوقيع على اتفاقية مع إسرائيل عام 2... أعتقد سورية لم تكن متشجعة آنذاك لمثل هذا.. والآن تركيا تحاول الوساطة بين سورية وإسرائيل.. هل هناك احتمالات لحل الخلاف مع إسرائيل...
السيد الرئيس..
هذا الموضوع له عدة أطراف.. أولاً الإسرائيليون سواء الحكومة أو الشعب.. لا نرى الآن اهتماماً من قبل الحكومة الإسرائيلية ولا ميلاً شعبياً إسرائيلياً لعملية السلام بشكل جدي.. ربما بسبب الظروف التي مرت خلال السنوات الماضية.. طبعاً هذه الظروف ليست مبرراً لكي يبتعدوا عن السلام..
الجانب الثاني.. هو سورية.. أو الأطراف الأخرى العربية المعنية بعملية السلام كالفلسطينيين واللبنانيين.. ولا أعتقد بأن هذه الرغبة تغيرت على الأقل بالنسبة لنا في سورية.. موضوع السلام مازال قائماً على أساس قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن..
الجانب الثالث.. هو الولايات المتحدة.. منذ أتت الإدارة الأمريكية الحالية.. لم تبدِ أية رغبة حقيقية في السلام وخاصة على المسار السوري.. فإذا كان الطرف الأمريكي والطرف الإسرائيلي غير مهتمين بعملية السلام.. فلا نستطيع أن نتوقع أن يكون هناك أي تحرك جدي قريب.. بنفس الوقت تركيا حاولت أن تلعب دوراً إيجابياً في هذا الموضوع.. خاصة خلال زيارتي لتركيا.. وكان هذا من أوائل المواضيع التي طرحها الرئيس أحمد نجدت سيزر معي.. وقلت له في ذلك الوقت اننا نثق بتركيا فهي متفهمة لموقفنا ودائماً موقف تركيا عادل من قضية السلام ومن القضية العربية بشكل عام.. الموضوع الفلسطيني موضوع الأراضي السورية المحتلة أي الجولان.. فتستطيعون أن تتحركوا.. ونحن ندعم أي دور تركي في هذا الموضوع..
كان هناك في الواقع رفض إسرائيلي لأي دور لأنه لم تكن هناك رغبة في عملية السلام.. كما قلت الموقف السوري لم يتغير.
سؤال..
اسمحوا لي أيضاً أن أسأل سؤالاً عن إيران.. فلإيران دور مهم في المنطقة خاصة بعد الدور الإيراني في العراق.. تصريحات أحمدي نجاد الخاصة بإسرائيل.. كيف تقيمون الموقف الإيراني في العراق أو تصريحات السيد أحمدي نجاد...
السيد الرئيس..
لا أريد أن آخذ جزءاً من الصورة.. دعنا نأخذ الصورة كاملة لكي تكون الرؤية أيضاً موضوعية.. من يهدد دائماً ومنذ عقود هو إسرائيل.. هي تهدد سورية وتهدد العرب بشكل عام وتهدد إيران.. وهي التي قصفت في يوم من الأيام المفاعل النووي العراقي في عام 1981 اي أنها هي دائماً البادئة في الاعتداء الفعلي وفي التهديد.. أي شيء تسمعه في منطقتنا تجاه إسرائيل هو رد فعل على ما تقوم به إسرائيل وعلى ما تقوله إسرائيل.. فإذاً علينا أن نهتم بالفعل لكي نفهم رد الفعل سواء ما صرح في إيران أو ما يصرح في أي مكان آخر في منطقتنا..
بالنسبة للموضوع الآخر النووي .. إيران لها الحق بحسب المواثيق الدولية أن تمتلك الطاقة النووية لأغراض سلمية وهي تقول هذا الشيء بالسر وبالعلن أن هدفها هو الطاقة النووية السلمية وليس العسكرية.. لكن المبرر الذي نسمعه من بعض المسؤولين الأجانب هو أنهم يخشون من امتلاك إيران للطاقة النووية العسكرية.. لنفترض أن هذا الكلام صحيح.. ماذا عن الأسلحة النووية الإسرائيلية.. علماً أنه يقال بانها بمئات القنابل النووية.. إذا كنا قلقين فعلينا أن نقلق من إسرائيل أولاً لأنها الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي في الشرق الأوسط.. من جانب آخر.. موقف سورية دائماً هو مع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وقمنا في عام 2003 بتقديم مقترح لمجلس الأمن عندما كنا عضواً مؤقتاً في المجلس.. قمنا بتقديم مقترح لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. ورفض هذا المشروع من الولايات المتحدة أولاً.. فإذا كانوا قلقين من وجود أسلحة الدمار الشامل.. فليتفضلوا وليوافقوا على المقترح السوري الموجود في مجلس الأمن.. أو أن نبقى نتعامل مع المنطقة بمعايير مزدوجة.. وربما أكثر من مزدوجة.. هناك عشرات المعايير لديهم كما أعتقد.. فهذا الكلام لن يؤدي إلى نتيجة.
