|
|

بدأ حوالي 20 ألف جندي تركي من بينهم 3 آلاف عنصر قوات خاصة يوم 21 شباط 2008م عبور الحدود التركية العراقية إلى داخل أراضي شمال العراق، وباللغة العسكرية فإن هذا العدد من القوات معناه فرقة كاملة. عملية العبور العسكري التركي على خلفية دخول المزيد من القوات التركية اتخذت طابعاً كبير الحجم مرتفع الشدة، على النحو الذي يوصف بأنه عملية اقتحام عسكري واسع النطاق وليس مجرد عملية عسكرية محدودة. * "النوايا" التركية إزاء شمال العراق: تقول التصريحات التركية الصادرة من أنقرة بأن القوات التركية ستقوم بمهام القضاء على حزب العمال الكردستاني ثم العودة إلى تركيا، هذا وقد تفادى رفض الأتراك تحديد أي جدول زمني يحدد انسحاب القوات التركية من شمال العراق برغم مطالبات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي. وتجدر الإشارة بأن الإحصائيات الدقيقة تشير إلى أن القوات التركية سبق ونفذت 24 عملية اقتحام عسكري ضد شمال العراق وبرغم هذا العدد الكبير فقد اضطرت تركيا هذه المرة إلى تنفيذ عملية الاقتحام العسكري الخامسة والعشرين ضد شمال العراق، وعلى خلفية رفض الأتراك الالتزام بأي جدول زمني يحدد انسحابهم فإن هناك تساؤلاً لافتاً حول طبيعة وماهية الأجندة التركية الحقيقية المتعلقة بشمال العراق: • ما هي النوايا التركية الجديدة إزاء المنطقة؟ • هل يوجد مخطط تركي للبقاء الطويل في شمال العراق؟ • هل الوجود التركي الواسع النطاق في شمال العراق مرتبط بالوجود الأمريكي الواسع النطاق. بكلمات أخرى، هل يوجد مخطط أمريكي – تركي غير معلن حول العراق. حتى الآن لا يوجد ما يثبت وجود علاقة مباشرة واضحة بين إدراك ونظرة حزب العدالة والتنمية الإسلامي إزاء شمال العراق، وبين ذلك الإدراك والنظرة التركية السابقة لشمال العراق، والتي كانت تؤكد أن شمال العراق يندرج ضمن "لواء الموصل" الذي يجب ضمه إلى تركيا باعتبار أنه لواء يندرج ضمن الإرث العثماني الذي لا ينفصل عن تركيا الحالية. وتقول التكهنات بأن سيناريو إعلان زعماء إقليم كوسوفو الاستقلال عن صربيا، قد عزز مخاوف الأتراك بأن يقوم زعماء إقليم كردستان العراقي بإعلان الاستقلال وبالتالي تحرك الأتراك من أجل توجيه الضربة الاستباقية قبل أن يجدوا أنفسهم في مواجهة الأمر الواقع. بكلمات أخرى، إذا أعلنت سلطات كردستان الاستقلال واعترفت لهم بذلك الإدارة الأمريكية فإن القوات التركية الموجودة في الموصل سوف تحتاج إلى أقل من نصف ساعة أو ساعة للوصول إلى أربيل وحماية الدولة الحليفة الوليدة وفي نفس الاتجاه تقول بعض التكهنات الأخرى، بأن الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق قد جاء باتفاق أمريكي – تركي – إسرائيلي يهدف إلى: • منع الزعماء الأكراد من إعلان الاستقلال على غرار سيناريو استقلال كوسوفو. • إخراج شمال العراق "عملياً" من دائرة سيادة سلطة حكومة بغداد. • استقلال أزمة وجود القوات التركية لإشعال الصراعات الداخلية بين أطراف التحالف الكردي – السني – الشيعي الموجود في بغداد، بما يؤدي إلى المزيد من الانهيارات السياسية وتفكيك قوام الكتل السياسية العراقية. • التمهيد لفصل جنوب العراق ضمن صفقة أمريكية – إيرانية وفصل الوسط العراقي ضمن صفقة أمريكية – سعودية، وعند حدوث ذلك، فإن الخيارات حول مستقبل العراق سوف تصب كلها في مصلحة تركيا: * لن يستطيع زعماء الحركات الكردية إعلان استقلال الإقليم طالما أنه لا يسيطرون عليه ولن يستطيعوا أيضاً إقامة حكومة منفى تعلن الاستقلال في أي دولة من دول الجوار الإقليمي لأنه لا توجد أي دولة من دول الجوار سوف تقبل الموافقة على ذلك. * لن تطالب أي من دول الجوار بالسيادة على الإقليم وبسبب الطبيعة الكردية للإقليم وعلى خلفية اعتماد دستور التركي للمبدأ القائل بأن الأكراد وكل ما هو كردي يعتبرون جزءاً لا يتجزأ من الأمة الكردية فإن عملية ضم شمال العراق إلى تركيا ستصبح هي السيناريو الوحيد الممكن في هذه الحالة. * أبرز المؤشرات والشكوك على الجانب الأمريكي: حتى الآن لا توجد مؤشرات على أن الإدارة الأمريكية قد تراجعت عن أجندتها المعلنة حول العراق والممثلة في: • تقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق فيدرالية. • تركيز الوجود العسكري الأمريكي في وسط وجنوب العراق وغرب. • تطبيق قانون تقسيم عائدات النفط العراقي. وأيضاً لا توجد مؤشرات على تراجع الإدارة الأمريكية في تطبيق أجندتها غير المعلنة إزاء العراق والمتمثلة في: • استمرار عمليات التطهير العرقي والفصل العدائي بين السكان العراقيين. • ترحيل وتهجير الأقليات العراقية مثل الآشوريين والكلدان والصابئة. • عدم الالتزام بأي جدول زمني للانسحاب من العراق., • عدم الكشف عن التفاهمات والبنود الحقيقية للتفاهمات حول مستقبل العراق الجارية حالياً على خطوط: * واشنطن – طهران. * واشنطن – الرياض. * واشنطن – أنقرة. حالياً، وضمن سقف الحد الأدنى، فإن الاقتحام العسكري التركي بحسب الأداء السلوكي الواضح والمعلن يركز على محاولة القضاء على حزب العمال الكردستاني، والسؤال: لماذا وافقت أمريكا على قيام تركيا بأمر القضاء على حزب العمال الكردستاني دون