عقد
الرئيسان بشار الاسد و عبد الله غل مؤتمرا صحفيا فى ختام محادثاتهما بعد ظهر اليوم فى القصر الرئاسى بأنقرة أكدا خلاله الاتفاق الكامل حول مجمل القضايا والموضوعات التى تم بحثها .
والقى الرئيس الاسد كلمة فى مستهل المؤتمر أعرب فيها عن خالص شكره للرئيس غل على حرارة الاستقبال والحفاوة وعلى كلمته الطيبة وعبر عن سعادته الكبيرة بزيارته للمرة الثانية الى تركيا البلد الجار والصديق .
وقال ..ان هذه الزيارة تأتى فى اطار التشاور المستمر بين بلدينا سورية وتركيا كما ان الزيارة تتويج للعلاقات الثنائية الممتازة التى تجمعهما وهى استمرار للزيارات المتبادلة بين مسؤولى البلدين بما يعبر عن الزخم القوى الذى أخذه التعاون والتواصل بينهما فى السنوات الاخيرة كما أنها مناسبة لتقديم التهانى للرئيس عبد الله غل بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية التركية .
وأضاف الرئيس الاسد ان لسورية دورا أساسيا فى منطقة الشرق الاوسط وهى معنية مباشرة بقضاياها المحورية وكذلك فان لتركيا دورها المهم فى المنطقة وبالتأكيد فان التلاقى والانسجام بين هذين البلدين ودوريهما سيسهم اسهاما كبيرا فى دفع الاستقرار والسلام والازدهار قدما الى الامام فى مختلف أرجاء منطقتنا مشيرا الى ان هناك العديد من المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك التى تم النقاش حولها وهناك اتفاق كامل حول مجمل هذه المواضيع والقضايا .
وقال الرئيس الاسد .. لقد أكدنا على دعم وحدة العراق أرضا وشعبا بشكل حاسم وتشجيع المصالحة الوطنية بين جميع أطياف الشعب العراقى الذى يعود اليه وحده تقرير مستقبله كما مررنا على التطورات الاخيرة بالنسبة للاعمال الارهابية التى تقوم بها منظمةpkk ضد الشعب التركى والجيش التركى .
واضاف .. لقد عبرنا عن الامل بحل الازمة الحاصلة فى لبنان عبر الوفاق الوطنى بين اللبنانيين أنفسهم وعن دعمنا الكامل لهذا الوفاق وبحثنا الوضع فى الاراضى الفلسطينية المحتلة وتم التشديد على وحدة الصف لصون
حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة بهدف الوصول الى السلام العادل والشامل وتداولنا فى سبل استئناف عملية السلام فى منطقة الشرق الاوسط لتحقيق السلام العادل والشامل والدور الذى يمكن ان تلعبه تركيا فى هذا المجال .
وقال الرئيس الاسد ..لقد توسعنا فى البحث فى القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية ولاسيما على صعيد مضاعفة حجم التبادل التجارى والاستثمارات ومجالات التعاون الاخرى وخاصة الطاقة املين ان يرفد ذلك مسيرة العلاقات لكل ما فيه خير ومصلحة بلدينا ومنطقتنا .
وجدد الرئيس الاسد فى ختام كلمته الشكر للرئيس غل والمسؤولين فى الحكومة التركية والشعب التركى الصديق .

من جانبه قال الرئيس غل فى كلمة القاها فى بداية المؤتمر .. لقد أجرينا مباحثات مثمرة وشاملة مع فخامة الرئيس بشار الاسد بمشاركة وفدى بلدينا .
لقد اكتسبت علاقاتنا الثنائية دفعا قويا من خلال الزيارة التى قام بها السيد الرئيس بشار الاسد الى تركيا عام 2004 وهى الاولى على هذا المستوى وأود ان أعرب عن ايمانى فى ان هذه الزيارة ستسهم بشكل هام فى تطوير هذه العلاقات نحو الافضل .
وأضاف لقد تناولت المباحثات العلاقات الثنائية وبهذه المناسبة أعربنا عن سعادتنا لتطور التعاون المشترك فيما بيننا على كافة الصعد كما ان وجهات نظرنا كانت متطابقة حول ضرورة دفع هذا التعاون الى الامام من خلال وضع المشاريع الملموسة حيز التنفيذ .
وقال ان زيارة السيد الرئيس بشار الاسد تأتى فى مرحلة حرجة جدا النسبة لمنطقة الشرق الاوسط وقد تناولت محادثاتنا مع فخامته الوضع فى العراق و اخر تطورات الصراع الاسرائيلى الفلسطينى وتطورات الوضع فى لبنان .