سؤال..
لننظر إلى الصورة بشكل عام..على سبيل المثال ما يسمى بخماسية شنغهاي روسيا الصين.. هناك مساع لتكتلات جديدة.. في أمريكا اللاتينية هناك حكومات ورؤساء جدد ضد أمريكا.. كيف تنظرون لهذه التغيرات الإقليمية.. وكيف تنظر سورية لهذه التغييرات...
السيد الرئيس..
طبعاً أي تكتل على مستوى العالم أراه بشكل إيجابي.. لا نراه بشكل سلبي.. خاصة الدول الصغرى تنظر بشكل إيجابي أكثر من غيرها لهذه التكتلات.. ونعتقد بأن العالم عبر التاريخ عاش دائماً على توازن القوى.. قوتين أو أكثر.. أعتقد للمرة الأولى.. بحسب التاريخ الذي نعرفه.. توجد قوة وحيدة.. لاشك أن الدول الكبرى شعرت بهذا الخطر.. نحن شعرنا بهذا الخطر مبكراً.. ودفعنا ثمنه أيضاً سريعاً.. فأعتقد بأن هذه التكتلات هي رد فعل طبيعي على استفراد قوة وحيدة بكل قرارات العالم.. وربما ليس فقط بالقرارات.. ربما أحياناً بمحاولة السيطرة على الموارد المادية المختلفة.. فأنا أنظر إليها نظرة إيجابية وأعتقد بأنها طبيعية..
سؤال..
هل تفكر سورية بالاقتراب من هذه التكتلات باتفاقيات ثنائية أو جماعية.. والقيام بخطوات عملية للتقارب مع هذه التكتلات...
السيد الرئيس..
طبيعي.. لا نستطيع أن نعيش معزولين عن العالم.. لابد أن نكون جزءاً من هذه الحركة وهذه الديناميكية الإيجابية على مستوى العالم.. أنتم الآن تسعون لأن تكونوا جزءاً من أوروبا بالرغم من أن تركيا قطعت خطوات كبيرة في التطوير خلال العقود الماضية في المجالات المختلفة.. مع ذلك لكم مصلحة أن تكونوا جزءاً من هذه التكتلات الكبرى.. سورية أيضاً في نفس الاتجاه ولكن بشراكة مع أوروبا وليس أن نكون جزءاً من الاتحاد الأوروبي.. و لكن الشراكة هي أيضاً مسعى في هذا الاتجاه.. هناك سوق عربية مشتركة.. هناك تكتلات أخرى في آسيا تحصل ولابد أن نكون جزءاً منها.
سؤال..
أود أن أسأل عن منظمة المؤتمر الإسلامي.. تركيا تولي هذه المنظمة اهتماماً كبيراً وتحاول أن تحول هذه المنظمة بديلاً أو منافساً للأمم المتحدة.. أنا أعرف مستشاراً للسيد رئيس الوزراء البروفسور أحمد تودغلو.. هناك مساع من تركيا للحصول على دعم عربي وإسلامي في هذه المنظمة...
السيد الرئيس..
أنا لا أراها بديلاً للأمم المتحدة ولا منافساً.. أراها متكاملة مع الأمم المتحدة.. لكن عندما تتحول الأمم المتحدة إلى أداة بيد بعض الدول الكبرى ولا تعود الأمم المتحدة بميثاقها الذي يسعى إلى تحقيق السلام والعدل وغيرها من المفاهيم الموجودة في الميثاق.. فعندها تصبح هذه المنظمات وهذه التكتلات بديلاً للأمم المتحدة.. لكن بكل الأحوال بمعزل عن دور الأمم المتحدة لابد من أن نركز على منظمة المؤتمر الإسلامي.. فهي مهمة جداً خاصة أننا الآن لم نعد في هذا الزمن بصراع سياسي أو اقتصادي..أصبح السياسي والاقتصادي يترافق مع حرب ثقافية وحرب تأخذ توجهاً واضحاً صارخاً باتجاه الإسلام.. هناك محاولة لتشويه كل الدول الإسلامية.. تشويه ثقافتها وحضارتها على أساس أن كل مسلم متطرف وكل مسلم إرهابي وهكذا.. وأعتقد بأن تركيا وسورية لهما دور مهم جداً في توضيح صورة الإسلام المعتدل والحقيقي.. من هنا أرى أن منظمة المؤتمر الإسلامي مهمة في كل هذه المجالات..
سؤال..
الكثير من الأتراك يريدون أن يعرفوا الكثير عن بشار الأسد .. أود أن نحصل على المزيد.. ماذا يفعل بشار الأسد...