سواه علماً بأن طموحات أنقرة المتعلقة بالقضاء على الحركات الانفصالية الكردية هي طموحات تذهب إلى أكبر وأبعد من ذلك. تحليل المعلومات الواردة حول الحركات الكردية وعلى وجه الخصوص موقع مؤسسة جيمس تاون الاستخباري تشير إلى: • إن حزب العمال الكردستاني يجد الكثير من التأييد والتعاطف من قبل أكراد سوريا وإيران. • إن قيادة حزب العمال الكردستاني أكثر اهتماماً بالمواجهة ضد تركيا وأقل اهتماماً بالقيام بتصعيد العداء ضد سوريا وإيران. فهل قررت واشنطن وتل أبيب بالتواطؤ مع أربيل البرزاني وسليمانية الطالباني إفساح المجال أمام الجيش التركي لكي يقوم بمهمة القضاء على حزب العمال الكردستاني على النحو الذي يضعف نفوذ الحزب على الأكراد غير العراقيين ويفسح المجال أمام ظهور حركة جديدة أكثر تطرفاً تمارس أنشطتها بما يلبي التوجهات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة

أعلنت رئاسة اركان الجيش التركي اليوم الجمعة عن انتهاء العمليات العسكرية التي قامت بها قواتهم داخل اراضي اقليم كوردستان بذريعة استهداف عناصر حزب حزب العمال الكوردستاني. وذكر بيان نشر على موقع رئاسة اركان الجيش التركي على شبكة الانترنيت: أن العمليات العسكرية حققت أهدافها وعادت قواتنا إلى قواعدها في تركيا

قال رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني انه يشك في ان هجوم تركيا على شمال العراق يستهدف اقليم كوردستان وليس قواعد PKK فقط في المنطقة الجبلية النائية. وقال نيجيرفان بارزاني " لسنا مقتنعين بما اذا كانت هذه الهجمات هي حقا ضد حزب العمال الكوردستاني أم انها بالفعل ضد اقليم كوردستان بالعراق." وقال بارزاني لرويترز " الاعمال التي يقوم بها الجيش التركي بمهاجمة الجسور في المناطق الحدودية وهي مهمة للمواطنين هناك تصيبنا بالقلق." ودعا رئيس حكومة اقليم كوردستان واشنطن الى القيام بالمزيد للضغط على تركيا لتسحب قواتها من شمال العراق. وقال "امريكا تتحمل مسؤولية كبيرة ... للحفاظ على استقرار العراق ككل." واضاف "ولهذا السبب تحتاج امريكا الى اتخاذ موقف أكثر صرامة من الذي تتخذه الان بشأن العملية العسكرية التركية."

وصف مسؤولون عراقيون بان زيارة الوفد التركي الى بغداد جاءت في وقتها المناسب، فالحدود الشمالية للبلاد مازالت تشتعل بنيران المواجهات العسكرية بين طرفين اتخذا من الاراضي العراقية ملعبا لهما. رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الدكتور نصير العاني اوضح ان الرئيس جلال طالباني رفض حل ازمة حزب العمال الكوردستاني بالاجتياح العسكري نافيا حصول اتصال مسبق بين طالباني ونظيره التركي قبيل العمليات العسكرية. كما نفى ان يكون الرئيس طالباني طلب دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية. وقال العاني :"هذا الامر لم يكن موجودا وغير ممكن لدولة ان تسمح او تقول لدولة اخرى ان تسمح لها بالدخول في اراضيها واجتياح اراضيها". يذكر ان مسؤولين في حزب العمال الكردستاني زعموا ان الرئيس العراقي جلال طالباني قد اعطى الضوء الاخضر الى الحكومة التركية لتوغل الجيش التركي الى اقليم كردستان العراق لضرب مواقع حزب العمال الكردستاني.

في سؤال وجهته "اسرة العرب اليوم الاردنية" في زاوية ضيف تحت المجهر الى رئيس اقليم كوردستان العراق السيد مسعود بارزاني حول موقف الادراة الامريكية من الهجوم التركي.. قال: لولا الضوء الاخضر الامريكي ما كان باستطاعة تركيا ان تهاجم وبهذه الكيفية التي رايناها, مع هذا وضعت هذه الادارة مجموعة من الخطوط, ولكن الجانب التركي لم يلتزم بها, حيث تم خلال الهجمات تدمير مجموعة من الجسور الحيوية والتجمعات السكنية, مما خلق توترا شديدا في المنطقة وبدات الشكوك تزداد حول النوايا الحقيقية للجانب التركي هل هو لمقاتلة حزب العمال ام لتدمير البنية التحتية للاقليم. وعن رأيه في موقف الحكومة العراقية من الهجوم التركي على كوردستان: قال بارزاني " الهجمات التركية شكلت خرقا واضحا للسيادة العراقية, وما لاحظناه وكان الحكومة العراقية غير معنية بهذا الخرق, لذا جاء موقفها ضعيفا حتى انه لم يرتق الى الموقف الشعبي, وخصوصا العشائر العراقية التي ابدت تضامنها مع الاقليم واستعدادها لحمل السلاح للدفاع عن هذه السيادة." وعن سؤال حول امكانية مشاركة قوات البيشمركه الى جانب حزب العمال قال: لم ولن نكون طرفا في المعارك الدائرة بين تركيا وحزب العمال, وموقفنا حيال هذه المسالة واضح, حيث اعلنا مرارا باننا على استعداد للتعاون من اجل ايجاد حـل سلمي لهذه المسالة, امـا الاصرار على الحل العسكري فلن يؤدي الى نتيجة ولن نكون طرفا فيه لذا فالبيشمركة لن يشاركوا في هذه المعارك, الا اذا استهدف الهجوم التركي مواطنا او تجمعا سكنيا في الاقليم. وحول اجراء اتصالات مع تركيا لوقف الهجوم العسكري, قال: ليست هناك اتصالات مباشرة, ولكن هناك اتصالات عن طريق طرف ثالث, ووجهت رسائل الى الرئيس بوش وزعماء اخرين في اوروبـا والمنطقة حـول خطورة الوضع. ونحن لم نوافق على تواجد حزب العمال الكوردستاني على اراضي اقليم كوردستان ولن نوافق على ذلك. انها مشكلة داخلية تركية ولا علاقة لنا بها.

