
في مثل هذا اليوم، 1حزيران يصادف الذكرى السنوية الثانية، لجريمة الاغتيال البشعة التي ارتكبت بحق العلامة الدكتور الشيخ محمد معشوق الخزنوي، في عملية أشبه بالقصص البوليسية
حيث تم اختطاف الشيخ الشهيد في دمشق العاصمة بتاريخ 10/5/2005 . وانقطعت أخباره حتى أعلنت السلطات السورية عن وفاته بتاريخ 1 حزيران 2005 .
لم يكن الشيخ سوى ضحية لمواقفه الشجاعة التي كان يبديها تجاه قضية شعبه المضطهد والمحروم من ابسط حقوقه الإنسانية والقومية، فطالته يد الغدر والخيانة . إذ اعتبر المجرمون آرائه الجريئة في الساحة الإسلاموية من تسامح وتآخ بين كافة أطياف المجتمع . إن كل ما كان يفعله الشيخ الشهيد هو حبه للإنسان أينما يحيا و بغض النظر انتماءه و دينه وان ما جسده الشيخ في برامجه العلمانية، وأطروحاته السياسية بفصل الدولة عن الدين، و نشر العدالة بين البشر . مما أفقد العقل والحكمة عند هؤلاء القتلة صانعي الأيام السوداء .
فاختاروا تصفيته جسديا . متناسين بأن أفكار الشهيد مثل النسيم لن توقفها لا جبال ولا حدود مصطنعة فيحمل الأثير على كفه معان جديدة للحياة في هندسة رائعة كان معشوقاً قد رسم خارطة بنائها . وسيظل الشهيد منارة يستمد منها جماهير شعبنا الكردي لكسب الإرادة والتمسك بحقوقه القومية المشروعة .
إن ما أقدم عليه أصحابوا الفعلة النكراء ، أرادوا بفعلتهم القذرة اغتيال مدرسة العقل والرأي الجريء , أرادوا باغتياله، قتل حرية الرأي ودفن الديمقراطية . فهؤلاء لا يملكون الجرأة مواجهة عقول نيّرة أمثاله . فنحن نجده من الطبيعي يا شيخنا عندما يأتي معرفي مثلك يمتلك الحكمة والمعرفة و يثبت إننا سنبني معاً الحياة الجديدة وندافع عن وحدتنا الوطنية ونزيد الترابط بين الطيوف والطوائف في وطننا . فعلى يقين مطلق كنا لن تسمح لك الأيادي القذرة لتترجم آرائك و اجتهاداتك عملياً فهم لا يجيدون سوى اغتيالك . إن خنق الفكر والحرية وكلمة الحق، ثقافة لا يمكن أن نبني بها و - معاً - وطناً متكاملاً .
إن هذه الجريمة النكراء ما زادت إلا في إصرارنا على وطننا السوري وحق شعبنا الكردي في نيل حقه القومي كشعب يعيش على أرضه التاريخية بالمساواة والتضامن مع مجمل شرائح ومكونات الشعب السوري، في طيف فسيفسائي رائع لن يلوي عنق الإخاء العربي الكردي .
فنحن من جهتنا نؤكد بأننا أصحاب قضية عادلة . هويتنا القومية هي الكردية نقولها بفخر و اعتزاز , و هويتنا الوطنية هي سوريا .
إننا في الهيئة المؤقتة لتيار المستقبل الكردي في سوريا وبمناسبة هذه الذكرى الأليمة نجدد إدانتنا لمثل هذه الجرائم التي تنافي أبسط مبادئ حقوق الإنسان والمخالفة لعهود ومواثيق الأمم المتحدة والمنافية حتى للشرائع السماوية . فمن جهتنا نبدي تضامننا الكامل مع عائلة الشهيد حقهم القانوني في مطالبتهم العادلة كشف ملابسات تلك الجريمة عبر تحقيق نزيه ومحايد حسب الأصول القانونية المعمول بها أصولا .
الهيئة المؤقتة لتيار المستقبل الكردي في سوريا .
قامشلو 1/6/2007