وكانت وجهات نظرنا متفقة حول ضرورة ايجاد سلام عادل وشامل ومنصف فى الشرق الاوسط وعن ان هذا الموضوع يحمل أهمية حياتية بالنسبة لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة وتوصلنا الى قناعة مشتركة بان علاقاتنا يمكن ان تسهم فى ايجاد حلول للمشاكل التى تعانى منها منطقتنا من خلال بذل جهود مشتركة فى هذا الاطار .
وقال الرئيس غل فى ختام كلمته .. مرة اخرى نود ان نعرب عن بالغ سرورنا بهذه الزيارة التى يقوم بها السيد الرئيس بشار الاسد والوفد السورى المرافق الى تركيا مع ايماننا فى ان هذه الزيارة ستسهم فى تطوير علاقات بلدينا نحو الافضل وتسهم فى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
مرة ثانية أرحب بكم أجمل ترحيب.
وردا على سؤال للرئيس التركى حول نظرته للمؤتمر الدولى للسلام فى ضوء غياب مرجعياته والتصريحات الاميركية الاسرائيلية بعدم التعرض للجولان السورى المحتل أكد الرئيس غل أنه بدون ايجاد حل على المسارين السورى والفلسطينى لا يمكن تحقيق الاستقرار فى المنطقة واننا نلاحظ أن الوضع فى المنطقة يشهد تأزما من حين لاخر .
ومضى الرئيس غل يقول انه يجب على الجميع بذل الجهود من أجل تفعيل عملية السلام ويجب الاخذ بمبادرة السلام العربية فى هذا الاجتماع علما أن هذه المبادرة شاملة وتحتوى على كافة مسارات السلام .
وأضاف ...انه يمكن أن تبذل جهود ذات نوايا حسنة فى هذا الاطار الا أننا لا يمكن أن نجزم بأن هذه الجهود ستتكلل بالنجاح الا أن الاهم هو أن تكون هناك نوايا حسنة من قبل الجميع فى سبيل تحقيق هذا الهدف لان ايجاد الحل فى المنطقة لا يخدم مصلحة الاطراف المعنية فحسب بل كل دول المنطقة وشدد على أنه يجب على الجميع القيام بمسؤولياتهم مؤكدا أن موضوع الجولان هو أحد المسارات الهامة فى عملية السلام وقد قمنا بدورنا كأتراك بالتأكيد على مسالة الجولان فى جميع المحافل الدولية وعدم اهمالها مع تذكيرنا بأن المشكلة لا تتمثل بالصراع
الاسرائيلى الفلسطينى فقط .
وردا على سؤال للرئيس الاسد حول الموقف السورى من حزب العمال الكردستانى وحالة الارهاب التى تنتج عنه أجاب سيادته.. من وجهة نظرنا أى حل سياسى سلمى لاى مشكلة ولاى خلاف هو الشىء الافضل وأعتقد بأن وجهة نظر الحكومة التركية بنفس الاتجاه ..ولا أعتقد أن الحكومة التركية تسعى من أجل الحرب .
وأشار الرئيس الاسد الى ان حزب العمال الكردستانى يصنف كمنظمة ارهابية فى سورية وقال .. نحن ندين اى عمل تقوم به هذه المنظمة ضد المدنيين الاتراك الابرياء وضد الجنود الاتراك الذين يقومون بالدفاع عن حدودهم وفى مثل هذه الحالة ما سمعته من الاخ الرئيس خلال المباحثات كلام واضح أن تركيا ليس لها أطماع فى العراق وهى تريد الدفاع عن نفسها وهذا حقها .
واضاف الرئيس الاسد .. نحن نعتقد بان هذا الحوار الذى يدور الان فى المؤسسات التركية يجب ان يترافق مع عمل سياسى ينقل رسائل واضحة وهذا يحتاج الى تحديد وبشكل صريح وواضح الجهات المعنية بهذه العمليات الارهابية ومن يحتضن هذه المنظمة وهذا هو السؤال الاهم لانه لا يمكن ان نقول بان هناك حزبا يقوم باعمال ارهابية.. بالنسبة لنا نعتقد بان المسؤول الاول هى قوات الاحتلال المسؤولة عن كل ما يحصل فى العراق من فوضى ومن انتقال الارهاب سواء باتجاه تركيا او كثير من الارهاب الذى ينتقل باتجاه سورية وليس العكس كما يدعون .
واشار الرئيس الاسد الى انه تم الاتفاق على ان تقوم سورية بعمل سياسى لنقل الرسائل التركية المحقة بشأن العمليات الارهابية وندعو فى مثل هذه الحالة وسندعو بشكل مباشر الحكومة العراقية للقيام بجهود من اجل ضبط الحدود مكررا سيادته القول بان المسوءول الاول الذى يحمل المسوءولية الكبرى فى العراق هى قوات الاحتلال .