باشرت القوات التركية عملية اقتحام عسكري تعتبر الأكبر من نوعها لشمال العراق منذ آخر اقتحام قامت به في حقبة تسعينات القرن الماضي، وبرغم أن العملية الحالية كانت متوقعة الحدوث منذ بضعة أشهر إلا أن الجديد في الأمر يتمثل في بعض الملاحظات الجديدة التي من أبرزها الملاحظة القائلة بأن عملية الاقتحام البري هذه قد جاءت قبل موعدها المحدد. * أبز التساؤلات: من المعلوم أن تركيا تستهدف من الناحية المعلنة الرسمية عناصر وقواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ومن المعلوم أيضاً أن حزب العمال قد قلل وجوده في الشمال العراقي ضمن الحدود الدنيا، فهل حقاً تستهدف هذه العملية قواعد حزب العمال أم أنها تستهدف شيئاً آخر؟ وتجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية قد أعلنت بأنها أخبرت واشنطن وبغداد مسبقاً بهذه العملية، فلماذا طلبت واشنطن من أنقرة عدم التوغل عميقاً في عمق شمال العراق؟ ولماذا دعت تركيا هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الكردي ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى أنقرة للبحث والتفاهم؟ بكلمات أخرى، هل لأنقرة هدف آخر غير معلن؟ وهل هناك صفقة عراقية – تركية وصفقة أخرى بين أربيل الكردية وأنقرة التركية؟ وهل هناك اتفاق على خط أنقرة – واشنطن – تل أبيب حول الملف الكردي خاصة وأن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك كان حاضراً في أنقرة خلال الأيام القليلة الماضية وصرح مؤكداً للصحفيين بأن تل أبيب تقف إلى جانب أنقرة في حربها ضد الإرهاب؟ * الاقتحام العسكري التركي:النطاق الحالي والمحتمل: تقول المعلومات بأن أنقرة قد سبق وحشدت حوالي 140 ألف جندي على خط الحدود التركية – العراقية، وحالياً تشير المعلومات إلى حجم القوات التركية التي نفذت عملية الاقتحام العسكري الحالي هو في حدود 10 آلاف جندي منها 3 آلاف من القوات الخاصة. أما بالنسبة للغارات الجوية التركية فتقول المعلومات بأنها قد بدأت بالأساس في 16 كانون الأول الماضي واستمرت بفضل الدعم الاستخباراتي الأمريكي – الإسرائيلي، ولكنها برغم ذلك، كما يرى العسكريون الأتراك، لم تحقق النجاح المطلوب في تدمير بنيات حزب العمال الكردستاني التحتية وتقويض قدراته القتالية. وتقول بعض التحليلات العسكرية – الأمنية بأن عملية الاقتحام العسكري التركي الحالي قد تهدف إلى الآتي: • القضاء على حزب العمال الكردستاني. • ردع أربيل من مغبة التمادي في دعم حزب العمال. • توجيه ضربة وقائية ضد حزب العمال بما يؤدي إلى شل قدراته ويمنعه من القيام بأي عمليات ضد تركيا خلال فصل الصيف القادم الذي أصبح على الأبواب. ولكن هناك تحليلات أخرى تحاول الجمع بين ما هو سياسي وما هو عسكري وتقول: • إن حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي يسعى في هذه الفترة إلى تمرير التعديلات الدستورية كقرار السماح بارتداء الحجاب وغيرها من القضايا التي تثير حفيظة القوى العلمانية والمعارضة والمؤسسة العسكرية التركية، وبالتالي فإن شن العمليات العسكرية ضد حزب العمال سيترتب عليه توحيد الرأي العام التركي ومساندة المؤسسة العسكرية لحكومة حزب العدالة والتنمية على النحو الذي يتيح المزيد من الهدوء السياسي في أنقرة لجهة تمرير التعديلات الدستورية التي تردد حزب العدالة والتنمية طويلاً في تمريرها. • إن الهدف من العملية العسكرية الحالية يتخطى الأهداف المعلنة ومن ثم فإن القوات التركية التي تقدمت لن تعود مرة أخرى إلى تركيا، وسوف تعقبها موجة أخرى. بكلمات أخرى، إذا كان حجم القوات التركية الحالية التي نفذت العملية في حدود فرقة واحدة فإن الفرق والقطعات العسكرية التركية سوف يتوالى دخولها إلى شمال العراق تدريجياً من أجل: * إقامة منطقة عازلة داخل شمال العراق تمتد بعمق 20 كيلومتراً على طول خط الحدود العراقية التركية. * إضعاف قدرات أربيل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وحرمانها من السيطرة على المنطقة. إسقاط مشروع مخطط ضم كركوك إلى إقليم كردستان العراقي. * إفشال المخطط الأمريكي الساعي للتواجد في منطقة الموصل فالقوات الأمريكية قد أكملت استعداداتها لتنفيذ عملية الموصل العسكرية بالتواطؤ مع قوات البشمركة على النحو الذي يترتب عليه تطهير منطقة الموصل من الوجود العربي السني والشيعي بما يمهد أو يفسح المجال لأربيل من أجل مد سيطرتها على الموصل ثم إلى منطقة كركوك دون حاجة لاستفتاء وفقط على أساس اعتبارات "الأمر الواقع". * القضاء على روابط خط أربيل – واشنطن – تل أبيب لأن تأييد واشنطن وتل أبيب لأنقرة في هذه العملية سوف يؤدي إلى دفع أربيل إلى إدراك عدم جدوى روابط خط أربيل – واشنطن – تل أبيب في مواجهة روابط خط أنقرة – واشنطن – تل أبيب. * بث الإشارات إلى عواصم الشرق الأدنى الأخرى، التي بدأت الانخراط في بناء الروابط مع أربيل ومن أبرزها خط أربيل – يوريفان (عاصمة أرمينيا)، وتقول المعلومات بأن تحالف اللوبي الكردي مع اللوبي الأرمني الذي تم بخصوص قرار المذبحة الأرمنية تطور إلى روابط وثيقة بين أرمينيا والحركات الكردية وتشير التسريبات الواردة في صحيفة تيركش ويكلي إلى أن حزب العمال الكردستاني نجح في نقل بعض وحداته إلى أرمينيا، ولكي