
هل يجوز أن نقول : (( يحق للجيش العراقي والبيشمركة ان تجتاح سوريا التي تأوي معسكرات الارهابيين من شتى بقاع العالم )) ..؟؟!
وهل يجوز أن نقول : (( يحق لحزب العمال الكردستاني أن يشن عمليات هجومية ضد السوريين في دمشق واللاذقية لأن الأسد يحرض الاتراك على الحرب ضد العمال الكردستاني وإقليم كردستان العراق ))
أنا كعربي أسأل أين تصريحات الأسد ضد اسرائيل عندما دخلت الطائرات الإسرائيلية عقر داره؟ هل كان في نومه العميق مع جيشه يتحلم بتحرير الجولان؟ عرب أبطال ضد الأقليات لكنهم جبناء أمام من انتهك أراضيهم، هل يحق لسوريا أن تتخذ كل تلك المناورات والأساليب الغبية لأجل الدفاع عن ديمومة السلطة فقط تحت أي ثمن متناسية في الوقت نفسه ما سيؤول اليه مصير الشعب السوري لاسيما وأن التجربة العراقية هي أقرب ما يكون إليها ومتاخمة لها تماماً ؟ حيث أن سوريا على دراية تامة بمصير شعب أية دولة سال لها اللعاب الأمريكي دون أن تتخذ تلك الدولة الأساليب العقلانية والمناورات االغبية لدفع الخطر الأمريكي قبل وقوعه , لأن أسمى غاية يجب أن تحققها الدولة هي الحفاظ على شعبها ودرء المخاطر الخارجية عنه بدلاً من العنجهية الفارغة كالتي مارسها صدام حسين إبان حكمه , فكان حاله يتفق مع المثل القائل " الطبل يعلو صوته وهو من الداخل أجوف " !! وهذا الكلام موجه إلى سوريا الآن , فعلى القيادة السورية أن تدرء الخطر الأمريكي عن الشعب السوري قبل الوقوع في الهاوية وقبل أن يصل بها الحال إلى أن تتمنى وضعاً يكون أيسره الإذعان لمطالب أمريكية قاسية.
البعث السوري والاسلام السياسي المتخلف لا يريد لاي بلد ان ينعم بحريته وسيادة وطنه ولا يريدون لشعوب هذا المنطقة الاستقرار والامان. وما يفعلانه ( محور الشر البعث السوري – والإسلام المتطرف ) على الساحة العراقية الا اكبر دليل على حقدهم وشرهم المزمن للشعب العراقي فتراهما يقومان بإرسال الأسلحة والانتحاريين الارهابين والقتلة لقتل الشعب العراقي بذريعة مساعدة العراقيين ضد الاحتلال الأمريكي.
النقطة الأهم في كل ما يحصل من تطورات سياسية في الأيام الأخيرة هو هوية حزب العمال الكردستاني الشرق أوسطية البحتة والتي لا غبار عليها بتاتاً ، حيث أنني أقول بكل ثقة بأن أفكار حزب العمال الكردستاني وعبد الله أوجلان هي من أكثر الأفكار السياسية والفلسفية شرفاً واستقلاليةً في المنطقة ، يتجنب هذا التنظيم الدخول في علاقات مع الغرب وخاصة أمريكا ويصرّ على عدم التحول إلى أرضية لنمو النزعات القومية والعنصرية المتطرفة ، إنني كمراقب لأوضاعه وملم بتطوراته لم ألمس لهذا الحزب أي علاقات مع أمريكا ولا مع أكراد العراق بل على العكس فإن حزب العمال الكردستاني منظمة ممنوعة بالنسبة لإقليم شمال العراق ( كردستان العراق )، أعتبره ظلماً وضع حزب العمال الكردستاني في كفة أكراد العراق في الوقت الذي يفصل فيه مسافة كبيرة وهاوية عميقة بين حزب العمال الكردستاني والحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق كما أن العمال الكردستاني ما زال هدفاً لأخطر مؤامرة سرية من قبل أمريكا بدأت في 1998 وتستمر حتى الآن رغم أن أمريكا تعجز عن تحقيق أية نتيجة في إلقاء ضربة لهذا التنظيم.
أنا كعربي أعتبر حزب العمال الكردستاني خير الاكراد الذين سيتفق العرب معهم ويبنوا معاً كياناً ديمقراطياً حيث أن أفكار عبد الله أوجلان الذي يقبله كل أعضاء التنظيم رئيساً للحزب بعيدة عن الرؤية القومية العنصرية التي ترى الحق للأكراد على حساب القوميات الأخرى بالإضافة لذلك فإن الأكراد في تركيا وسوريا وإيران وقلة في العراق بالإضافة لملايين المهاجرين في الدول الغربية أقرب إلى الاشتراكية الإنسانية حيث نراهم كل يوم يصرخون ويهتفون في شوارع أوربا ودول المنطقة بأخوة الشعوب والسلام وبناء منظومة ديمقراطية تميل إلى الوطنية ( وليس القومية العنصرية ) والإنسانية والتقاليد الثقافية وبناء الذات الإنسانية .
إذا كانت تركيا قادرة على تهديد كردستان العراق برغم الحماية العسكرية الأميركية المفترضة، فهي قادرة على فعل ما هو أكثر في حال انتهاء الحضور الأميركي المباشر والمؤثر لذا من الخطورة للمصلحة الكردية في شمال العراق أن يفكر أكراد العراق في أن يتحولوا إلى عصا تركيا ضد حزب العمال ، هذا عدا عن قابلية العمال الكردستاني على خوض حرب عصابات ضد أي مهاجم في الجبال الوعرة وفي المدن التي يتكاثف فيها مؤيدي العمال الكردستاني، وتاريخ العمال الكردستاني غني عن التعريف في حربه الذي دام أكثر من عشر سنوات مع أكراد العراق ومع تركيا والآن مع الدولة الإيرانية ، بالنسبة لأمريكا فهي تعي وتدرك خطر هذا التنظيم إن اتخذته عدواً مباشراً ، واشنطن التي تتابع العمال الكردستاني عن قرب وعن بعد تدرك أن العمال الكردستاني المتواجد بقوة في تركيا وإيران وسوريا والعراق يستطيع زعزعة أمن القوات الأمريكية في العراق وربما الوصول إلى قلب واشنطن ، حينها لن يكون الضحايا من المدنيين العراقيين ولا الأمريكيين.
المصادر:
1- إيديولوجيات القرن العشرين ( مركز البحث الفلسفي – جامعات قبرص )
2- حزب العمال الكردستان ثورة اليسار في الشرق الأوسط ( علي غوار )
3- أوجلان : جمهورية في زنزانة ( علي الغوار )
4- مواجهات إقليمية ( روبينس وليام )
5- منطلق التحديات الجديدة التي يواجهها الغرب ( مركز الدراسات الاستراتيجية - جامعة لاهاي