السيد الرئيس..
في العمل أم في أوقات الفراغ....
سؤال..
قصدت أوقات الفراغ.. ماذا تفعلون مع عائلتكم.. أنتم دكتور على سبيل المثال...
السيد الرئيس..
طبعاً.. مع العائلة هناك الحياة العائلية الطبيعية التي يعيشها أي إنسان مع أولاده ومع زوجته.. ولكن بالإضافة لها من هواياتي الأساسية الرياضة..
أنا رياضي منتظم.. وأيضاً أمارس هواية التصوير وربما يكون لها علاقة باختصاصي في طب العيون.. أعتقد بحسب ما سمعت منك بأن هذه هواية مشتركة.. أنت محترف تصوير.. أنا هاوٍ.
سؤال..
فيما يخص التصوير.. هل انتقلتم إلى الأجهزة الديجيتال.. أم مازلتم في الأجهزة القديمة...
السيد الرئيس..
نعم.. نعم.. أنا انتقلت منذ حوالي ثلاث سنوات للديجيتال بشكل كامل..
سؤال..
على سبيل المثال.. كونك مصوراً محترفاً أيضاً.. هل تخرجون إلى الشوارع للتصوير..
السيد الرئيس..
الآن أصبح هذا صعباً.. أصبح الموضوع منحصراً بالعائلة وبالبورتريهات مع الأولاد والعائلة أو الزوجة..
سؤال..
الكثير من الأتراك.. أو بعضهم.. يتهمون سورية أن هناك عائلة علوية تحكم سورية.. ولكن بالمقابل نحن نعرف أن زوجتكم سنية.. هل لهذا الاختيار معنى بالنسبة إلى بشار الأسد...
السيد الرئيس..
لا.. ما يحكم سورية هو الحالة الوطنية.. ولو كانت سورية ستحكم بالمنطق الطائفي أو العرقي لما وجدت سورية كما هي الآن.. وهذا شيء تاريخي.. وعلى كل الأحوال تستطيع أن تقيم هذا الموضوع أكثر من خلال الشعب السوري.. هو الذي يعطيك نظرة أكثر موضوعية حول هذه الطروحات.. ولكن هذه الطروحات مرفوضة لدينا في سورية..
سؤال..
أخيراً.. اسمحوا لي سيدي الرئيس.. الآن نقترب من عام 2006 هل تودون أن تقولوا شيئاً للشعب التركي.. لأننا كنا نتوقع أنكم ستزورون تركيا فلم تأتوا إلى تركيا.. فهل هناك موعد معلن أو قريب لزيارة تركيا.. ماذا تريدون أن تقولوا للشعب التركي.
السيد الرئيس..
بالنسبة للزيارة.. أولاً كنت قد دعيت من قبل الرئيس أحمد نجدت سيزر ومن قبل الرئيس أردوغان لزيارة تركيا في الصيف الماضي.. وكنا بصدد تحديد الموعد حوالي شهر آب.. ولكن الظروف التي مرت بها سورية دفعتني لتأجيل كل الزيارات في ذلك الوقت.. الآن لابد من زيارة تركيا.. طبعاً في بداية العام المقبل تلبية لهاتين الدعوتين.. وهما دعوة واحدة طبعاً باسم تركيا..
بالنهاية.. أشكرك على زيارتك إلى سورية.. وأقول لكم ولمحطتكم وللشعب التركي.. كل عام وأنتم بخير بمناسبة السنة الجديدة التي نتمنى أن تعود بالخير على كل المواطنين الأتراك..
أريد أن أؤكد.. كما أكدت سابقاً.. تقديرنا الكبير لتركيا حكومة وشعباً على مواقفها المختلفة خاصة في هذه الظروف.. وربما نقدر قبلاً.. قبلاً
بالمعنى الزمني.. موقف تركيا من الحرب على العراق.. عندما رفض البرلمان التركي باسم الشعب التركي أن يكون أو أن تكون الأراضي التركية هي المنطلق للحرب على العراق.. وهذا الموقف ثبت تركيا وثبت العلاقات التركية والدور التركي في المنطقة.. أعتقد.. من وجهة نظري.. لعقود للمستقبل.. الآن يسجل الشعب التركي مع حكومته نفس المواقف بالنسبة لسورية مؤخراً.
أيضاً لا ننسى بأن الشعب التركي بعد عقود من محاولات فصله عن ثقافته من بعض القوى الغربية.. كما حصل مع سورية.. يثبت بأنه شعب أصيل في هذه المنطقة.. نستطيع نحن وأنتم.. أي كشعب تركي.. أن نحدد مستقبل هذه المنطقة عندما نتعاون.. بمعزل عن القوى الأخرى الخارجية أو بالتعاون معها إن أرادت أن تستمع أو أن تلتزم بمصالحنا.. فأحييكم مرة أخرى.. وأحيي كل الشعب التركي والحكومة..
المذيع..
سيدي الرئيس بشار الأسد.. شكراً جزيلاً لكم..
السيد الرئيس..
شكراً لكم.. أهلاً وسهلاً بك