يتم إخفاء الأمر عن المخابرات التركية المتواجدة في أرمينيا تواطأت السلطات الأرمنية ودعمت تواجد الوحدات الكردية ولكن حصراً في إقليم ناغورنو – كرباخ الذي تقطنه أغلبية أرمنية والموجود داخل جمهورية أذربيجان. عموماً، على خلفية الطريقة التي أعلن بها زعماء إقليم كوسوفو الاستقلال عن صربيا فقد تزايدت مخاوف أنقرة من قيام الزعماء الأكراد بسيناريو مماثل بالإعلان عن استقلال كردستان العراق وإقامة دولة كردية عاصمتها أربيل. وتقول التكهنات بأن الاقتحام العسكري التركي قد جاء بمثابة الضربة الاستباقية الضرورية لإجهاض احتمالات حدوث مثل هذا السيناريو. ويتخوف الأتراك من احتمالات أن تؤدي عملية استقلال كردستان من طرف واحد إلى قيام أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول الغربية بالاعتراف الفوري بهذا الاستقلال، وعندها سيكون من الصعب على تركيا معالجة التطورات خاصة وأن روسيا والصين لن تقفا إلى جانب تركيا باعتبارها حليفة واشنطن في المنطقة. تشير التوقعات إلى أن القوات التركية ستظل موجودة بطريقة أو بأخرى داخل أراضي شمال العراق إلى حين التأكد تماماً من مصير أزمة كوسوفو والحصول على ضمانات بعدم إعلان أربيل للاستقلال من طرف واحد وعلى ضمانات بعد اعتراف الغرب وأمريكا باستقلال أربيل إن تجرأت على إعلانه، هذا وعلى خلفية التسريبات القائلة بأن سيناريو انفصال واستقلال كوسوفو من المتوقع حدوثه في العراق فإن أنقرة تخطط وتسعى حالياً لوضع يدها على شمال العراق وفرض الأمر الواقع حتى لا يحدث سيناريو "استقلال كوسوفو" في العر

هاجم عناصر حزب العمال الكوردستاني اليوم الثلاثاء قوات الجيش التركي في منطقة نيروة وريكان في قضاء آميدي بمحافظة دهوك وجرت إشتباكات عنيفة بين الطرفين مسفرة عن وقوع خسائر بشرية من كلا الجانبين. وافادنا مصدر خاص من قضاء آميدي الحدودي ان عناصر حزب العمال الكوردستاني هاجموا الجيش التركي الذي تمركز في بعض المناطق في قرية جمجي بمنطقة نيروة وريكان الحدودية والمحاذية للحدود التركية." وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه" ان عناصر PKK استغلوا تدهور الاوضاع الجوية حيث الامطار والثلوج المتساقطة منعت من تحليق الطائرات التركية في المنطقة للسيطرة على الاوضاع هناك, ما دفع عناصر حزب العمال للهجوم الى الامكان التي يتمركز فيها الجيش التركي, ونشوب إشتباكات عنيفة بين الطرفين ووقوع ضحايا". على حد قول المصدر. وكانت منطقة زاب التابعة لقضاء آميدي شهدت مساء أمس إشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش التركي وPKK, مسفرة عن وقوع خسائر بشرية بين الطرفين دون تحديد حجمها. ومن جهة اخرى, انسحبت القوات التركية التي كانت متمركزة منذ عدة ايام في منطقة الجبل الاسود على الشريط الحدودي بين العراق وتركيا, وهذه المنطقة تابعة للعراق, لكن القوات التركية دخلتها بعد معارك عنيفة مع حزب العمال الكوردستاني, ولا تتواجد هناك حالياً القوات التركية. وكان الجيش التركي بدأ منذ نهاية الاسبوع الماضي عملية عسكرية برية موسعة يلاحق فيها عناصر حزب العمال الكوردستاني, وتشمل هذه العملية الدخول لاراضي اقليم كوردستان العراق بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني.

تصريح من اقيادة العامة لقوات الدفاع 20 شباط 2007 تحذير أخير لحماة القرى : سيتم استهدافهم بشكل مباشر إن شاركوا في الحرب القذرة التي يتبعها الجيش التركي تستمر الدولة التركية في تحضيراتها لعمليات عسكرية برية في كردستان العراق بجانب الغارات الجوي التي يقوم بها ، يقوم الجيش التركي بتقوية قواته المتواجدة في كردستان العراق ( بامرنه – كاني ماسي – آمدية – وشيلادزيه ) نحو التحضير للقيام بعمليات برية في مناطق مديا الدفاعية في كردستان العراق، كما أن الحشود العسكرية في المناطق الحدودية ( هكاري – شرناخ- سيرت ) تلفت انتباه مراصدنا ووحدات المتابعة التابعة لقواتنا، يقوم الجيش التركي بمضاعفة أعداد المدافع والقذائف ومروحيات السيكورسكي الخاصة بنقل الجنود على طول الشريط الحدودي و تستمر سياسة استخدام حماة القرى في الحرب ضد الشعب الكردي خلال الاجتماعات الأخيرة التي عقدها ضباط الجيش التركي مع حماة القرى في مناطق سيرت – شرناخ – هكاري مطالبين بضرورة مشاركتهم في العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش ضد حزب العمال الكردستاني، إن موقف حماة القرى من هذه الاجتماعات ومن مثل هذه المطالب سحمل أهمية كبيرة في الأيام القليلة القادمة. مواقفنا واضحة حيال حماة القرى ، فقد أصدرنا عفواً عاماً عنهم طالما أنهم لن يشاركوا في الحملات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي كما تم تسيير نشاطات مكثفة لضمان عدم مشاركة حماة القرى في في هذه العمليات خاصةً بعد أن حذر القائد أوجلان من ضرورة عدم استهدافهم ، لقد تصرفنا بحاسية ومسؤولية كبيرة في تجنب مواجهة حماة القرى لكنهم سيكونون من أهدافنا المباشرة مرة اخرى إذا ما شاركوا في أي عملية عسكرية في كردستان العراق. إن أي مشاركة لحماة القرى في الاجتياح القريب لكردستان العراق سيجعل منهم أهدافاً مباشرة لنيران قواتنا في خنادقنا في كردستان العراق وعلى طول الشريط الحدودي وحينها ستكون