إبراهيم حاجي
هل يعقل لدولة مثل سورية أن تقبل قرابة 400000 إلى 300000 لأجى على أراضيها أو ربما يتساءل المرء، هل تتميز سورية بالديمقراطية المفرطة التي تميزها عن الدول المجاورة مثل تركيا، العراق أو الدول العربية الأخرى؟
هل يعقل أن يكون الأجانب والمكتمون الأكراد في سورية ضيوف أو زوار! هل يعقل أن يأتي هذا العدد الكبير من الأكراد إلى سورية لإنها تجيد كرم الضيافة وحسن الاستقبال!
لا، كل ما قيل غيرصحيح والنظام السوري أبعد ما يكون عن الأخلاقيات التي يتمتع بها نظام يمتلك أدنى درجات الخلق والتمدن السياسي. هذا النظام البعثي الذي يتباهي بين الفينة والأخرى بأنه يعمل على حل هذه المشكلة وكأنه ليس السبب في خلق المشكلة بالأساس! البعث خلق مشكلة لا شبيه لها في التاريخ عندما أقدم على تجريد العشرات من الكرد الجنسية في الإحصاء الاستثنائي قبل خمسون عاماً ومنثما طردهم من أراضيهم بعد سحب الجنسية التي تلطخت سمعتها هي الاخرى بعد أن ارتبط اسمها بالنظام البعثي الذي نصب نفسه وصياً على إرادة الشعب والوطن الذي كان مثالاً للتعايش والحضارة إلى درجة أصبح فيها المرء في الوقت الحاضر يخجل من نفسه عندما يقول أنه سوري!!
أمام هذا الواقع المرير كيف يمكن للعالم المتمدن أن يقبل بهذا الوضع الشاذ، وأين هو الرأي العام العالمي وأين هي الأنظمة الغربية التي تهاجم تارة السودان وتارة الصين دون أن النظام السوري الذي يبدو و كأنه يحفظ في السر مصالح هذه الدول والثمن على ما يبدو هو سكوت هذه الدول على الإجحاف البعثي بحق الكرد!
15،11،2007