تركيا وخيارات المواجهة مع حزب العمال الكردستاني


-

يظهر التصعيد العسكري والسياسي المتواصل الآن على طرفي الحدود العراقية التركية قلقا وهما متزايدين لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ربما لم يكن موجودا لدى أي من الحكومات السابقة.

فما بين إبقاء نزعة التحدي لحزب العمال الكردستاني للأمن القومي التركي ورغبة الإجهاز على قواعده ومرتكزاته بضربة عسكرية حاسمة تتأرجح خيارات الحكومة التركية وربما تتعقد في ظل ضغوط داخلية وعوائق إقليمية ودولية لم يعد بالإمكان تغافل تأثيرها على مستقبلها السياسي.

كوابح التصعيد التركي
لا شك أن من يتطلع إلى لغة التهديد والوعيد التي يطلقها الساسة والعسكريون الأتراك ضد عناصر حزب العمال وقيادات الأحزاب الكردية في العراق يدرك أن الأيام المقبلة ستكشف عن عمل عسكري ساحق ستقوم به حكومة أردوغان ضد قواعد الحزب في شمال العراق يعينها على دخول الانتخابات التشريعية المقبلة بثقل كبير.

إلا أن المتفحص لواقع السياسة التركية يدرك أن تبني هكذا خيار لم يعد أمرا متاحا وستترتب عليه عواقب وخيمة ليس لتكلفته العسكرية بل لمتغيرات داخلية وخارجية أخذت تضغط على القرار التركي لعل أبرزها:

1- التطور الذي طرأ على أساليب القتال لحركات التمرد والمقاومة المسلحة، التي بدأت بتبني أساليب متطورة في التدريب على حروب الشوارع والجبال ما يصعب على الجيوش التقليدية متابعتها والمطاولة معها.

وهكذا فبالنسبة لجيش تقليدي كبير الحجم كالجيش التركي يصعب عليه تشتيت جهده في حرب استنزافية لملاحقة مجموعات صغيرة من مقاتلي حزب العمال قادرة على المناورة والاختباء في الكهوف والجبال الوعرة وإعادة الكرة في أوقات أخرى، وتظهر الورطة الأميركية مع فصائل المقاومة العراقية وتطوير الأخيرة لأساليب ووسائل قتالية جديدة في مواجهة الآلة العسكرية الكبيرة للجيش الأميركي صعوبة إحراز نصر عسكري على مجاميع عسكرية صغيرة تتبنى باستمرار أسلوب الكر والفر في مواجهاتها العسكرية.

لا شك أن أي هجوم عسكري على قواعد حزب العمال سيستغرق وقتا أطول مما يحسب له، وهو ما يدخل الاقتصاد التركي في استنزاف متواصل يقضي على كل مؤشرات النمو التي حققتها حكومة العدالة والتنمية في سنوات حكمها الماضية.

فبفضل أسلوب الحكم الرشيد الذي تم تبنيه في مكافحة الفساد المالي وتوفير فرص العمل ورفع مستوى المعيشة للطبقات الفقيرة والانفتاح على الخارج لجلب الاستثمارات الخارجية حقق الاقتصاد التركي قفزات كبيرة وخرج من أزماته السابقة في المديونية والبطالة وغيرها، من هنا فإن أي مغامرة عسكرية غير محسومة النتائج ستعود بالاقتصاد التركي إلى حافة الإفلاس والانهيار.

3- إن أي هجوم عسكري على قواعد حزب العمال سيوجه ضربة قاصمة للعلاقات الأميركية التركية المتوترة أصلا على خلفية رفض حكومة العدالة والتنمية المشاركة في حملة الاحتلال الأميركي للعراق، إذ إنه سيقوض الجهود الأميركية لتثبيت حكومة نوري المالكي الضعيفة أصلا ويوجه ضربة مؤثرة لأهم حلفاء أميركا في العراق من الأحزاب الكردية التي ما فتئت الولايات المتحدة تقدم لها كل أسباب المساندة لضمان بقائهم في العملية السياسية التي تحرص إدارة الرئيس بوش على ديمومتها في العراق.

4- سيثير أي عمل عسكري مشاعر الاستياء الدولي والأوروبي حيال حكومة أردوغان الإسلامية، ويرفع من تعاطف الشارع الأوروبي مع قضية حزب العمال.

فمن المعلوم أن تحسين سجل تركيا في ميدان حقوق الإنسان، لا سيما للجماعات المهمشة كالأكراد، بات من أهم اشتراطات الأوروبيين حيال انضمام تركيا إلى منظومتهم السياسية والاقتصادية.

رؤية جديدة للتعامل مع الأكراد
اظهر أداء حكومة العدالة والتنمية في التعامل مع الملف الكردي تصورا مختلفا عن سابقاتها، فهو أداء مازج بين القوة والسياسة أو بتعبير أدق بين البندقية وغصن الزيتون.

ففي الوقت الذي لم تتخلف فيه حكومة أردوغان عن توظيف قوتها العسكرية لقمع التمرد الكردي الذي عاود نشاطه بعد العام 2003، لم تتردد كذلك في الإعلان وبتحد صارخ للمؤسسة العسكرية عن عزمها اتخاذ إصلاحات سياسية واقتصادية لحل المشكلات التي تعترض سبيل الوحدة الوطنية التركية، وأهمها مشكلة الهوية والاندماج للجماعات المتمردة وفي مقدمتها الأكراد.

وعلى أثر هذا التوجه قام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في يونيو/ حزيران 2006 بأول زيارة لمناطق جنوب شرق الأناضول، حيث اطلع على أهم مشكلات المجتمع الكردي المتعلقة بالمنع الثقافي والحرمان الاقتصادي وارتفاع البطالة والفقر.

ومن هناك أعلن أردوغان وبشكل صريح عن وجود مشكلة كردية وأخطاء ارتكبت بحلها وأكد الحاجة لحل سياسي حقيقي، ورغم أن تصريحاته تلك لقيت معارضة قوية من التيار القومي المتشدد والمؤسسة العسكرية التي اعتبرتها تشجيعا للتطرف والتمرد الكردي، مضت الحكومة بتوجس ببعض الإجراءات التي تؤشر على تفضيلها للحلول السلمية على العسكرية.