الدولة التركية وهم أنفسهم المسئولين عن أمن حياتهم . سنستهدف بشكل مباشر رؤساء وزعماء حماة القرى المرتزقة الذين يقومون بتحريض الحماة للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الشبان والشابات الكرد، إننا لا نرغب في قتل أي من حماة القرى ، ولا نريد أن تتعذب عائلات أي منهم ، لكننا نؤكد أننا سنعاقب بشدة كل من يشارك في أي عملية عسكرية ضد مقاتلينا في كردستان العراق. يجب أن لا يجعل أي كردي من نفسه أداةً لسياسة الدولة التركية هذه، إن تحقق اجتياح بري لكردستان العراق من قبل الجيش التركي يعني مقتل الآلاف من جنود هذا الجيش ، يجب أن يتخذ حماة القرى من ذلك مثالاً ودرساً للحافظ على أمنهم وأمن عائلاتهم والامتناع عن المشاركة في الألاعيب القذرة التي يلعبها الجيش التركي. على الجميع أن يعلم أن مشاركة أي من جماة القرة في عملية عسكرية تركية يعني وقوعه في موضع الذنب مرة أخرة بعد أن أصدرنا عفواً عاماً عنهم تجاوباً مع نداء القائد أوجلان من سجنه، كل من سيضع نفسه في موقع الذنب فإن المواقف منه ستكون عسكرية بحتة وسيلقى العقاب . حماة القرى يعرفون أكثر من غيرهم أن الدولة التركية فشلت في إنهاء حزب العمال الكردستاني على مدى 30 سنة رغم استخدامها لملايين الجنود وآلاف الطائرات وكل أنواع الأسلحة والذخيرة ، فماذا سيفعلون هم إن شاركوا في عمليات عسكرية تركية ؟ لن يستطيع الجيش التركي تحقيق أي نتيجة فلماذا يعرّض حماة القرى حياتهم للموت ..؟ لماذا ستتركون أطفالكم يتامى تحت رحمة الجنود الأتراك..؟ إن كان يرغب الجيش التركي في القدوم إلى كردستان العراق فليأتي فما شأنكم أنتم تأتون لاجتياح الإقليم الكردي، ابقوا في قراكم مع عائلاتكم . يجب أن لا يتردد حماة القرى في رفض طلب الجيش التركي للمشاركة في العمليات وإلا فإننا بيننا النتائج أعلاه عكس ذل

مراد قره ييلان تشارك إسرائيل الدولة التركية في العمليات العسكرية التي تشنها ضد مقاتلي قوات الدفاع ، في النتيجة استشهد عدد من رفاقنا نتيجة الاستطلاع والكشف الذي تقوم به إسرائيل ، من جانب آخر يشارك الطيارون الإسرائيليون في القصف الجوي بشكل فعلي ومباشر كما تكبدنا بعض الخسائر نتيجةً للمعلومات الإستخباراتية التي قدمتها إسرائيل إلى تركيا، على إسرائيل أن تكف عن عدائها للشعب الكردي، إذا استمرت إسرائيل بموقفها هذا فإن الشعب الكردي مضطر لاتخاذ موقفه، تتقاسم دول المنطقة فيما بينها كردستان وتمارس سياسات لا إنسانية خطيرة ضد الشعب الكردي وبجانب ذلك لا تكتفي إسرائيل بالدعم الاقتصادي والسياسي بل ترسل ضباطها لتقوم بتدريب جنود وضباط الجيش التركي في حربها ضد مقاتلينا وتتكفل بتقديم المعلومات والخرائط ضمن اتفاقية عسكرية قذرة، لا يسمى هذا إلا بالعداء. بعد مقتل أربعة من الشبان الكرد على يد الشرطة الإسرائيلية أثناء احتجاجهم على المؤامرة الدولية في العام 1999 أمام السفارة الإسرائيلية في ألمانيا إتخذنا قرار الرد على إسرائيل وكانت التحضيرات العسكرية على رأس جدول أعمالنا ذلك الوقت، لكننا سحبنا مقاتلينا وجمدنا تحضيراتنا بعد التغير الاستراتيجي ونداء القائد أوجلان بوجوب حل القضية الكردية بالسبل السياسية الديمقراطية واستخدام العنف بأقل قدر ممكن ، يبدو أن إسرائيل لم تفهم موقفنا ذاك بشكل جيد حيث تستمر إسرائيل في دعم سمسرة الحرب وسياسة الصهر والإنكار ضد الشعب الكردي، هذا موقف عدائي للشعب الكردي على إسرائيل الكف عنه، إن استمر الموقف الإسرائيلي هذا فإن الشعب الكردي سيتخذ موقفه الحاسم ضد اليهود، نكرر مرة أخرى ، هذا ليس تهديد بل محاولة منّا لسد الطريق أمام ما قد يحصل، الشعب اليهودي موجود في كل مكان كذلك الشعب الكردي موجود في كل مكان. نعبر عن استياءنا من مواقف القيادة الكردية في كردستان العراق حيال سياسة الدولة التركية ضد الشعب الكردي، رغم أن الدولة التركية لا تعترف بهم بشكل رسمي لكنهم لا يتخذون موقفهم حيال سياساتها ، وكمثال هناك شخصية كردية أصبحت رئيساً لجمهورية العراق ورغم ذلك لم تلتقي الدولة التركية به بشكل رسمي منذ 4 سنوات بل تلتقي بمساعديه ووزراءه السنة والشيعة. لا تمارس القوى الكردية في كردستان العراق سياسات شجاعة وموقفهم السياسي بعيد عن الإرادة المستقلة وهذا ما يسبب خسارة القوة كلما مر الوقت، أما أمريكا غيرت سياستها حيال الكرد عندما شاهدت الموقف الضعيف لقوى كردستان العراق وفعّلت مخطط بيكر هيملتون ، وهذا ما يحدث الآن في جنوب كردستان ، ربما ما كانت قضية كركوك لتصل إلى هذه الحال لولا وجود سياسة الإتحاد الوطني الكردستاني التي تريد القيام ببعض الامور بواسطة الآمال ، وحينها ما كان بإمكان الجيش التركي أن يقصف كردستان العراق بكل هذه الراحة والبساطة ، كما أن الزيارة المرتقبة للطلباني إلى تركيا زيارة خاطئة خاصة في مثل هذه التي تسعى فيها تركيا إلى تمرير مخططات للاقتتال الكردي – الكردي على الأكراد أن يتجنبوا التحول إلى أداة هذه السياسة . من جانب آخر ستجرب تركيا سبل عسكرية أخرى مع بداية الربيع لإلقاء ضربات إلى حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق ولإضعاف الحزب الديمقراطي الكردستاني وهذا ما سيحرّض على تدخل بعض القوى في كردستان العراق وهذا جزء من المخطط الإنكليزي .

