وجاءت تصريحات اوجلان هذه خلال حديثه مع محاميه والذين التقوه يوم الأربعاء الماضي في سجن جزيرة ايمرالي حيث يحتجز هناك منذ اكثر من ثمانية اعوام.
ونقل اوجلان لمحاميه ان عقوبة العزلة المشددة داخل العزلة التي فرضتها السلطات بحقه مضى على تطبيقها ثمانية ايام.
واضاف اوجلان هنا وفي هذا السجن المعزول اتعرض لأبشع سياسة عزل وتهميش. لو كان احداً غيري لكان وضع حداً لحياته ولم يتحمل ثلاثة ايام فقط داخل هذا السجن. وكان بمقدوري ان افعل مثلما فعل كمال بير واقوم بوضع حد لحياتي، لكني لم افعل ذلك، ولم اجد اية فائدة في ذلك الإجراء.
رأيت انه من الأفضل ان اعيش واناضل بطريقة اخرى ضد هذا الظلم وهذا التهميش. ان اعبر عن آرائي وقناعاتي السياسية. والآن السلطات تعمل على مصادرة آرائي ومنعي من الجهر بها ايضاً.
واضاف اوجلان انه من الخطأ ان يعتبرني حزب العمال الكردستاني قائده الفعلي الآن. هذا لايصح. انا الآن واقع في اسر الدولة التركية. عليهم ان يفهموا بأنني لااستطيع قيادة المنظمة من موقعي هنا. انا اعيش في حجرة منفردة تشبه التابوت تماماً. هنا لااستطيع ان اصدر اي تعليمات للخارج او اقيم اي حوار مع المنظمة هناك. في الحالة العامة وعندما يقوم احد ما بقيادة المنظمة يجب عليه اصدار حوالي اربعين امراً او تصريح في اليوم الواحد. كيف يمكنني ان افعل ذلك؟ هذا لايجوز عملياً او اخلاقياً. حتى اذا ارادت الدولة ذلك فلن افعل ذلك ابداً.
واضاف اوجلان ان حزب العمال الكردستاني ينعتني بالقائد والأوساط المؤثرة في الدولة التركية ترى ذلك، وهي تنظر للأمر بجدية وتصدر بحقي عقوبة العزلة المشدددة في كل مرة وحين.
حزب العمال الكردستاني يعتبرني قائده الفعلي. وكذلك يفعل حزب المجتمع الديمقراطي. هما ينتظران مني ان اقوم برسم سياساتهما وارشادهما. وهذا مالااستطيع القيام به. انا هنا في الأسر. وما يصدر مني هو بعض الآراء السياسية التي اعبر فيها عن رؤاي وقناعاتي في هذا الموضوع او ذاك.
عليهم ان يفهموا الأمر الآتي: انا لست إلهاً. ولست بطلاً إسطورياً ايضاً. انا رجل صريح وصاحب فكر وضمير حي. احب شعبي كثيراً. واقول هنا: هناك اكثر من خمسمائة كتاب تتحدث كلها عن افكاري ورؤاي. عليكم بقراءة هذه الكتب. انا في موقعي الآن وفي هذه العزلة المشددة لااستطيع ان احرر احداً او اقدم له المساعدة.
واستطرد قائد منظومة المجتمع الكردستاني عبدالله اوجلان وقال، سأتابع نضالي ولن استسلم. سأقول كل كلمة أؤمن بها واعبر عن افكاري. انا الآن اعد كتاباً جديداً سأضمنه كل افكاري ورؤاي. الكتاب هو مذكرة دفاع في نفس الوقت. وهو يختلف عن مذكرات الدفاع التي كنت قد كتبتها في السابق.
وتابع اوجلان انا اقول هنا لاتذرفوا الدموع من اجلي ومن ثم ترسلوا لي من اجل ايجاد حل لقضية تدخل في خانة التنازع على منصب هنا او هناك. انا في السابق حاربت هذا الأمر. وقفت ضد السباق المحموم من اجل الإستحواذ على السلطة.
على هؤلاء ان يسعوا بنضالهم وعملهم الجيد من اجل الوصول للسلطة. هكذا افهم الأشياء: اذا كنت محامياً فيجب ان تكون محامياً نشيطاً. اذا كنت ديمقراطياً فيجب عليك ان تكون ديمقراطياً حقيقياً. وكذلك اذا اردت ان تكون مقاتلاً عنيداً فيجب عليك ان تسعى بكل جهدك لكي تكون مقاتلا حقيقياً وتستحق لقب المقاتل ومسؤولية مثل هذا الأمر.
واقول هنا يجب ان يسعى كل فرد الى اداء وظيفته ومهامه على اكمل وافضل وجه.
كما وتحدث اوجلان عن العمليات الإرهابية الأخيرة التي طالت قضاء شنكال الكردستاني واسفرت عن فقدان المئات من الكرد الإيزيديين لحياتهم. وقال اوجلان ان هناك احتمالاً كبيراً في ان تتكرر مثل هذه العمليات في المستقبل.
واضاف اوجلان، كنت في السابق قد حذرت كثيراً من ايران. ايران دولة قوية ولها تاريخ في الغدر. قلت ان ايران سترتكب المذابح بحق ابناء شعبنا الكردي. يجب حماية الكرد الواقعين في مرمى نيران الدولة الإيرانية. اقترح مثلاً ان ينقلوا الكرد الموجودين على الحدود لمناطق برادوست لحمايتهم. وليكن ذلك تحت حماية واشراف منظمة الأمم المتحدة.