ومن أهم هذه الاجراءات السماح لأول فضائية كردية ببث برامجها لعدة ساعات يوميا، فضلا عن سماحها لجامعة إسطنبول بعقد أول مؤتمر عالمي دعيت له أبرز الشخصيات الفكرية لبحث مستقبل المسألة الكردية، وهو تطور ما كان ليحصل لولا رغبة الحكومة التركية في تهيئة الأجواء السياسية والمناخات الفكرية لقبول حلول سلمية للمسألة الكردية في السنوات المقبلة.


ولعل أهم المؤشرات التي يمكن استشفافها من التوجه التركي الجدي

أولا: انتهاء التصور الأمني والعسكري للمسألة الكردية المتمثل بوجود مجموعة إرهابية وخارجة عن القانون يمثلها حزب العمال تسعى إلى زعزعة استقرار وأمن الدولة التركية.

إذ إن تعزيز الحقوق الثقافية الكردية والاعتراف بوجود أخطاء سياسية ارتكبت سابقا والقبول بمنهج التفاوض مع طرف ثالث هم أكراد العراق لإيجاد آليات سلمية لحل إشكالية حزب العمال سيلغي عسكرة المسألة الكردية ويؤسس لتوجه واقعي جديد ليس أقله احتمالية الاعتراف بحقوق الشعب الكردي في إطار الدولة التركية، كما هو حاصل مع أكراد العراق.

ثانيا: وارتباطا بذلك فإن أي اعتراف تركي بتلك الحقوق يعني إعلانا صريحا بموت المفهوم الكمالي للدولة التركية الذي ينطلق من مفهوم أحادية العرق أساسا للدولة القومية.

فحكومة أردوغان بدأت بالاقتراب التدريجي من الفهم الواقعي لمفهوم الأمة أو الدولة القومية الذي لم يعد في عصر العولمة مستندا إلى وحدة العرق أو القومية أو الدين وإنما إلى قوة الانتماء إلى الدولة بين أفرادها بما يعنيه من تعزيز للآليات السياسية التي تقوي من مفهوم الولاء والمواطنة للدولة عند جميع الأتراك وبغض النظر عن تمايزاتهم القومية واختلافاتهم الدينية.

ثالثا: سيكون لتجربة أكراد العراق أثر مهم في انفتاح الحكومة التركية حيال أكرادها، إذ إن واقع القوة والنفوذ الذي أخذت تتمتع به قيادات الأحزاب الكردية في المشهد السياسي العراقي سيكون له إسقاط واضح في تصاعد مطالب أكراد تركيا للحصول على الحد الأدنى من حقوق أقرانهم العراقيين.

وقد أثبت التصعيد الأخير للعنف على الحدود العراقية التركية حجم التأثير الذي أخذت تمارسه القيادات الكردية العراقية في دعم مطالب حزب العمال السياسية، ما حدا بالحكومة التركية إلى الإعلان وللمرة الثانية عن رغبتها في إجراء مفاوضات مباشرة مع حكومة إقليم كردستان لوضع حد لمشكلة التمرد المنطلق من أراضي الإقليم ضد أمنها القومي.

إن تلك ولا شك مؤشرات مهمة على أن الحكومة التركية هي أميل إلى الحل السلمي منها إلى استخدام العصا العسكرية التي بينت السنوات السابقة فشلها في قلع الشعور القومي الكردي، وهي مؤشرات قد يكون لها وقع ومصداقية عالية نظرا لحجم التأييد الذي أخذت تحرزه حكومة العدالة في الشارع التركي بسبب إنجازاتها الاقتصادية وواقعيتها السياسية.

ارتباك أميركي مقصود


لعل أكثر ما يثير الاستغراب في المواجهة المحتدمة بين تركيا والأكراد هو الجمود في الموقف الأميركي من الأزمة الراهنة، والاكتفاء بالتصريحات الداعية إلى ضبط النفس وعدم اللجوء للخيار العسكري، وهو موقف لا يرتقي إلى حجم العلاقة الإستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة بتركيا ولا بأهمية النظرة التي تخص بها الإدارة الأميركية حكومة العدالة والتنمية باعتبارها نموذجا متميزا للإسلام السياسي المعتدل الذي يمكن تقديمه لدول الشرق الأوسط بديلا عما تسميه بالإسلام المتطرف.

فرغم أن حزب العمال الكردستاني لازال يصنف وفقا للأجندة الأميركية بأنه حزب إرهابي ومع أن القوات الأميركية قد وعدت أكثر من مرة بأنها ستعالج مشكلة وجود مقاتلي الحزب في شمال العراق وتغلق مقراتهم وتمنع نشاطاتهم المسلحة في جنوب شرق تركيا غير أنها لم تتخذ أي إجراءات فاعلة بهذا الشأن.