استمرت العملية العسكرية التركية البرية «شمس» ضد قواعد حزب العمال الكردستاني، التي بدأت فجر الجمعة الماضي، مع تباين في احتمالات التوغل التركي، وما إذا كان سيلامس حدود جبال قنديل، المعقل الرئيسي لقوات الحزب. وذكرت صحيفة «ميللييت»، أمس، إن الجيش التركي يخطط للسيطرة على المعسكرات والقواعد الواقعة بين منطقة حاكورك وسفوح جبال قنديل، وفي حال نجح في ذلك فإن القسم الأكبر من جبال قنديل سيقع تحت الحصار، وتنكسر بنسبة كبيرة قدرة حزب العمال على الحركة. وأوضحت الصحيفة أن القوات التركية توغلت من الحدود عند حقاري مسافة 20 كيلومتراً في الداخل العراقي، والى مناطق قريبة جدا من الحدود الإيرانية، فيما كان حزب العمال الكردستاني يهدد بنقل المواجهات إلى الداخل مع استمرار تصديه للقوات المهاجمة، في ما يبدو أن الهجوم لن يعرف نهاية وشيكة له. في هذا الوقت، أدانت سلطات إقليم كردستان شمالي العراق الهجوم التركي، مشددة، في بيان، على أن الحل يكون بمفاوضات رباعية تشارك فيها واشنطن وأنقرة وأربيل وبغداد. أما «رئيس» الإقليم مسعود البرزاني فاتهم أنقرة بأنها لا تستهدف حزب الزعيم الكردي عبد الله أوجلان فقط، بل إقليم كردستان، وإلا فلماذا استهداف الجسور التي يستخدمها المدنيون الأكراد فقط. وقال إن منطقة كردستان ليست ساحة لتصادم القوات التركية مع حزب العمال، محذراً من أن أي تعرض للمدنيين سيواجه من الأكراد العراقيين بمقاومة شاملة. وعرضت «ميللييت» لتوقعات السلطات التركية من وراء العمليات العسكرية المتواصلة ضد حزب أوجلان. فأشارت إلى أن التوغلات التركية الكبيرة في شمال العراق منذ مطلع التسعينيات أسفرت عن نتائج مهمة على مراحل لصالح أنقرة، فخطاب حزب العمال الكردستاني شهد تحولات من المطالبة بدولة كردية مستقلة في جنوب شرق الأناضول إلى حصر المطالب بجمهورية تركية ديموقراطية، ووصف المطالب بـ«الثقافية» و«الحل ضمن وحدة التراب»، وإن عادت إلى نغمة «الحكم الذاتي» عند تغير بعض الظروف. وعلى الصعيد العسكري كان من نتائج العمليات العسكرية خسارة حزب العمال لقواعد آمنة داخل تركيا وعلى الحدود مع العراق، واضطراره إلى الانعزال في منطقة جبل قنديل والهرب أحيانا إلى إيران. واعتبرت الصحيفة انه إذا كانت القوة المسلحة لا تنهي بمفردها تماما حزب اوجلان، فإنه لا يمكن تعطيل أو التخفيف من قدرة الحزب العسكرية من دون اللجوء إلى القوة العسكرية. وترى صحيفة «راديكال» أن تركيا أعدت جيداً، كما للعمليات الجوية السابقة كذلك للعملية البرية الأولى، المناخ الدولي، بدليل عدم اعتراض احد عليها، من أميركا إلى الاتحاد الأوروبي وحتى بغداد وقيادة أكراد شمال العراق التي كانت ردود فعلها متفهمة ومعتدلة. مع ذلك تقول الصحيفة انه يجب الأخذ في الاعتبار العديد من الملاحظات ومنها: إن كل عملية عسكرية لها ديناميتها الخاصة، والأهم هنا عدم تعريض المدنيين لأي أذى قد ينقلب على تركيا، والثاني تجنّب الاصطدام بأية قوات عسكرية غير حزب العمال مثل البشمركة، وعندها يمكن للقيادة الكردية أن تدّعي أن الهدف من العملية هو أكراد العراق وليس حزب اوجلان، وحينها لن يبقى الدعم الأميركي ولا العراقي ولا الكردي لأنقرة غير مشروط كما هو الآن. وتوضح الصحيفة أن الاعتبار الثالث هو احتمال توسع العملية في الزمان والمكان، وارتباط ذلك بالظروف الميدانية والمناخية، وما قد ينعكس سلباً على إعلان تركيا السابق أن العملية ستكون محدودة وأن هدفها، الذي أعلنته رئاسة الأركان، هو منع تحويل المنطقة إلى قاعدة آمنة للإرهابيين. إن اعتداد أنقرة بنفسها تضاعف في الآونة الأخيرة مع مساعدة واشنطن الاستخباراتية، لكن الخطورة ألا تتحقق هذه الأهداف فتتأذى صورة الجيش التركي، كما تصبح أكثر صعوبة معاودة الكرّة في المستقبل. وتذكّر الصحيفة انه لا يجب في خضم المعركة العسكرية تناسي قضية الهوية الكردية التي تتجاوز النصر العسكري على حزب العمال الكردستاني، لكن هذا النصر يسهّل مهمة أنقرة في إطلاق مبادرات سياسية واجتماعية وثقافية، وعندها فقط يمكن القول ما إذا كانت العمليات العسكرية نجحت أم لا. ويرى ألتان اويمين، الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض، إن الدعم الأميركي للعملية العسكرية يأتي في إطار إعادة الاعتبار لتحالفات واشنطن السابقة، ومنها مع أنقرة، في إطار سياسة اميركية جديدة تستعد للانسحاب من العراق، واستخدام القواعد في تركيا من اجل استمرار مراقبة العراق، وهذا طبيعي في العلاقات الدولية التي تتحرك باسم المصالح وليس باسم الصداقة والأخوة والإنسانية. ويقول اويمين إن هذا يتطلب إقامة توازن بين تركيا وأكراد شمال العراق، وبالتالي تحويل الحدود بين البلدين إلى حدود سلام بدلا من حدود تهديد، وفي حال النجاح في ذلك تكون العلاقات التركية ـ الاميركية عادت إلى صفتها الاستراتيجية. لكنه، يتساءل، هل سينسحب ذلك على التعاون بانسجام مع المصالح الاميركية في ملفات أخرى مثل إيران وروسيا وأرمينيا؟ ويذكّر اويمين انه يجب ألا يغيب عن البال أن الحرب على الإرهاب تدبير دفاعي، والأهم بعد ذلك اتخاذ إجراءات لحل المشكلة الكردية في الداخل، محذراً من محاولات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم من استغلال العملية العسكرية لتمرير قرارات سياسية في الداخل مثل توقيع رئيس الجمهورية عبد الله غول عشية بدء العملية العسكرية على تعديل السماح بالحجاب في الجامعات. ولا يستبعد بعض المحللين الأتراك صلة «الكرم» الأميركي على أنقرة باحتمال زيادة تركيا عديد جنودها في أفغانستان، التي تعاني من تمنع الدول المشاركة في القوات الدولية هناك من إرسال المزيد. ويربط العديد من المحللين بين العملية العسكرية ودعوة الرئيس التركي عبد الله غول لنظيره العراقي جلال الطالباني لزيارة أنقرة، إذ هي خطوة على طريق تحرر تركيا من العقدة الكردية، لكن البعض الآخر ربط بينها وبين ما شاع عن اتفاق رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مع الرئيس الأميركي جورج بوش من مبادرة أنقرة إلى بدء التطبيع، ولاحقاً الاعتراف، بحكومة إقليم كردستان.


عملية الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق التي بدأت منذ بضعة أيام وما تزال وقائعها الميدانية جارية حالياً، هي عملية برغم وضوحها وتوقعها ستنطوي على الكثير من الملفات والخفايا المثيرة للجدل والاهتمام والتي بلا شك سوف تمتد تأثيراتها على المنطقة وعلى مستقبل الحركات الكردية والعلاقات الكردية – الكردية. * التوازنات على خط الحدود العراقية – التركية عشية الاقتحام العسكري: حتى لحظة ما قبل الاقتحام كانت التوازنات تشير إلى الآتي: • من الناحية المعلنة: * موضوع الصراع: وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. * أطراف الصراع: تركيا – العراق. • من الناحية غير المعلنة: * موضوع الصراع: قيام إقليم كردستان المستقل في شمال العراق وتزايد أنشطة الحركات الانفصالية الكردية. * أطراف الصراع: تركيا – الولايات المتحدة (وإسرائيل). عند الحديث عن الصراع التركي – الكردي الدائر حالياً نقول أنه لم تنطبق بنود نظرية المؤامرة مثلما انطبقت عليه في هذه الحالة، وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن أبعاد نظرية المؤامرة في هذا الصراع سيكتشف المراقبون والمحللون لاحقاً أنها الأكثر ثراء لجهة احتوائها على العديد من المكونات: ازدواجية المعايير، التضليل، المناورة بالأهداف، المناورة بالوسائل، الدبلوماسية الوقائية، الأجندة الاستخبارية، وغير ذلك.. في الفترة الممتدة بين بناء الحشد التركي وحتى لحظة ما قبل الاستخدام جرت مياه كثيرة على خطوط أنقرة وواشنطن وتل أبيب وأربيل وبغداد وبروكسل، وكانت التحركات على هذه الخطوط تجمع ما هو دبلوماسي بما هو استخباري. * أربيل والمناورة على ملف الخيانة: الحيثيات وأبرز التساؤلات: نشر موقع «كورديش ميديا» الإلكتروني الكردي تقريراً إخبارياً من العاصمة البريطانية لندن حمل عنوان «إسرائيل وحكومة كردستان الإقليمية تساعدان الهجمات التركية ضد الأكراد». ويقول التقرير: "لندن: ظلت إسرائيل تدعم تركيا في قمعها للشعب الكردي كما تقول المصادر المحلية (أي الكردية). المتحدث الرسمي باسم حزب العمال الكردستاني أفاد بأنه في الصراع الجاري حالياً فإن الجيش الإسرائيلي يساعد الأتراك في قمع الأكراد. أفاد رئيس الوزراء التركي بأن الاقتحام تم تنسيقه مع الإدارة المحلية في شمال العراق ويتضمن ذلك أن حكومة كردستان الإقليمية التي يصفها الأتراك باسم «إدارة الشمال العراقي» تجنباً لاستخدام كلمات "أكراد" أو "كردستان"، هي حكومة قد نسقت مع تركيا. وبالإشارة إلى حديث رئيس الوزراء التركي حول عملية التنسيق التركي التي تمت مع الإدارة المحلية في شمال العراق، فإنه بالضرورة أن تكون عملية التنسيق هذه قد تمت مع كل من مسعود البرزاني رئيس حكومة كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يسيطر على أربيل، وجلال الطالباني الذي يتولى منصب الرئيس العراقي وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على السليمانية. وتقول المعلومات بأن الرئيس التركي عبد الله غول قد اتصل تلفونياً بطالباني يوم الجمعة. هذا وقد ظلت تركيا ترفض الاعتراف بأي حكومة إقليمية، وفي الحقيقة فإن تركيا ترفض الاعتراف الكامل بجماعة إثنية اسمها الأكراد. إضافة إلى ما ورد في التصريح وبعد مرور 24 ساعة على الاقتحام العسكري وتحت الضغط الشديد من جانب الإعلام وشعب كردستان أصدرت حكومة كردستان بياناً يدين الاقتحام". إن التقرير الذي نشره موقع «كورديش ميديا» الإلكتروني الكردي هو تقرير مثير للاهتمام والشكوك، وعلى خلفية هذا التقرير نشير إلى الحيثيات لجهة الخطوط والخيوط المتعددة التي تكونت على ضوء توترات