
حمّل قائد منظومة المجتمع الكردستاني عبدالله اوجلان كل من رئيس الوزراء التركي ووزير العدالة مسؤولية ماقد يحدث له في إطار الإستمرار في تطبيق الحكومة لسياسة العزلة المشددة بحقه.
كما دعى اوجلان الى متابعة الدعوة المقامة في حق اليونان، والتي وصف دورها في المؤامرة الدولية التي طالته وانتهت بتسليمه للدولة التركية بالدور المفتاحي.
وجاءت تصريحات اوجلان هذه خلال لقاء محاميه به يوم الأربعاء الماضي في سجن جزيرة ايمرالي النائي في وسط بحر مرمرة حيث يٌحتجز هناك منذ حوالي التسعة اعوام.وقال اوجلان بان عقوبة العزلة المشددة داخل العزلة التي فرضتها عليه السلطات التركية في وقت سابق قد انتهت الإسبوع الماضي، مضيفاً بان الهدف من تلك العقوبة كان التضييق عليه وممارسة المزيد من الضغط النفسي بحقه.
واضاف اوجلان بن الغرض من فرض عقوبات العزلة المتكررة هو ممارسة الضغط النفسي عليّ. هم يقولون باني اصدر تعليمات للمنظمة في الخارج. وانا لي الحق في الحديث والبوح برأيي في هذا الموضوع. ومن ثم فإن ما اقوله عن حزب المجتمع الديمقراطي يٌبث على شكل اخبار في الصحف ايضاً. ولايستقيم الأمر ان يفرضوا عقوبة العزلة المشددة بحقي لمجرد اني اعبر عن رأيي في حزب سياسي قانوني وشرعي. الهدف من هذه العزلة هدف سياسي بيّن، وهو ممارسة الضغط عليّ.
كما تحدث اوجلان عن الظروف التي تحيط بسجن جزيرة ايمرالي وقال بان المسؤولين هنا يراقبونني على مدار الساعة. وهم يضايقونني كثيراً. ولأني اعلم بان هذا المكان يٌدار من مركز إدارة الأزمات المرتبط مباشرة برئاسة مجلس الوزراء فإني احمّل هنا مسؤولية كل ماقد يحدث لي لرئيس الوزراء ووزير العدل.
واستطرد اوجلان، هم يهدفون بهذه الإجراءات كسر ارادتي، لكني لن اخضع لهم. سأتابع نضالي وبشكل اكثر قوة. ساقف ضد كل اشكال العزل والتهميش. سأناضل بفكري وعقلي واقاوم كل هذا الأساليب. وزير العدل قادر على ارسال لجنة الى هنا والتحقق من ظروف وملابسات الوضع. الكل يعلم ما مدى المعاناة في مثل هذه الظروف. انا هنا اجتهد في الدفاع عن نفسي وحماية نفسي من كل الظروف والمؤثرات المحيطة. والتاريخ وحده سينصفني وسيسرد الحقائق المتعلقة بشخصي.
واضاف اوجلان انه واثناء فرض حالة العزلة المشددة بحقه حاول ان يكتب في رصد حالة اليسار التركي، وانه بيّن كيف ان اليسار فشل في تحليل الواقع الإجتماعي في البلاد. واسهب قائد منظومة المجتمع الكردستاني عبدالله اوجلان خلال مع محاميه حديثه في شرح رؤاه المتعلقة بالنظرية الماركسية وصراع الفكر الماركسي مع الرأسمالية العالمية من اجل منح واقع افضل وحماية حقوق الشعوب. كما طالب اوجلان محاميه بمتابعة الدعوة المقامة على اليونان لدورها المفتاحي في المؤامرة الدولية التي طالته في عام الف وتسعمائة وثمانية وتسعين وانتهت بتسليمه للدولة التركية. ومطالبة اليونان بدفع تعويضات لأنها ساهمت في خطف شخص دخل اليها بشكل قانوني فعمدت هذه الأخيرة الى اخراجه بشكل لاقانوني. واضاف اوجلان انه لم يغادر اليونان لكنه اخٌرج منها عنوة وتم اختطافه بعد ذلك.كما دعى اوجلان الإتحاد الأوروبي لإرسال موظف مسؤول الى سجن جزيرة ايمرالي وذلك للإستماع الى حقيقة الأمر ومتابعة الدور اليوناني في المؤامرة الدولية التي طالته.
كما دعى محاميه الى متابعة قضية اعادة محاكته لدى دوائر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
قال اوجلان بانه لم يجد اي نقاش حي ومثمر يتعرض للمرحلة التي تلت الإنتخابات التشريعية الأخيرة في تركيا والتي جرت في الثاني والعشرين من شهر تموز الماضي.