بل إنها غضت الطرف عن نشاطات الحزب التي تصاعدت في الآونة الأخيرة ضد الجيش التركي وسمحت للقيادات الكردية العراقية أ

فضلا عن ضمان ابتعاد دول الجوار عن الانغماس بتفجير الوضع في العراق وزيادة الورطة الأميركية هناك فمن الواضح أن لتركيا استحقاقات سياسية كبيرة في العراق ومخاوف ومآخذ واضحة على سوء إدارة الحرب هناك، ولازالت الإدارة الأميركية حسب الرؤية التركية تتجاهل كل تلك المخاوف وتتعامل مع تركيا بطريقة متعالية بل ربما ثأرية تستحضر من خلالها الإحجام التركي عن المشاركة في حرب احتلال العراق عام 2003.

وعموما فمهما يكن حجم الحشود العسكرية وقوة التصريحات التي يطلقها الساسة والعسكريون الأتراك حيال أزمة حزب العمال فإننا نعتقد أن وراءها مقاصد ورسائل سياسية بالدرجة الأولى تهدف أنقرة إيصالها إلى أطراف الأزمة الآخرين.

وفي مقدمة هذه الأطراف القيادات الكردية العراقية، ومفادها أن الحكومة التركية التي قبلت وعلى مضض وتحت ضغوط أميركية واضحة بنمو واستمرار التجربة الكردية في شمال العراق فإنها لن تسمح باستنساخ تلك التجربة في أراضيها، وهي مستعدة لتبني كل الخيارات اللازمة لمنع هذا الأمر.

ونعتقد من تطورات الأزمة الراهنة أن رسائل التهدئة والدعوة إلى الحوار التي بدأت تطلقها القيادات الكردية ومن خلفها الحكومة العراقية هي دليل مؤكد على فهم جلي لمضامين الرسالة التركية، ولكننا لا ندرك إن كانت العبرة بالفهم أم


المتحدث الرسمي بأسم قوات البيشمركة ينفي وجود اي نشاط عسكري لعنصر حزب العمال الكوردستاني داخل اراضي كوردستان العراق


أكد اللواء جبار ياور المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة لقوات حرس كوردستان في تصريح أدلى به إن مشكلة حزب العمال الكوردستاني مشكلة سياسية داخلية على تركيا أن تحلها عن طريق الحوار السياسي ضمن الأطر الديمقراطية.

ونفى الياور وجودج اي نشاط عسكري لحزب العمال الكوردستاني داخل اراضي كوردستان ، مؤكداً في الوقت نفسه عدم وجود أية علاقة سياسية أو غيرها بين الأحزاب الكوردية في كوردستان وبين العمال الكوردستاني.


وحول الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى تركيا قال الياور " الحكومة العراقية ليس بيدها شيء تقدمه لتركيا ما عدا بعض الدعم السياسي، وقد تتعهد لتركيا بعدم تقديم أي مساعدة لحزب العمال الكوردستاني، فيما عدا ذلك لا نعتقد أنها قادرة على تقديم حلول للمشكلة الى تركيا".

المصدر الاخباري : موقع حكومة اقليم كوردستان


رئيس كوردستان : اي تعديل دستوري يمس مصالح وحقوق كوردستان مرفوض تماماً


قال رئيس كوردستان سيادة الرئيس مسعود بارزاني ان اجراء تعديلات على المادة 140 من الدستور أمر محال .

وأكد الرئيس بارزاني ان اي تعديل دستوري قد يجرى على بنود الدستور العراقي ويضر بالمصالح الكوردية مرفوض اطلاقاً .

وقال الرئيس بارزاني مخاطباً مسؤولين ووجهاء من محافظة دهوك خلال زيارته الحالية الى المحافظة " ان اي تعديل دستوري يمسح مصالح وحقوق كوردستان سيرفض تماماً ، مشيراً ان تعديل المادة 140 الدستورية محال ايضاً " .

وفيما يخص العمليات الارهابية التي يتعرض لها بعض الكورد في مدن الموصل وكركوك وباقي مناطق العراق الاخرى اشار سيادته " ان الكورد لن يتحولوا الى طرف في الصراع السائد في العراق، وقد حاولنا الجمع بين تلك الاطراف ولكن الامر الذي يؤلمنا كثيراً هو قتل الكورد على الهوية الذي يجب وضع نهاية له وإلا فإننا سنقوم باتباع نهج آخر " .

مشدداً ان كوردستان لن تسمح بتعرض اي كوردي للخطر من قبل الجماعات الارهابية الاجرامية .

واضاف سيادته ان حكومة كوردستان تدعم الحكومة العراقية الحالية وتساند وقفتها بوجه الارهاب والارهابيين .

وتطرق سيادت الى الوضع الداخلي في كوردستان قائلاً " ان العمل من أجل جيل جديد كردستان على اسس التقدم التكنولوجي والافضلية للبيشمركة والهدف هو حماية الحدود في كردستان وليس الاحزاب " .


واضاف " بأنه لايجوز تخصيص 72 في المئة من موازنة كوردستان لدفع الرواتب وعلينا ان نعلم شعبنا كيف يؤمن أسباب المعيشة لاسرته وان تدار الحكومة وفق الدستور والقوانين وان يؤدي رئيس الوحدة الادارية مهماته بصورة صحيحة، ولا يجوز للمسؤولين الحزبيين التدخل في شؤون الحكومة، ويجب ان يكون الدين والمذهب حراً، والفساد هو احد المواضيع التي يجب إيجاد الحل الأنسب لها" .