خط الحدود التركية – العراقية: • تكونت العديد من الخطوط الثنائية والمتعددة الأطراف منها: * شبكة خطوط تل أبيب: وهي الشبكة الأكثر تعقيداً وفعالية في المنطقة: * خط تل أبيب- أنقرة. * خط تل أبيب – واشنطن. * خط تل أبيب – كردستان ويتضمن أربعة خطوط فرعية: * تل أبيب – أربيل. * تل أبيب – السليمانية. * تل أبيب – حكومة إقليم كردستان. * منظمة اللوبي الإسرائيلي (الإيباك – اللوبي الكردي). • شبكة خطوط أنقرة: وهي لا تقل تعقيداً عن سابقتها وتتضمن: * خط أنقرة – واشنطن. * خط أنقرة – تل أبيب. * خط أنقرة – أربيل (غير معلن). * خط أنقرة – السليمانية (غير معلن). * خط أنقرة – بغداد. ونلاحظ أن تعقيدات هذه الشبكة قد ساعدت الأطراف على القيام بالمزيد من المناورات غير المعلنة وتشير المعلومات والتسريبات إلى أكثر هذه الخطوط نشاطاً يتمثل في: • خط أنقرة مع أربيل والسليمانية وتل أبيب. • خط تل أبيب مع أربيل والسليمانية. وعلى خلفية التسريبات والتحليلات تبرز بعض الأسئلة الفائقة الحساسية وهي: • ما هو الاتفاق الذي تم بين أنقرة – تل أبيب – أربيل – السليمانية، حيث أربيل هي مسعود البرزاني والسليمانية هي جلال الطالباني؟ • صمت أربيل – السليمانية ومحاولة تكتمهما على أخبار الاقتحام العسكري التركي هو صمت له أكثر من مغزى، فلماذا جاء هذا الصمت عند دخول القوات التركية إلى أراضي شمال العراق علماً بأن أربيل – السليمانية كانتا أكثر جعجعة وحديثاً حتى لحظة ما قبل الاقتحام؟ • لماذا لم لجأت أربيل والسليمانية إلى التنسيق مع أنقرة (عدوتهما اللدودة)؟ وما هو الدور الأساسي الذي لعبته تل أبيب والدور التكميلي الذي لعبته واشنطن في عملية الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق. التوقعات كثيرة وهناك أكثر من سبب لعمليات التنسيق التي حدثت على خطوط تل أبيب – أنقرة – أربيل – السليمانية، وتشير التحليلات إلى أن الهدف المعلن هو القضاء على حزب العمال الكردستاني ولكن الهدف غير المعلن يتجاوز ذلك إلى نطاق وحدود أكثر عمقاً: • هل يريد مسعود البرزاني القضاء عسكرياً على حزب العمال الكردستاني عن طريق عملية الاقتحام العسكري التركي؟ هذه العملية التي سوف تقضي سياسياً على جلال طالباني، وبذلك يكون قد اصطاد عصفورين بحجر الجيش التركي الواحد مما يترتب عليه انفراده بالسيطرة الكاملة على كامل أوراق الملف الكردي خاصة وأن تل أبيب ترغب في ذلك طالما أن البرزاني هو حليفها المفضل في المنطقة. • هل يريد جلال طالباني القضاء عسكرياً على حزب العمال الكردستاني عن طريق عملية الاقتحام العسكري التركي التي سوف تقضي سياسياً على مسعود البرزاني وبذلك يكون قد اصطاد عصفورين بحجر الجيش التركي الواحد مما يترتب عليه انفراده بالسيطرة الكاملة على كامل أوراق الملف الكردي. إذاً، اتفق البرزاني والطالباني على التخلص من حزب العمال الكردستاني عن طريق الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق فهل سيقتنع الأتراك بالقضاء على الحزب أم أن هناك طموحات تركية إزاء المزيد والمزيد؟ كانت واشنطن منذ البداية أكثر اهتماماً بالطموحات التركية المتعلقة بمرحلة ما بعد القضاء على حزب العمال الكردستاني لذلك حذرت واشنطن تركيا منذ بداية الاقتحام بضرورة عدم المضي قدماً والتوغل بعيداً وتجاوز الحدود المتفق عليها. وحتى الآن، لم تقاتل قوات البشمركة الكردية التابعة لوزارة شؤون البشمركة أو وزارة دفاع حكومة إقليم كردستان ضد القوات التركية المتقدمة، ومن المعروف أن قوات البشمركة هي في حدود 150 ألف جندي، بينما قوام القوات التركية التي تقدمت داخل الشمال العراقي فيبلغ 10 آلاف جندي!! والفرق في العدد يشير إلى أن قوات البشمركة قادرة على عرقلة الاقتحام التركي منذ البداية إن لم يكن صده تماماً، وإلحاق الخسائر الفادحة بالقوات التركية، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث فما الذي حدث؟ هل تم سحب قوات البشمركة من المنطقة، أم أن تعليمات وزارة شؤون البشمركة هي عدم التعرض لقوات الجيش التركي؟! بكلمات أخرى، كيف سيثبت مسعود البرزاني وجلال الطالباني أنهما بريئان من دم أكراد حزب العمال الكردستاني كبراءة الذئب من دم يعقوب؟

بالتزامن مع القصف المدفعي والجوي التركي لعدد من قرى محافظتي اربيل ودهوك، اعلن مصدر موثوق في قضاء شمزينان في تركيا لموقعنا عن تحرك نحو 2000 جندي تركي بكامل معداتهم في قضاء شمزينان الى موقع قريب من الحدود مع اقليم كوردستان. واشار المصدر الى ان عملية النقل تمت عن طريق المروحيات والطائرات العسكرية الى المنطقة المذكورة. وعلى الصعيد نفسه ذكر مصدر موثوق من قضاء اميدي لموقعنا: ان طائرات حربية تركية قصفت وعلى مدار عدة ساعات منطقتي (سةرزي) وقرية (اورة) في منطقة (نيروة ريكان) في قضاء اميدي بمحافظة دهوك. هذا ولم تعرف لحد الان الاضرار الناجمة عن القصف الجو
|
|
|