وتوقف اوجلان كذلك على سياسة حزب العدالة والتنمية ازاء القضية الكردية وقال:
انا اعتقد ان العدالة والتنمية يخطط لتهجير قسم من كبير من الشعب الكردي الى جنوبي كردستان. وستقام دولة كردية في الجنوب الكردستاني. ان هذا السيناريو لن يحل القضية الكردية في تركيا. والمسؤولون في تركيا لايرون مايحدث. اذما تم ذلك فإن تركيا ستجد نفسها محاطة بارمينيا وكردستان واليونان. الدول الكبرى ايضاً تعلم ذلك. لكنها تراقب الأمر عن كثب الآن.لقد ناضلنا طيلة اربعة عشر عاماً من اجل ايجاد حل سياسي للقضية الكردية. لكن الحكومة تصر على اللاحل. ليس هناك اية اشارة توحي بنية الحكومة حل القضية الكردية. باشبوغ( قائد القوات البرية التركية) يطلق تصريحات هنا وهناك. مسودة الدستور الجديد لاتشير لامن قريب ولامن بعيد للقضية الكردية. هذا باختصار هو المشهد الحالي الذي يوحي بانه لاتوجد اجندة محددة لحل القضية الكردية.
واضاف اوجلان بان حزب العدالة والتنمية يعمل بشكل مستمر للقضاء على حزب المجتمع الديمقراطي. وماحصل لرئيس بلدية سور ماثل امام اعيننا...
وطالب اوجلان ابناء مدينة آمد بإظهار موقف قوي وواضح ضد سياسة حزب العدالة والتنمية، وقال بان المطلوب الآن هو إظهار ابناء آمد لإرادتهم الديمقراطية واصرارهم على الحل السلمي لنيل حقوقهم. حزب العدالة والتنمية على علم بمايجري بحقي هنا في السجن، وهو يتابعني وبشكل جيد ويستهدف من كل هذه الحملات تشويه صورتي في عيون الشعب الكردي، وضرب العلاقة الوثيقة التي تربط الكرد بيّ.
وطالب اوجلان حزب المجتمع الديمقراطي بالعمل وتقوية نضاله، داعياً الى عدم استخدام اسمه في السياسة بغية كسب منافع سياسية. كما جدد موقفه في اعتبار كل مايصدر عنه يعبر عن رأيه فقط وانه لايمثل اي حزب، داعياً حزب العمال الكردستاني الى الإعتماد على نفسه واتخاذ قراراته بشكل مستقل.
كما بحث اوجلان في موقف حزب العدالة والتنمية مبيناً بان هناك ثمانية عشر اتجاهاً وسط هذا الحزب، وانه وبعد ان استحوذ على منصب رئاسة الجمهورية فسيعمد الى الإحتفاظ بمكتسباته هذه وحمايتها.
كما تحدث اوجلان لمحاميه عن ثلاثة جمهوريات ظل موجودة في تركيا وقال، الأولى هي جمهورية بيروقراطية تتمثل في تحالف العسكر والمدنيين في حزب الشعب الجمهوري. والثانية جمهورية تراقيا التي تمثلت في حزب الشعب الديمقراطي، والآن تستمر في شحص وسياسة حزب العدالة والتنمية. والجمهورية الثالثة وهي الجمهورية الديمقراطية. اي جمهورية الكرد والترك وكل المستضعفين والمهمشين.وكشف اوجلان عن آرائه ونظرياته فيما يتعلق بالجمهورية الديمقراطية وكيفية تطبيقها وقال: يجب في البداية عقد مؤتمر للجمهورية الديمقراطية في انقرة وذلك بحضور سبعمائة الى ثمانمئة شخص، من كافة طبقات الشعب، من العمال والفلاحين والفنانين والكسبة. يجب ان تجتمع كافة طبقات المجتمع وتستمع لبعضها البعض. هذا مهم جداً في الوقت الراهن الذي يٌسن فيه دستور جديد للبلاد. يجب عقد ذلك المؤتمر الآن او في ظرف الأشهر القلية المقبلة.كما يجب عقد مؤتمر لمناقشة افكار حول المجتمع الديمقراطي وذلك في مدينة آمد وبقيادة حزب المجتمع الديمقراطي. يمكن ان يضم هذه المؤتمر اربعمائة شخص وان يٌعقد في غضون شهر ونصف الشهر. ان يكون هناك ممثلون عن كل المناطق والولايات: من جولمرك وبايزيد وكل المناطق...هذه اقتراحاتي بشأن الدستور الجديد. نحن نريد حقوقنا القومية. نريد حقوقنا الثقافية والإعتراف بها. يجب مناقشة كل ذلك وبحضور الشخصيات المهتمة والوطنية التي تنشد الديمقراطية. المهم هو عقد مثل هذا المؤتمر قبل المؤتمر العام القادم لحزب المجتمع الديمقراطي.