المصدر الاخباري : موقع حكومة اقليم كوردستان


بارزاني يحذر من استمرار قتل الأكراد في 3 محافظات


حذر رئيس إقليم كردستان العراق من إستمرار عمليات القتل التي يتعرض لها الأكراد على الهوية في محافظات كركوك والموصل وديالى، وقال إن ذلك سيدفع الأكراد لإتخاذ اجراءات مضادة... فيما اكد قائد عسكري أميركي، أن 60 % من مناطق العاصمة العراقية هي الآن خارج سيطرة القوات الأمنية، بينما عثر اليوم على جثة مدير تحرير جريدة "الصباح" الرسمية بعد ثلاثة أيام من اختطافه في بغداد.
وأكد بارزاني أن الأكراد يتعرضون في بعض مناطق العراق لعمليات قتل متعمدة على الهوية، وقال إن مواطنين أكرادًا يستشهدون يوميًا في الموصل وكركوك وجلولاء وخانقين، وقد وصلت هذه القضية إلى مستوى لا يمكن قبولها. وشدد على أن الأكراد لن يتحولوا إلى طرف في الصراع السائد في العراق، وقال: "لقد حاولنا الجمع بين تلك الأطراف، ولكن الأمر الذي يؤلمنا كثيرًا هو قتل الأكراد على الهوية الذي يجب وضع نهاية له، وإلا فأننا سنقوم بإتباع نهج آخر". وهذه المناطق تعيش فيها مكونات عرقية مختلفة وقسم منها يتبع إقليم كردستان، لكن سلطات النظام السابق اقتطعتها منه وضمتها إلى محافظات مجاورة في إطار ضرب طموحات الأكراد في الحصول على حقوقهم. وتشير تحذيرات بارزاني هذه إلى خطورة استهداف الأكراد الذي قد يضيف إلى النزاع الطائفي الذي يعصف بالعراق نزاعًا آخر عرقيًا هذه المرة مما سيزيد من الأوضاع خطورة.
واليوم الأحد، أعلنت مصادر امنية وطبية مقتل اثنين من جهاز الأمن الكردي (آشايس) وإصابة أربعة اشخاص بجروج في انفجار سيارة مفخخة قرب أحد مقرات الإتحاد الوطني الكردستاني في كركوك.
واكد النقيب شرزاد محمود من شرطة كركوك مقتل اثنين من قوات الامن الكردي واصابة اربعة اشخاص في انفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة قرب مقر الاتحاد في الحي العسكري شرق كركوك.
وتعرضت مقار الاحزاب الكردية في مناطق شمالية مجاورة لإقليم كردستان لتفجيرات، اودت بالعشرات في الآونة الأخيرة في اطار صراع عرقي على مايبدو يؤججه نزاع حول مصير كركوك التي يسكنها اكراد وتركمان وعرب.
وفي ما يتعلق بتعديل الدستور العراقي الجديد، أكد بارزاني في لقاء مع قيادات كردية وادارية في محافظة دهوك شمال بغداد ونقلتها وسائل اعلام كردية اليوم رفض اي تعديل يصب ضد مصالح شعب كردستان، وقال إن إجراء تعديل على المادة (140) المتعلقة بتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك (255 كلم شمال بغداد) امر غير مقبول ومرفوض تمامًا. واشار الى ان الاكراد شكلوا دومًا دورًا ايجابيًا في التقريب بين الأطراف الأخرى، وقد دعموا الشرعية والحكومة الحالية.
وحول خطط قيادات سياسية تأسيس جبهة معارضة قال بارزاني: "ان الجبهة التي عقد اجتماع حولها في القاهرة وحضرها عدد من الخونة، نحن ضد ذلك التوجه. ولن يكون هناك موقع لأمثال هؤلاء الخونة في اي جبهة عراقية ونحن مع الصداقة مع جميع دول الجوار بشكل يخدم مصالح الجميع". وكانت القيادات الكردية دانت محاولات تشكيل هذه الجبهة التي تشارك فيها شخصيات كردية تعاونت مع نظام الرئيس السابق صدام حسين. وأضاف أن ما حدث في القاهرة مؤامرة يتم تنفيذها ضد الشعب الكردستاني واضاف "اننا نستطيع بوحدة الصف افشال تلك المؤتمرات لذا فانني اقول ان مستقبل هذا الشعب بين ايديكم اذا ما كنتم متصالحين فانه سيتحقق".
وعن شؤون اقليم كردستان اكد رئيس الاقليم خلال اجتماعه مع محافظ ومجلس محافظة دهوك ورؤساء الوحدات الادارية في المحافظة بحضور عدد من اعضاء المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة برزاني على رفض تدخل المسؤولين الحزبيين في شؤون حكومة الاقليم مشيرا الى عدم قبول
تخوف المواطنين من المسؤولين.
وفي ما يتعلق بقوات البيشمركة الكردية قال بارزاني إن هناك خططًا لتشكيل جيل جديد مسؤول في اقليم كردستان على أسس من التقدم التكنولوجي، وستكون الافضلية فيه للبيشمركة، والهدف هو لحماية الحدود في اقليم كردستان وليس الأحزاب. وأوضح أن اللجنة المشتركة من الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني كطرفين للحركة التحررية الكردستانية ستقوم بدراسة موضوع الإصلاح وتقديم المقترحات للحكومة حول آلية تنفيذها.
ودعا بارزاني أعضاء وكوادر الحزبين الكرديين الرئيسين الى حماية روح التضامن والتصالح بينهم، وقال: "اذا ما اردنا حماية المقدسات وزيادة الانجازات يجب التعامل بالروحية عينها والا فاننا سنخسر كما كان الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في الطليعة في تقديم الشهداء يجب أن يكونا في الطليعة في بناء مجتمع متقدم".