واذكّرٌ هنا: قبل عام الف وتسعمائة وخمسة عشر كان هناك من يدعم الأرمن. لكن هؤلاء تركوا فيما بعد الارمن لوحدهم. وكانت المجازر المعروفة في التاريخ التي وقعت بحق الارمن. لنلاحظ جيداً بان الارمن لم ينتهوا بتلك المذابح فقط. الآن هناك امراً مشابهاً يجري. هذه القوى تحاول ابادة الكرد مثلما ابادت الارمن والرومان في التاريخ القريب. تحاول اخراج الكرد من ديارهم وطردهم منها.
وتابع اوجلان يمكن ان تقوم هذه القوى بجمع الكرد في جنوبي كردستان ومحاولة اقامة منطقة محمية لهم. قد تشارك كل من اوروبا والولايات المتحدة الأميركية في مثل هذا المخطط ايضاً.
تركيا وايران وسوريا ستسعى بكل قوتها لضرب الكرد والعمل على تشتيتهم. قد تحاول اميركا فك ذلك الطوق الثلاثي. هذا سيظهر في المستقبل القريب.
ولأني اعتقد ان كل من البارزاني والطالباني لم ينجحا في حماية الإيزيديين فقد جاءت هذه المجزرة وتم قتل كل هذا العدد الكبير منهم. المجتمع الذي لايستطيع حماية نفسه سيتعرض للهجمات من كل جهة.
الكرد في الجنوب كانوا دائماً غير قادرين على حماية انفسهم. حزب الحياة الحرة الكردستاني ايضا غير قادر على حمايته. هو لم ينجح في اداء وظيفته بالشكل المطلوب. لم ينجح في الدفاع عن الكرد وحمايتهم. وانا حينما اقول هذا الكلام لااقصد اتهام البارزاني والطالباني. لا...انا فقط اقول انهما لم يؤديا واجبهما بالشكل المطلوب.
وحذر اوجلان الكرد من مذابح تخطط كل من تركيا واير ان وسوريا للقيام بها ضدهم. وقال ان ايران ستنفذ المذابح بواسطة منظمة حزب الله، بينما ستعتمد سوريا على القوى العربية المؤيدة لها.
لقد ساهمت ايران في دعم منظمة حزب الله والتي قتلت العديد من المثقفين الكماليين في تركيا. وقد شنت هذه المنظمة وبتواطئ من الدولة التركية نفسها حربا ضدنا ايضا. لقد قتلت هذه المنظمة الالاف من رفاقنا.
وانا سبق وان حذرت من اعمال عنف ستطال الإيزيديين. لماذا لم يفهموا الرسالة ولم يقوموا باتخاذ التدابير اللازمة من اجل حمايتهم في جنوبي كردستان؟.
في كركوك هناك اعمال تفجير يومية. انا اقول لو انهم منحوا المواطنين الكرد فرص الدفاع عن انفسهم. منحوهم الإمكانات اللازمة لمواجهة المسلحين لما حدث مايحدث الآن. لما استطاعت السيارات المفخخة التي تحمل خمسمائة كيلوغرام من المتفجرات من عبور القرى والمناطق الآهلة وقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين.
انا اقول هنا: ان المذبحة التي وقعت في شنكال. عمليات الجيش الإيراني واستخدام اسلحة النابالم ضد قوات الكريلا وعقوبة العزلة المشددة التي فرضت بحقي، كلها مترابطة بعضها البعض، وتؤدي نفس الغرض.
وتحدث اوجلان كذلك عن نية كل من ايران وتركيا بناء جدار العزل على حدودهما وقال، ان حزب العدالة والتنمية هو الذي يقف وراء مثل هذه الفكرة. واستطرد اوجلان قائلاً: ان قوة حزب العدالة والتنمية واستحواذه على نسبة ستة واربعين بالمائة جاء بعد اتفاق بين الرئيس التركي احمد نجدت سيزر وحزب الشعب الجمهوري. هؤلاء ارادوا ان يقدموا انموذج الاسلام المعتدل، فعملوا على تصدير هذا الحزب. والآن هم يحاولون جر حزب المجتمع الديمقراطي الى هذه السياسة.
واضاف اوجلان ان حزب العدالة والتنمية يحاول ان يمارس سياسة خاصة ضد الكرد. هو يعمل لتجويع الكرد ومن ثم شرائهم ببعض الخبز والمساعدات التي يمنحها لهم. يحاول خلق نظام عملاء يضم شيوخ الطرق الدينية وشيوخ العشائر للعمل تحت امرة الحزب. وهنا لااتحدث عن الطرق الدينية الحقيقية. لكني اتحدث عن مثل هذه الطرق المزيفة. هؤلاء الذين لايصلون ولايصومون. هم من تحاول العدالة والتنمية الإعتماد عليهم الآن.
كما وحذر قائد منظومة المجتمع الكردستاني عبدالله اوجلان رؤساء البلديات التابعين لحزب المجتمع الديمقراطي من حملة كبيرة تخطط لها حزب العدالة والتنمية وذلك للإستيلاء على هذه البلديات. وقال اوجلان ان الحزب وعبر كل الطرق اللاديمقراطية يحاول اضعاف حزب المجتمع الديمقراطي والتقليل من قوته ونفوذه في شمالي كردستان.
واشار اوجلان الى ماحصل لمحمد آغار زعيم حزب الطريق القويم وقال انه ورغم ان آغار كان ابن النظام البار واحد الذين خدموه بكل اخلاص، الا ان النظام قضى عليه. وهنا من الخطأ ان نقول ان هذا النظام سيحاول او سيسعى للتحاور معي.
كما ودعى اوجلان ذوي مقاتلي قوات الدفاع الشعبي الكردستاني الذين فقدوا حياتهم في العمليات الأخيرة الى مراجعة كل الجهات المختصة للحصول على جثامين ابنائهم