60 % من مناطق بغداد خارج سيطرة القوات الأمنية
تسيطر قوات الأمن على أربعين في المئة فقط من بغداد بعد خمسة أشهر من بدء حملة "فرض القانون" الامنية الواسعة والرامية إلى تهدئة العنف الطائفي الذي يعصف بالعاصمة ، فيما بدأت القوات الأميركية عملية عسكرية جديدة ضد اثنين من معاقل تنظيم القاعدة جنوبي بغداد.
وقال قائد القوات البرية الاميركية الجنرال ريموند أوديرنو إن الطريق ما زال طويلاً لبسط الهيمنة والاستيلاء على المدينة من المليشيات الطائفية وتنظيم القاعدة، ونوه قائلاً: "40 في المئة فقط من المدينة آمن للغاية و30 في المئة منها خارج السيطرة، فيما تعاني الثلاثين في المئة المتبقية من عنف طاحن". وأوضح قائلاً إن القوات الأميركية بدأت حملة عسكرية جديدة، في وقت متأخر الجمعة، ولأول مرة منذ ثلاث سنوات، في منطقتي "عرب الجبور" و"سلمان بك"، حيث يُصنع تنظيم القاعدة السيارات المفخخة ويشن من هناك هجمات صاروخية على القواعد الأميركية والضواحي الشيعية.
وذكر قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس خلال مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في بغداد امس أن الحملة الأمنية ستخضع منطقة القاعدة الإستراتيجية تحت سيطرة قواته.
وأضاف قائد القوات البرية الأميركية في تصريح نقلته قناة "سي ان ان" الاميركية قائلاً: "حوالى 30 في المئة من المدينة مازال بحاجة للعمل، مثل "الدورة" والمناطق المحيطة بها، تلك مناطق نعتقد أنها بؤر عنف طائفي شيعي- سني ساخنة حيث تمكنت القاعدة من إيجاد موطئ قدم".
وعلى صعيد نفسه، نقلت القناة عن مصدرين عراقيين مطلعين قولها إن المحادثات بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الدفاع الأميركي امس اتسمت بالصعوبة وإن المالكي أبدى معارضة قوية للسياسة الأميركية الجديدة بتسليح المليشيات السنية لمواجهة تنظيم القاعدة.
وكشفا أن غيتس شدد على المالكي بضرورة إكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتشريعية التي تطالب بها الإدارة الأميركية، بحلول شهر ايلول (سبتمبر) المقبل حيث من المقرر أن يرفع وزير الدفاع تقريرًا إلى الكونغرس بشأن التقدم المحرز في العراق.
التطورات الامنية والعثور على جثة صحافي مختطف
اكد مصدر صحافي عراقي العثور اليوم على جثة مدير تحرير صحيفة "الصباح" الرسمية فليح وداي بعد ثلاثة ايام من قيام مسلحين مجهولين من اختطافه في منطقة الحبيبية في العاصمة...
ومن جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية قتل ارهابي واعتقال 27 اخرين بينهم 5 من قادة تنظيم التوحيد والجهاد، وذلك إثر انزال جوي فجر اليوم في حي الدورة جنوب بغداد.
كما قالت قيادة عمليات بغداد، إن قوات الامن العراقية تمكنت خلال الـ 72 ساعة الماضية من قتل 12 مسلحًا وإلقاء القبض على 41 آخر واعتقال 48 من المشتبه فيهم في انحاء متفرقة من بغداد وذلك في اطار خطة أمن بغداد لفرض القانون التي شرعت الحكومة العراقية بتنفيذها منتصف شهر شباط (فبراير) الماضي.
وأوضح بيان للقيادة اليوم أن قوات الامن تمكنت ايضًا من تحرير مختطفين اثنين من ايدي خاطفيهم احدهم في حي الرشيد جنوبي بغداد والآخر في حي الاعظمية شمالي بغداد. وأضاف انه تم ابطال مفعول 28 عبوة ناسفة وضبط أربع سيارات مدنية لا تحمل اوراقًا ثبوتية ومصادرة اعداد كبيرة من الاسلحة والاعتدة في انحاء متفرقة من بغداد.
وعن خسائر قوات الأمن العراقية خلال الـ 72 ساعة الماضية، اوضح البيان ان 18 فردًا أصيبوا بجراح بينهم ضابط واحد في احدى المهام القتالية.